الفلسـطـينـيون يحـيـون الذكـرى الـ 11 لانـدلاع انتفـاضــة الأقـصـى
الخميس، 29 أيلول، 2011
صادفت أمس الذكرى الحادية عشرة لاندلاع انتفاضة الأقصى الثانية في الأراضي الفلسطينية والتي جاءت بعد انسداد أفق المفاوضات بين الفلسطينيين والجانب الإسرائيلي وتنصل حكومة الاحتلال من تنفيذ استحقاقات عملية التسوية. وتأتي الذكرى الحادية عشرة للانتفاضة الثانية في ظل ظروف مشابهة وفي ظل انسداد أفق المفاوضات وعملية التسوية مع حكومة الاحتلال مما دفع القيادة الفلسطينية للجوء لامم لمتحدة لانتزاع اعتراف اممي بدولة فلسطينية على اراضي عام 1967.
وكانت شرارة انتفاضة الأقصى اندلعت في الثامن والعشرين من أيلول عام 2000 في أعقاب قيام زعيم حزب الليكود أريئيل شارون بزيارة المسجد الأقصى، يحرسه أكثر من ألفي ضابط وجندي. وقدم الشعب الفلسطيني خلال الانتفاضة ما يزيد عن أربعة آلاف شهيد وأكثر من 48 ألف جريح و75 الف معتقل فيما لازالت نار الانتفاضة مشتعلة وان كانت بوتيرة متفاوتة وباشكال متعددة في معظم المناطق الفلسطينية بسبب جرائم وممارسات الاحتلال.
وقالت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين في بيان لها في هذه الذكرى إن هزيمة المشروع الاستعماري الغربي الإسرائيلي مرهون باستمرار وتصاعد حالة المقاومة في فلسطين وكل جزء محتل من العالم الإسلامي وليس بلغة الاستجداء والتفاوض. وأضافت الجهاد «تمر قضيتنا بمحاولات يائسة ومعادية لعزلها عن عمقها العربي والإسلامي، بعد أن لعبت سني الانتفاضة دورًا كبيرًا في إحياء جوانب منسية في مجتمعاتنا الشقيقة، فعادت لتذكر الأمة من جديد بمأساتنا ومعاناتنا ونكباتنا وبالمقدسات السليبة». واعتبرت أن «الانتفاضة أثبتت حيوية شعبنا وقدرته على المواجهة، فيما استعاد خيار الجهاد والمقاومة حضوره، وسقطت أوهام التسوية التي أريد بها فرض الاستسلام علينا وتقطيع أوصالنا».
من جانبها قالت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين على لسان عضو مكتبها السياسي طلال أبو ظريفة، أن شعبنا الفلسطيني يحيي الذكرى الحادية عشرة لانتفاضة الأقصى المباركة ويخوض معركته النضالية الدبلوماسية في أروقة المحافل الدولية لنيل عضوية كاملة لدولة فلسطين، امام ابتزاز الرباعية الدولية وتهديدات الادارة الامريكية باستخدام «الفيتو» الأمريكي لدفعه لخوض العملية التفاوضية مع حكومة الاحتلال الاسرائيلي دون شروط مسبقة.
وجددت الجبهة الديمقراطية تأكيدها على ضرورة انهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية طريق شعبنا نحو التصدي لمخططات الاحتلال والنيل منه، والطريق نحو اقرار الحقوق الوطنية الفلسطينية لشعبنا. وقال أبو ظريفة أن توسيع نطاق المقاومة الشعبية ضد الجدار والتهويد والاستيطان خطوة على طريق انتفاضة ثالثة ضد الاحتلال ومشاريعه التوسعية وامتداد لانتفاضة الأقصى الباسلة التي كان أحد ثمارها الانسحاب الأحادي الجانب من مستوطنات قطاع غزة.
من جانبها قالت لجان المقاومة على لسان الناطق باسمها ابو مجاهد أن انتفاضة الأقصى وحدت الجهود والطاقات وجسدت لحمة حقيقية بين كل القوى والفصائل وأسست لوحدة وشراكة الدم الحقيقية في مواجهة الاحتلال. ودعا أبو مجاهد شعبنا ومقاومته إلى مزيد من التمسك بخيار المقاومة والجهاد ومواصة مسيرة الدفاع عن المقدسات الإسلامية فالمسجد الأقصى لازال يتعرض للهجمات والقرصنة الصهيونية صباح مساء فلا خيار لنا إلا المقاومة من اجل استرداد حقوق شعبنا وتطهير قدسنا.
بدورها رأت حركة الأحرار ان انتفاضة الأقصى وقفت سداً في طريق التسوية وأعادت القضية إلى مسارها الصحيح كما اثبتت فشل الرهان على مشاريع التسوية التي لم توقف الاستيطان، أو تعيد اللاجئين أو تفرج عن أسرانا فضلاً عن إقامة الدولة المستقلة ذات السيادة. وأضافت الحركة أن هذه الذكرى تأتي هذا العام وقضيتنا الفلسطينية تمر بأخطر مراحلها، لا سيما ما سُمي باستحقاق أيلول الذي يريد أن يلتف على منجزات هذه الانتفاضة التي كان لها الدور الكبير والأساسي في دحر الاحتلال عن قطاع غزة.
المصدر: جريدة الدستور الأردنية