شهيد وعشرات الجرحى في تظاهرات
وصدامات مع قوات الاحتلال
الضفة تنتفض: أوقفوا مجزرة غزّة
وحاكموا "إسرائيل"
انتفضت الضفة الغربية مجددا يوم أمس،
وطالب آلاف الفلسطينيين الذين تظاهروا في أرجائها بوقف المجزة في غزة ومحاكمة "إسرائيل”
على جرائمها، وقد استشهد فلسطيني برصاص الجيش الاسرائيلي وأصيب العشرات بجروح خلال
هذه التظاهرات.
والشهيد الذي سقط أمس هو الشاب تامر
سمور (22 عاما) بعيار ناري في الصدر في المواجهات في طولكرم، وفق مصادر امنية
وطبية فلسطينية.
واصيب 39 فلسطينيا في مواجهات اندلعت
بعد صلاة الجمعة على حاجز قلنديا ومعبر عوفر في منطقة رام الله، وفي نعلين وسلفيت
وكفر الديك وطولكرم شمال الضفة الغربية، وفي باب الزاوية في مدينة الخليل وعند
معبر قبة راحيل في الخليل.
فقد أصيب 7 فلسطينيين بعيارات نارية،
والعشرات بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط خلال قمع قوات الاحتلال أمس لمسيرات خرجت
تضامنا مع قطاع غزة، بالقرب من محافظة رام الله والبيرة في الضفة الغربية.
وأصيب خمسة مواطنين بالرصاص الحي، في
مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمام معسكر «عوفر« المقام على أراضي بلدة
بيتونيا غرب رام الله.
واندلعت المواجهات في أعقاب أداء
مئات المواطنين صلاة ظهر الجمعة، في ساحة المعسكر، تضامنا مع قطاع غزة، وتنديدا
بمجازر الاحتلال اليومية على المواطنين في القطاع.
وهاجمت قوات الاحتلال المصلين
بالرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع، وقنابل الصوت، فور انتهاء الصلاة.
وامتدت المواجهات إلى داخل بلدة بيتونيا، حيث استهدفت قوات الاحتلال منازل
المواطنين بقنابل الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت.
كما أصيب العشرات بحالات الاختناق،
خلال قمع الاحتلال لمسيرة سلمية انطلقت في قرية بلعين غرب محافظة رام الله
والبيرة.
وتصدى جنود الاحتلال للمسيرة التي
انطلقت تضامنا مع أهالي قطاع غزة باستخدام الرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وقنابل
الصوت، والغاز السام ما أدى إلى وقوع هذا العدد من المصابين.
كما أحرق الاحتلال عشرات الدونمات من
حقول الزيتون نتيجة اطلاق القنابل الغازية والصوتية الحارقة صوبها.
وقالت مصادر فلسطينية إن العشرات
أصيبوا بالاختناق في مواجهات مع قوات الاحتلال على المدخل الشمالي لمدينة بيت لحم.
واندلعت في محيط مسجد بلال بن رباح شمالي بيت لحم بين الشبان وقوات الاحتلال
تنديدا بالاعتداء الغاشم على قطاع غزة، أطلق جنود الاحتلال خلالها قنابل الغاز
والصوت ما أوقع إصابات عدة بحالات اختناق.
وكان المئات من المواطنين انطلقوا في
مسيرة من أمام باب الزقاق في بيت لحم صوب المدخل الشمالي للمدينة، رفعوا خلالها
الأعلام الفلسطينية واليافطات المنددة بالصمت العالمي تجاه ما يجري في قطاع غزة من
إبادة جماعية، وعقب اقتراب المسيرة من مسجد بلال بن رباح تم مهاجمة المشاركين من
قبل الاحتلال ما تسبب باندلاع اشتباكات عنيفة في المنطقة.
كما اندلعت مواجهات في منطقة أم ركبة
جنوب بلدة الخضر بين الشبان وقوات الاحتلال، أصيب خلالها عدد من المواطنين
بالاختناق.
وفي مدينة الخليل شارك نحو 5000
فلسطيني في مظاهرة ضخمة رفعوا خلالها الاعلام الفلسطينية، هاتفين «اوقفوا المجزرة
في غزة» و»محكمة الجنايات الدولية لاسرائيل».
وأصيب ما لا يقل عن 6 مواطنين
بالرصاص الحي والعشرات بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط خلال مواجهات مع الاحتلال
في منطقة باب الزاوية بالخليل وفي بلدة بيت أمر شمال المحافظة.
وقالت مصادر الهلال الأحمر أن ستة
مواطنين أصيبوا بالرصاص الحي خلال المواجهات التي اندلعت في منطقة باب الزاوية وسط
الخليل، كما وأصيب العشرات بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط وتم نقل المصابين إلى
مستشفى عالية الحكومي ومشفى الميزان التخصصي.
وقال منسق اللجنة الشعبية لمقاومة
الاستيطان محمد عوض، إن مواجهات في بلدة بيت أمر اندلعت عقب المسيرة التضامنية مع
قطاع غزه التي انطلقت من وسط البلدة عقب صلاة الجمعة انتهاء منطقة عصيدة، حيث
اندلعت الاشتباكات.
وأضاف عوض، أن قوات الاحتلال فرقت
المتظاهرين بإطلاق الرصاص المطاطي والقنابل الصوتية والغازية، ما أدى إلى إصابة
عدد من المتظاهرين بالرصاص المطاطي والاختناق.
كما جرت مواجهات في مدينة القدس بعد
صلاة الجمعة وقالت الناطقة باسم الشرطة الاسرائيلية «ان مواجهات جرت في شارع
السلطان سليمان عند مفرق متحف روكفلر القى خلالها الشبان والمفرقعات والحجارة
باتجاه رجال الشرطة».
واضافت «اعتقلت الشرطة شابين
ملثمين».
ونشرت الشرطة الاسرائيلية قواتها في
المدينة واقامت الحواجز والمتاريس ولم تسمح سوى لسكان البلدة القديمة بالوصول اليها
كما سمحت فقط للرجال من حملة الهوية الزرقاء (فلسطينيو القدس الشرقية وعرب
اسرائيل) فوق سن 50 عاما بالدخول الى القدس. ولم يتم فرض اي قيود عمرية على دخول
النساء، بحسب ما اعلنت الشرطة.
وأصيب ما لا يقل عن 50 مواطنا
بالاختناق وبالرصاص المطاطي، بعد قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي مسيرة سلمية على
حاجز بيت إكسا العسكري، شمال غرب القدس المحتلة.
وقالت منسق القوى الوطنية في منطقة
شمال غرب القدس المحتلة سعيد يقين إن مئات المواطنين خرجوا، تلبية لدعوة للتظاهر،
في مسيرة سلمية نحو حاجز بيت إكسا العسكري، المقام على مدخل القرية، والذي يسمح
بمرور حملة هوية القرية فقط عبره، ما دعا جنود الحاجز لاستقدام تعزيزات عسكرية
إضافية لقمع المتظاهرين.
وأضاف أن قنابل الغاز المسيل للدموع
والرصاص المطاطي، الذي أطلقته قوات الاحتلال، تسببت في إصابة ما لا يقل عن خمسين
متظاهرا بالاختناق وبجروح مختلفة، تلقوا العلاج ميدانيا، بينما أدت القنابل
لاحتراق أشجار زيتون ولوزيات تعود لأهالي قرية بدو المجاورة.
واعتقلت قوات الاحتلال، عقب صلاة
الجمعة، شابين مقدسيّين في شارع السلطان سليمان المحاذي لسور القدس ويقع بين بابي
العامود والساهرة (من بوابات القدس القديمة)، خلال قمع قوات الاحتلال وقفة لمجموعة
من الشبان المقدسيين احتجاجاً على العدوان المتواصل على غزة.
وهاجمت قوات الاحتلال المعتصمين من
الشبان بالهراوات وقنابل الصوت والغاز السام، ولاحقتهم في المنطقة في حين رد
الشبان بالحجارة والزجاجات الفارغة.
وأدى آلاف المواطنين من أهل القدس
وأراضي الـ 1948م صلاة الجمعة في الشوارع والطرقات بعد منع قوات الاحتلال من تقل
أعمارهم عن الخمسين عاما من أدائها في المسجد الأقصى أو حتى الدخول الى البلدة
القديمة.
وكانت قوات الاحتلال حوّلت المدينة
الى ما يشبه الثكنة العسكرية التي طغت فيها المشاهد العسكرية، وتضمنت اجراءات
وقيوداً مشددة على المواطنين وحرمانهم من الدخول الى الاقصى المبارك للجمعة
الخامسة على التوالي تحسباً من انتظام المصلين بمسيرات ضخمة تنطلق من قلب الاقصى
الى القدس القديمة نُصرة لغزة وتنديداً بالعدوان الدموي المتواصل على القطاع.
ونصبت قوات الاحتلال الحواجز
العسكرية والشرطية في كل مكان، بالإضافة إلى نصْب متاريس حديدية على مداخل بوابات
القدس القديمة وقرب بوابات المسجد الاقصى الذي بدا شبه فارغٍ من المصلين بفعل
اجراءات الاحتلال.
وفي وقت لاحق، اندلعت مواجهات متفرقة
في أحياء: راس العامود، والصوانة، وجبل الزيتون، ووادي الجوز وشعفاط، ومخيم شعفاط،
وامتدت الى بلدات العيسوية وسط المدينة، وعناتا والرام شمال المدينة المقدسة.
وحيّا الشيخ عكرمة صبري، رئيس الهيئة
الاسلامية العليا، في خطبة الجمعة بالأقصى، صمود الأهل في غزة ضد العدوان الهمجي
غير المسبوق على القطاع، كما أشاد بالمرابطين والمرابطات في المسجد الأقصى
المبارك.
وسياسياً طالب وزير الخارجية
الفلسطيني رياض المالكي المفوضة السامية لحقوق الإنسان بسرعة تشكيل لجنة التحقيق
الدولية، التي أنشأها مجلس حقوق الإنسان في دورته الاستثنائية في 23 من تموز
الماضي، والتي من شأنها وضع حد للإفلات من العقاب، وتحديد أسس المساءلة لدولة
الاحتلال على انتهاكاتها الجسيمة للقانون الدولي، والجرائم التي ترتكب يوميا في
الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، وخاصة في قطاع غزة.
وشكر المالكي، في بيان صادر عن وزارة
الخارجية، المفوضة السامية لحقوق الإنسان نافي بيلاي على مواقفها المتسقة مع
القانون الدولي، والتي شددت فيها على ضرورة النظر بإجراءات مساءلة حقيقية على ضوء
الأدلة الدامغة على ارتكاب جرائم حرب، بفعل ازدياد أعداد الإصابات بين المدنيين
الفلسطينيين، بما في ذلك استهداف 250 طفلا.
ورحب وزير الخارجية بتصريحات بيلاي
التي أدانت عبرها استمرار العدوان والاعتداءات الإسرائيلية على المدنيين
الفلسطينيين، واستهداف المباني والمواقع المحمية الدولية، كالمستشفيات والمدارس،
بما فيها مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الأونروا، التي تستخدم لإيواء المدنيين
العزل، النازحين بفعل القصف الإسرائيلي المستمر، واستهداف الأحياء المدنية
والسكنية.
وخارج فلسطين، تظاهر آلاف الاردنيين
الجمعة في مناطق مختلفة من المملكة مطالبين بالغاء معاهدة السلام مع "إسرائيل” تضامنا
مع قطاع غزة الذي يتعرض لهجوم اسرائيلي اوقع نحو 1500 قتيل وآلاف الجرحى.
وشارك نحو 2500 شخص في تظاهرة نظمتها
الحركة الاسلامية وانطلقت عقب صلاة الجمعة من امام المسجد الحسيني (وسط عمان)
مطالبين بدعم حركة المقاومة الاسلامية (حماس) والغاء معاهدة السلام الموقعة بين
الاردن واسرائيل عام 1994.
وهتف المشاركون «بلا سلام بلا بطيخ
غزة بتضرب صواريخ» و»طيارات القسام بددت كل الاوهام»، اضافة الى «لا سفارة صهيونية
على ارض اردنية« على ما افاد مراسل فرانس برس.
وحمل هؤلاء لافتات كتب عليها «لا
لمعاهدة الذل والعار (في اشارة الى معاهدة السلام)» و»لبيك يا غزة» اضافة الى
«كلنا مقاومة».
كما شارك نحو 1500 شخص في تظاهرة
انطلقت عقب صلاة الجمعة من امام مبنى النقابات المهنية في منطقة الشميساني (غرب
عمان) الى قرب مبنى رئاسة الوزراء هاتفين «الشعب يريد اسقاط وادي عربة» و»لا سفارة
للكيان على ارضك يا عمان».
وحمل هؤلاء اعلاما فلسطينية واردنية
الى جانب لافتات كتب عليها «الاردن يدعم المقاومة» و»لا صوت يعلو فوق صوت
المقاومة» و»ليطرد سفير الارهاب الاسرائيلي»، فيما احرق مشاركون علم اسرائيل.
وخرجت تظاهرات مماثلة في كل من اربد
(شمال المملكة) والزرقاء (شرق) ومخيم البقعة (شمال ـ غرب) ومادبا (جنوب ـ غرب).
(وفا، أ ف ب)