القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

الفلسطينيون يرفضون خطاب نتنياهو...أفق المفاوضات غائب وخيار أيلول ما زال قائماً

الفلسطينيون يرفضون خطاب نتنياهو...أفق المفاوضات غائب وخيار أيلول ما زال قائماً

الجمعة، 27 أيار، 2011

نددت الفصائل الفلسطينية بخطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام الكونغرس الأميركي شكلاً ومضموناً، فقد انتقدت الحفاوة والتصفيق الأميركي للخطاب الإسرائيلي الذي وضع شروطاً غير مقبولة فلسطينياً وعربياً مستبقاً أي مفاوضات مقترحة، وأكدت الفصائل أن أبلغ رد عليه هو المضي قدماً في ترجمة المصالحة عملياً.

ووصفت السلطة الفلسطينية الخطاب بالسلبي، في حين دعت حركة حماس إلى تطبيق دقيق لاتفاق المصالحة على تهديدات نتنياهو.

وبينما حث الرئيس الأميركي باراك أوباما الفلسطينيين بالتفاوض مع إسرائيل بدلاً من السعي للحصول على اعتراف من الأمم المتحدة، أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن المفاوضات هي الخيار الأساسي لكنه أشار إلى أن خيار الحصول على اعتراف أممي بدولة فلسطين سيبقى قائماً إذا لم يحدث تقدم قبل أيلول.

وفي خطابه أمام الكونغرس، وضع نتنياهو قضية القدس وقضية اللاجئين خارج طاولة التفاوض، وطالب رئيس الوزراء الإسرائيلي الرئيس عباس بالقبول بإسرائيل دولة يهودية، مؤكداً وسط تصفيق حار جداً أن القدس ستبقى العاصمة الموحدة لإسرائيل، وأن قضية اللاجئين الفلسطينيين يجب أن تحل خارج حدود إسرائيل وتمسك باستمرار سيطرة إسرائيل على وادي الأردن كما دعا لفسخ اتفاق المصالحة الفلسطينية.

ووصف الرئيس عباس رؤية نتنياهو للسلام، التي حددها في خطابه بأنها لم تتضمن أي شيء يمكن البناء عليه «إيجابياً»، وأضاف قائلاً أمام منظمة التحرير الفلسطينية أمس الأربعاء: إن نتنياهو «ابتعد كثيراً عن عملية السلام ووضع حلولاً لمعظم القضايا إن لم يكن لكل القضايا قبل أن تبدأ المفاوضات».

وأجمعت الفصائل الفلسطينية على أن التمسك بالمصالحة هو الرد العملي على خطاب نتنياهو، واعتبرت أن حفاوة استقبال نتنياهو وأجواء التصفيق دليل على أن الإدارة الأميركية ليست وسيطاً نزيهاً.

وقال أمين عام الرئاسة الفلسطينية الطيب عبد الرحيم: «إن التصفيق له من أعضاء الكونغرس أكثر من 25 مرة أشعرنا بانحياز الكونغرس الكامل لمواقف رئيس وزراء إسرائيل»، مشبهاً الكونغرس بـ«أحد برلمانات الحكم الشمولي القديمة منها والجديدة».

وقال الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي داود شهاب: إن نتنياهو كرر في خطابه التضليل والكذب والتزوير الذي يمارسه، ونبه شهاب إلى أنه لا قيمة بعد الآن لأي حديث عن خيار المفاوضات والتسوية، داعياً السلطة إلى التمسك بالمصالحة ورفض الابتزاز الأميركي والصهيوني المفضوح.

من جهته، قال القيادي بحركة حماس في غزة إسماعيل هنية: إن كلمة نتنياهو تكشف عن الوجه الحقيقي «للاحتلال» والوجه الحقيقي للعجرفة التي يساندها الأميركيون، ودعا إلى إستراتيجية فلسطينية تقوم على تعزيز الوحدة الوطنية وإنفاذ الاتفاقيات الموقعة بشأن المصالحة وتعزيز خيار الصمود والمقاومة، وقال: يجب أن يتخلى الفلسطينيون عن هذا الوهم المسمى المفاوضات.

إلا أن عباس شدد «قلنا ونقول أكثر من مرة إن خيارنا الأساسي هو المفاوضات ثم المفاوضات» لكن عباس استدرك: إذا لم يحصل شيء فسنذهب إلى خيار أيلول.

ورأى عباس أن خطاب أوباما، الذي تحدث فيه عن حدود عام 1967، «يشكل أرضية يمكن أن نتعامل معها بإيجابية»، وقال: إنه سيتشاور مع الدول العربية مطلع الأسبوع القادم بشأنها ورد فعل نتنياهو السلبي عليها.

وفي خطاب عن سياسته بالشرق الأوسط الأسبوع الماضي قال أوباما: يجب أن تقوم الدولة الفلسطينية في المستقبل على أساس الحدود التي كانت عليها قبل حرب 1967 على أن يتم الاتفاق على تبادل الأراضي مع إسرائيل. وسارع نتنياهو إلى رفض الاقتراح.

ويبدو أن موقف نتنياهو أثار مواقف مؤيدة ومعارضة داخل إسرائيل، فقد نقلت الإذاعة الإسرائيلية عن مصادر في حاشية نتنياهو قولهم بعد خطاب هذا الأخير إن «الشعور هو أن الكونغرس الأميركي يدعم إسرائيل وينبغي استغلال ذلك الآن وإقناع أوروبا أيضاً»، لكن محللين إسرائيليين قالوا إن نتنياهو غادر الولايات المتحدة بعد أن عمّق أزمة الثقة بينه وبين أوباما.

واعتبر وزير حماية البيئة الإسرائيلي غلعاد أردان أنه بعد خطاب نتنياهو «أصبح العالم يفهم الآن موقف دولة إسرائيل بشكل أفضل» مشدداً على أنه لا يمكن القول إن إسرائيل تعاني من عزلة دولية.

إلا أن رئيس مجلس حزب كديما والوزير السابق حاييم رامون رأى أن «حقيقة أن نتنياهو لم يوافق على مسار الحل الذي يطرحه أوباما يضر بإمكانية حصول إسرائيل على شرعية من المجتمع الدولي».

وقلل السفير الإسرائيلي السابق في واشنطن البروفيسور إيتمار رابينوفيتش من أهمية خطابات أوباما ونتنياهو، وتساءل: «ماذا سنفعل صباح غد؟ هذا هو الأمر الأهم» وأشار إلى أن التصويت على اعتراف دولي بالدولة الفلسطينية في الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول المقبل أصبح قريباً «ومن دون استئناف المفاوضات أو تنفيذ خطوة جوهرية فإننا سنواجه تحدياً خطيراً».