الفلسطينيون أحيوا ذكرى
نكبتهم: تظاهرات ومسيرات.. واشتباكات مع الاحتلال

الخميس، 16 أيار، 2013
«وقفت في الستين من جرحي.
وقفت على المحطّة، لا لأنتظر القطار، ولا هُتَاف العائدين من الجنوب إلى السنابل، بل
لأحفظ ساحل الزيتون والليمون في تاريخ خارطتي». هذا ما قاله شاعر فلسطين محمود درويش
قبل أعوامٍ خمسة في الذكرى الستين للنكبة. ولو أنه كان حاضراً أمس، كان حتماً سيرى
أبناء بلده حافظين لساحل الزيتون والليمون، وأنهم لم ينسوا حدود الخريطة.
بأعلام فلسطين ومفاتيح
العودة تظاهر آلاف الفلسطينيين أمس، في الضفة الغربية وقطاع غزة، وسط اشتباكات أدت
إلى إصابات بين المتظاهرين الفلسطينيين وشرطة الاحتلال الإسرائيلي، لمناسبة مرور
65 عاماً على النكبة.
واندلعت اشتباكات مع الجيش
الإسرائيلي في أماكن متفرقة، منها بالقرب من سجن «عوفر» العسكري قرب مدينة رام الله
في الضفة الغربية، بحسب ما قالت متحدثة عسكرية إسرائيلية، حيث أطلقت صفارة الحداد لمدة
65 ثانية. ورفع المتظاهرون أعلاماً فلسطينية ولافتات تحمل أسماء القرى المهجرة خلال
النكبة.
وأحيى نحو 300 فلسطيني
في مدينة القدس الشرقية المحتلة ذكرى النكبة، بمسيرة من باب العمود باتجاه متحف «روكفلر»
تخللتها مواجهات بالحجارة وقنابل الصوت والغاز، بحسب الشرطة.
ووصل عشرات من المتظاهرين
في القدس، بالقرب من باب الساهرة وباب العمود محاولين الخروج بمسيرة، رافضين الانصياع
لأوامر قوات الشرطة بالتفرق، حيث تم رشق حجارة وزجاجات باتجاه قوات الشرطة الإسرائيلية،
التي حاولت تفريق المتظاهرين بمساعدة واستعمال مركبة لرش المياه، وقامت باعتقال ثمانية
أشخاص. كما أُصيب جراء رشق الحجارة ثلاثة من أفراد شرطة الاحتلال نقل اثنان منهم إلى
المستشفى، بالإضافة إلى مستوطن، حيث استخدمت قوات الاحتلال قنابل الصوت والخيل ولجأت
إلى ضرب المتظاهرين بالهراوات.
وكان مستوطنون اقتحموا
ساحات المسجد الأقصى من باب المغاربة، لمناسبة ما يُسمّى «عيد الشفوعوت - البواكير
- نزول التوراة»، فيما اندلعت اشتباكات بين الشبان وقوات الاحتلال بعد محاولة عدد من
المتطرفين اقتحام الأقصى من خلال بابي حطة والملك فيصل.
وأفاد شهـــــود أن حوالي
40 متطرفاً اقتحموا الأقصى بحراسة إسرائيلية مشددة، وقاموا بجولاتهم المعتادة في ساحة
الأقصى.
وخلال ذلك تصدّى الشبان
لمحاولة المستوطنين اقتحام المسجد فحصل تدافع واشتباكات بالأيدي بين الطرفين وقامت
الشرطة بحماية المستوطنين. كما استهدفت قوات الاحتلال الصحافيين وطواقم الإسعاف، حيث
منعتهم من أداء عملهم.
وتظاهر آلاف الفلسطينيين
في قطاع غزة بدعوة من «اللجنة الوطنية العليا لإحياء ذكرى النكبة» وبمشاركة جميع الفصائل
الفلسطينية.
وقال مسؤول «إسعاف وطوارئ
القدس» الدكتور أمين أبو غزالة إن «12 مصاباً نقلوا جراء الاختناقات بالغاز والضرب
بالهراوات إلى مستشفيات القدس وعولج ميدانياً نحو خمسة فلسطينيين».
وأصيب 15 متظاهراً برصاص
الاحتلال الإسرائيلي، بحسب مصادر طبية فلسطينية.
وفي الخليل، أصيب أكثر
من عشرة شبان بالرصاص المطاطي، وعشرات آخرين بحالات اختناق خلال المواجهات التي اندلعت
بين الشبان وجنود الاحتلال في مخيم العروب شمالي الخليل.
وذكرت مصادر بأن المواجهات
اندلعت عقب قيام قوات الاحتلال بمداهمة المخيم خلال قيام الأهالي بإحياء ذكرى النكبة،
حيث قام جنود الاحتلال بمهاجمة الشبان المتواجدين في المنطقة.
وأفاد شاهد عيان بأن جنود
الاحتلال قاموا باعتقال الطفل موسى محمود موسى حلايقة (13 عاماً) في منطقة بيت عينون،
واقتادوه إلى جهة مجهولة.
وفي بيت لحم، اندلعت المواجهات
منذ ساعات الصباح الأولى أمس، حيث قامت قوات الاحتلال بمهاجمة الشبان بالغاز المسيل
للدموع والرصاص المطاطي، ما أدى إلى إصابة 17 شاباً، 12 منهم برصاص مطاطي في مناطق
مختلفة من الجسم، وخمسة منهم اختناقاً بالغاز، ووصفت حالتهم ما بين الطفيفة والمتوسطة.
من جهة ثانية، قالت المتحدثة
باسم جيش الاحتلال إن «أربعة جنود إسرائيليين أصيبوا جراء إلقاء زجاجة حارقة إلى داخل
سيارتهم العسكرية في قرية خرسا جنوبي غربي مدينة الخليل».
وأضافت إنه تم «نقل اثنين
منهم إلى المستشفى ووصفت إصابتهما بالمتوسطة، بينما كانت إصابة اثنين منهم بالخفيفة».
وأشارت إلى أن السيارة انقلبت وفرّ الجنود منها قبل أن تحترق بالكامل. كما أعلن جيش
الاحتلال أنه كانت هناك حالات إلقاء حجارة على الجنود في أماكن مختلفة من الضفة الغربية.
المصدر: («معاً»، أ ف ب،
رويترز)