القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الأحد 24 تشرين الثاني 2024

العالول: فلسطينيو الخارج ينقصهم الدعم والتمثيل والشراكة بالقرار


السبت، 09 كانون الثاني، 2021

أكّد زياد العالول، المتحدث باسم المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، أنّ سبعة ملايين فلسطيني في شتى أنحاء العالم قادرون على إحداث تغيير في المعادلة السياسية، لكنهم يفتقدون للتمثيل والدعم الرسمي، والإحساس بالشراكة في القرار الفلسطيني.

وأوضح العالول، في حوارٍ مع "المركز الفلسطيني للإعلام"، أنّ فلسطينيي الخارج مغيبون بفعل قيادة السلطة عن العمل داخل أروقة منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها المختلفة، معرباً عن أمله أن يكون هناك قرار بإعادة تأهيل المنظمة التي تعد البيت الممثل للشعب الفلسطيني.

وقال: "حتى يكون هناك تمثيل حقيقي يجب أن يمثَّل كل فلسطينيي الخارج داخل أروقة المنظمة ومؤسساتها، وهذا سيعطيهم دفعة كبيرة، وهم يملكون حرية الحركة والموارد والنفوذ السياسي والاقتصادي، وهذا سيضمن تفعيل للسفارات الفلسطينية المنتشرة عبر العالم ودورها الذي يكاد يكون غير موجود في كثير من الأقطار، وربما في بعض الأقطار دورهم معاديا للفلسطينيين في الخارج وربما مناصر للصهاينة".

وأشار العالول إلى أنّه آن الأوان أن يكون هناك تغيير في قيادة السلطة بقيادة تمثل كل مكونات الشعب الفلسطيني، مضيفاً: "هذه القيادة فقط يمكن أن تكون قادرة على الوقوف في وجه الهجمة الصهيونية وهرولة التطبيع العربية، ودون ذلك سيكون الموقف الفلسطيني ضعيفا".

عام 2020

وقال العالول: إنّ عام 2020 كان صعباً جداً على الشعب الفلسطيني على المستوى السياسي والإنساني والأنشطة والفعاليات، وعلى المستوى الإنساني أيضاً عبر حصار المؤسسات الخيرية في الخليج ومنعها من التواصل مع الداخل ودعم المؤسسات الفلسطينية داخل الأرض المحتلة، بالإضافة إلى محاصرة أونروا وتقليص ميزانياتها وتقليص ميزانية السلطة وعدم دفع الرواتب.

وأوضح المتحدث باسم المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، أنّ أزمة كورونا ساهمت في تفاقم الأوضاع المعيشية في المخيمات الفلسطينية؛ لأنها ساهمت في وضع اقتصادي عالمي صعب، وعجزت المنظمات الدولية عن سد هذه الثغرة كما عجزت السلطات المحلية عن سد هذه الثغرة المتفاقمة التي يعاني منها الشعب الفلسطيني.

استفراد السلطة

وفي سياق آخر؛ أكّد العالول أنّ قيادة السلطة تعيش أزمة حقيقية عبر استفرادها بالقرار السياسي، وقال: "رغم أنه هناك كان بصيص أمل لوحدة وطنية وبناء جبهة وطنية للتصدي لصفقة القرن ووقف التنسيق الأمني والتعاون مع الاحتلال، إلا أنّ هذه القيادة فشلت وخيبت ظن الشعب الفلسطيني وآماله، عبر عودتها التواصل مع قوات الاحتلال والتنسيق الأمني".

وأوضح أنّ صفقة القرن واكتمال المخطط الأمريكي عبر الاعتراف بالقدس كعاصمة للكيان الصهيوني وهرولة التطبيع العربي من بعض الدول، جعل القضية الفلسطينية تعيش أزمة حقيقية، حتى المجتمع الدولي فشل أيضاً في مناصرة الشعب الفلسطيني، إضافة إلى أزمة منظمة الأمم المتحدة وتحرك السلطات الأمريكية بمعزل عن مؤسسات المجتمع الدولي.

خذلان التطبيع

وتحدث العالول عن خذلان بعض الدول العربية بهرولتها إلى التطبيع وتجاوزها للشعب وقيادة السلطة وفتح خطوط مباشرة مع الاحتلال. كل هذا تسبب في إضعاف القضية الفلسطينية وجعل السلطة تعيش أزمة حقيقية على المستوى الشعبي ومستوى اتخاذ القرار، عدا عن انفصام السلطة التي تتحرك بقراراتٍ بمعزل عن الفصائل وفلسطينيي الخارج.

وأضاف: "بالرغم من ذلك الخذلان العربي، وعدم مناصرة المجتمع الدولي للقضية الفلسطينية، إلا أن الشعب الفلسطيني صامد مرابط يقاوم هذا الاحتلال، ولم يسلم بالأمر الواقع"، لافتاً إلى أنّ دور فلسطينيي الخارج خلال عام 2020 كان تعبئة الرأي العام العالمي الغربي والتصدي للهيمنة الصهيونية وإفشال صفقة القرن رغم أزمة كورونا التي تسببت بشلل كبير في الحركة والأنشطة الشعبية والاجتماعية.

وبيَّن العالول أنّ الأنظمة العربية وقعت اتفاقيات بمعزل عن إرادة شعوبها، ودورنا أن نتواصل مع مؤسسات المجتمع العربي لإفشال التطبيع مع الاحتلال، وهذا يتطلب التواصل مع القوى الحية في الدول العربية والأحزاب السياسية الرافضة للتطبيع ومواصلة الشق القانوني، وملاحقة قادة الاحتلال في المحاكم الدولية، وتجريم التطبيع وكل هذه قضايا قانونية بالإمكان أن يعمل عليها فلسطينيو الخارج، ولكن هذا يحتاج دعم وتبنٍّ من منظمة التحرير الفلسطينية، والتي تعد عضوا في الهيئات الدولية.

المجتمع الغربي

ويكشف العالول في حديثه أنّ المجتمع الغربي وضعه أفضل مقارنة بالمجتمع العربي المصادرة حريته وإرادته، وذلك أنه ما يزال متماسكا ومناصرا لقضية لفلسطين، رغم كل الحملات الصهيونية والأمريكية، ويفشل كل محاولات التصدي لحملة المقاطعة العالمية، وسن القوانين التي تقلل من حجم التعاطف الغربي مع الشعب الفلسطيني، إلا أنّ المجتمع الغربي على المستوى الشعبي بدأ يفهم عدالة قضيتنا.

وأضاف: "لأول مرة في الانتخابات الأمريكية السابقة يكون هناك انقسام في الشارع الأمريكي، وتكون قضية فلسطين حاضرة ضمن القضايا الرئيسة للانتخابات. في السابق كل الأحزاب كان لديها موضوع إسرائيل أساسي لا نقاش عليه، وموضوع فلسطين مغيب ولا يوجد صوت فلسطيني، أما الآن بتنا نلاحظ أن هناك نهضة جديدة، وهناك عدد لا بأس به من العرب والمسلمين الذين فازوا بأصوات على مستوى المجالس المحلية والنيابية، وهناك تغيير كبير بالشارع الأمريكي تجاه عدالة قضية فلسطين".

ومضى يقول: "نحن نراهن على هذا التغيير وأن يصبح الشارع الأمريكي، كما هو حال الشارع الأوروبي الذي بدأ يناصر القضية الفلسطينية منذ عشرين عاماً".