القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

العدوان على غزة: هدنة مؤجلة

مقتل إسرائيليَّين أحدهما جندي وحصيلة الشهداء الفلسطينيين ترتفع الى 135 بينهم 3 إعلاميين
العدوان على غزة: هدنة مؤجلة
 

الأربعاء، 21 تشرين الثاني، 2012

اتهمت حركة "حماس" أمس "إسرائيل" بتعطيل مساعي التهدئة التي تقوم بها القاهرة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، حيث بلغ عدد الشهداء من جراء العدوان الاسرائيلي 135 شهيداً من بينهم 34 طفلاً وثلاثة إعلاميين فلسطينيين، فيما بلغت حصيلة الجرحى 1100 جريح من بينهم 310 أطفال.

وبعد وقت قصير من تأكيد الجيش الاسرائيلي مقتل جندي صباح امس بصاروخ أطلق من غزة، قال متحدث باسم وزارة الدفاع الاسرائيلية "نعم، استطيع ان اؤكد" مقتل اسرائيلي ثان، مشيرا الى ان القتيل "يدعى سالم النباري وهو بدوي من جنوب صحراء النقب". واضاف ان "النباري يعمل منذ سنوات عديدة لدى شركة تعمل لحساب وزارة الدفاع".

وبمقتله يرتفع الى خمسة عدد الاسرائيليين الذين قتلوا من جراء اطلاق الصواريخ من قطاع غزة منذ 14 تشرين الثاني الحالي.

وفي القدس أكدت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون قبيل اجتماعها برئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ليل امس، ان التزام الولايات المتحدة أمن "إسرائيل" "صلب كالصخر".

وقالت كلينتون في مؤتمر صحافي مشترك مع نتنياهو تلاه اجتماع مغلق بينهما اثر وصولها إلى تل أبيب أمس، ان "الالتزام الاميركي بأمن "إسرائيل" صلب كالصخر ولا يتزحزح. لهذا السبب اعتقد انه لأمر اساسي (التوصل) الى وقف تصعيد الوضع في غزة".

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي إن "إسرائيل" مستعدة لتصعيد هجومها في غزة، لكنها تفضل حلاً ديبلوماسياً طويل الأجل لمشكلة اطلاق الصواريخ من القطاع. وأضاف في بيان وإلى جانبه كلينتون "إذا كانت هناك إمكانية للتوصل إلى حل طويل الأجل لهذه المشكلة بالسبل الديبلوماسية فنحن نفضل ذلك، لكن إذا لم يمكن هذا فأنا على ثقة من أنكم تدركون أنه سيتعين على "إسرائيل" اتخاذ الاجراءات الضرورية للدفاع عن شعبها". وقالت كلينتون إنها ستعمل مع "إسرائيل" ومصر للتوصل الى تهدئة في غزة "في الايام القادمة".

وكذلك على صعيد الجهود المبذولة للتوصل إلى تهدئة، قال عزت الرشق القيادي في الحركة، "نحن لا نزال في انتظار الرد الإسرائيلي وسيكون الإعلان غداً (اليوم) إن شاء الله. لن يكون هناك مؤتمر صحافي الليلة (أمس)". وأضاف في حديث هاتفي قصير أن اتفاق التهدئة تعطل لأن الجانب الاسرائيلي لم يرد بعد على المقترحات.

وكان مسؤول مصري قال في وقت سابق إن القاهرة تأمل التوصل إلى اتفاق اليوم (أمس) بعد تصريح لأيمن طه وهو مسؤول آخر في الحركة، قال إنه تم التوصل إلى اتفاق وسيبدأ تنفيذه في غضون ساعات.

لكن أسامة حمدان المسؤول الكبير في حماس أيضاً، كان أكد في وقت لاحق أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق.

وقال حمدان لتلفزيون "الجزيرة" من بيروت "الموقف حتى اللحظة أنه ليس هناك اتفاق. شعبنا والمقاومة مستعدون لكل الاحتمالات والمقاومة قادرة على الاستمرار ولدينا مفاجآت، ونحن مصرون على شروط التهدئة".

وفي غزة قتل مصوران تلفزيونيان بقناة الاقصى ومخرج للبرامج التعليمية بقناة القدس وهما قناتان تلفزيونيتان مرتبطتان بحكومة حركة حماس، في هجومين جويين اسرائيليين على سيارتين في القطاع أمس.

وقتل المصوران في سيارتهما غير بعيد عن مستشفى الشفاء الرئيسي في مدينة غزة. وقتل مخرج البرامج في قناة القدس في سيارته بوسط قطاع غزة.

واثار مقتلهم الغضب وسط الصحافيين في غزة وكذلك غضب حماس التي اتهمت "إسرائيل" بمحاولة منع التغطية الصحافية لهجماتها في القطاع.

وقال فوزي برهوم المتحدث باسم حماس في مؤتمر صحافي ان "إسرائيل" تريد قطع صورة "شعب غزة الشجاع" واسكات صوته. واضاف ان الصحافة في غزة تلعب دورا كبيرا ومؤثرا في كشف "جرائم العدو" امام العالم.

وانتقدت منظمات دولية مدافعة عن حرية الصحافة اسرائيل. وقال شريف منصور من لجنة حماية الصحافيين في بيان امس ان "إسرائيل" يجب ان تحترم التزاماتها بموجب القانون الدولي وان توقف عاجلاً هجماتها على مكاتب اجهزة الاعلام.

واعتبر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون أمس، ان "تصعيداً اضافياً" في النزاع بين "إسرائيل" وحركة حماس في قطاع غزة سيشكل "كارثة على المنطقة".

وقال بان كي مون في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو "ان تصعيدا اضافيا سيكون خطرا وكارثيا على مجمل المنطقة".

وقال نتنياهو "ان "إسرائيل" لا يمكن ان تتسامح مع الهجمات. وفي حال كان هناك مجال للتوصل الى حل طويل الامد عبر السبل الديبلوماسية، فإن "إسرائيل" مستعدة للتعاون في هذا المجال". وتابع رئيس الحكومة الاسرائيلية "اما في حال اصبح من الضروري القيام بعمل عسكري اقوى لوضع حد لطلقات الصواريخ المتواصلة، فإن "إسرائيل" لن تتردد بالقيام بما يلزم للدفاع عن شعبها".

ومن رام الله، (أحمد رمضان)، نقل موقع صحيفة "يديعوت احرونوت" الالكتروني عن مصادر امنية قولها انه لا يزال هناك بعض الخلافات الجوهرية التي تعوق حتى اللحظة توقيع الاتفاق مطالبين مصر بلعب دورها في هذا الإطار .

وفي ما يتعلق بالاتفاق الآخذ بالتبلور في العاصمة المصرية قال الموقع بان الاتفاق لن يتطرق للتفاصيل الدقيقة بل سيتضمن من اربعة الى ستة بنود متفق عليها مصرياً واسرائيلياً وفلسطينياً "حماس والجهاد".

وتصر حماس وفقاً للموقع على تلبية عدة مطالب وتضمينها للاتفاق منها:

1-ضمان حرية حركة الفلسطينيين في المنطقة القريبة من الشريط الحدودي الذي اعلنته "إسرائيل" من طرف واحد كمنطقة امنية وهي منطقة بعمق ما بين 300-500 متر داخل اراضي القطاع.

2-حرية نقل البضائع من "إسرائيل" ومصر الى القطاع خاصة البضائع التي تمنع "إسرائيل" دخولها بحجة مساهمتها بتعزيز قوة المقاومة.

3-اما بخصوص وقف الاغتيالات فقال المصدر ان حماس قد تنازلت عن هذا المطلب.

4-لم تطالب حماس برفع الحصار البحري عن القطاع وبدلاً من ذلك تطالب مصر كجزء من الاتفاق بفتح معبر رفح امام الحركة الحرة للبضائع والمواطنين وهذا الامر لم تعارضه "إسرائيل" وفقاً للموقع الالكتروني.

ونقل الموقع عدة طلبات معدلة قدمتها "إسرائيل" لمصر منها:

1-الهدوء مقابل الهدوء وهذا المبدأ كما يبدو مقبولاً لدى مصر وحماس.

2-اقامة نظام مراقبة لمنع عمليات تهريب الاسلحة وتفعيل التعاون الاستخباري مع مصر في هذا المجال.

3-تدرس "إسرائيل" الموافقة على حركة المدنيين الفلسطينيين في المنطقة الامنية بعد فترة اختبار يتفق عليها الاطراف تظهر مدى التزام الفصائل الفلسطينية وقف النار.

4-تطالب "إسرائيل" مصر باغلاق منطقة رفح المصرية القريبة من حدود القطاع.

وكان الرئيس المصري محمد مرسي اعلن اثناء تشييع شقيقته التي وافتها المنية أول من امس، ان العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة سينتهي اليوم (امس). واضاف ان "جهود عقد اتفاق الهدنة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي ستسفر عن نتائج إيجابية خلال الساعات القليلة المقبلة".

واعتبر الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي خلال زيارته الى قطاع غزة على رأس وفد وزاري عربي رفيع أمس، ان "المشكلة ليست في التهدئة بل في الاحتلال".

وقال العربي خلال لقائه مع الوفد الوزاري العربي اسماعيل هنية رئيس وزراء حكومة حماس ان "المشكلة الحقيقية ليست في التهدئة، بل يجب ان نركز جميعا من دول عربية واسلامية وصديقة في كل العالم على انهاء الاحتلال، هذه هي المشكلة الرئيسية". واضاف "بعد ما رأيناه من دمار(..) اذا حصلت التهدئة سوف يتكرر العدوان، ويجب التركيز على انهاء الاحتلال".

وقال العربي ايضا "اعتقد ان ما رأيناه اليوم (أمس) يؤكد مرة اخرى ان الشعب الفلسطيني لن ينكسر في يوم من الايام. ما نراه اليوم في غزة انما يدل على العدوان الغاشم المتكرر منذ ستين عاما".

وقال اسماعيل هنية رئيس الوزراء المقال "نحن نتابع ما يجري في القاهرة والجهد التركي والقطري وجهود وزراء الخارجية العرب برئاسة الامين العام". واضاف هنية "لسنا ضد وقف الحرب وحماية ابناء شعبنا وكل الجهود التي تبذل هي مباركة لكننا نريد تهدئة تضمن وقف العدوان وتضمن عدم تكراره".

(ا ف ب، رويترز، يو بي أي، "المستقبل")