الفلسطينيون يسخرون من نتنياهو وشاليت ودعـوات إسـرائيليـة لقتـل الأسـرى!
الخميس، 20 تشرين الأول، 2011
أغلقت أمس صفقة شاليت، لكنها فتحت أبواباً كثيرة، وأثارت تساؤلات عديدة عن تنفيذها وقيمتها وتوقيتها، وراح الإسرائيليون يهدّدون ويتوعدون، فيما الفلسطينيون يقولون إن هناك في الأفق شاليت وشاليت، وفي ظل كل هذا كانت الفكاهة والسخرية تسود، بدءاً بـ«زغرودة أم شاليت»، وصولا إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، «النجم اللامع، الموجود في كل زمان ومكان» بنرجسيته وعجرفته.
وتناقل عشرات الفلسطينيين نكتاً ساخرة تتساءل كيف استقبلت أم شاليت ابنها الجندي بعدما بادلته فصائل المقاومة الفلسطينية بـ477 أسيرا ضمن المرحلة الأولى من صفقة الأسرى، كما نشرت صور كثيرة لشاليت، وسخرت من قميصه ووزرته وبشرته.
ووفق «الزغلوطة» التي انتشرت على موقع «فيسبوك» وتناقلها الفلسطينيون على الهواتف المحمولة وفي الرسائل الالكترونية تقول ام شاليت عند استقبال ولدها «أويها وشلوتتي رجع لبيتو .... أويها ووين كاين القسام مخبيتو... أويها ولو ضل كمان يومين لنسيتو ....أويها ولو رجع عالجيش لاخرب بيتو... آويها وبالطيارة حنشرد والوطن لصحابو خليته».
ونشرت صور كثيرة لشاليت، منها واحدة يتحدث فيها لوالدته قائلاً «ألو كيفك يما، شفتيني مباشر، شايفة القميص شو حلو؟».
ولم يسلم نتنياهو أيضاً من النقد اللاذع من الإسرائيليين، كونه قال في خطابه الذي ألقاه بعد إطلاق شاليت كلمة «أنا» سبعاً وثلاثين مرة، لدرجة أن البعض اعتبر أن نتنياهو كان بمثابة «مايكل دوكاكيس» المحافط الأميركي الأسبق لولاية ماشوسوشتس الأميركية، الذي عانت الولاية في عهده، بسبب نرجسيته وتعجرفه وفشله في معالجة أزماتها الداخلية لحساب سعيه للنجومية.
ونشرت صور لنتنياهو تظهره وهو في مواضع متعددة سواء في أفلام السينما، او في أيام الحرب العالمية الثانية، أو حتى داخل صور الأشعة التي أجراها الأطباء لشاليت بعد الإفراج عنه، لكي يقول لإسرائيل «أنا هنا». وعلق أحد الإسرائيليين على نتنياهو قائلا «ستجده في كل مكان حتى في ملابسك الداخلية».
وشن إسرائيليون هجوماً على نتنياهو ساخرين من محاولته إظهار نفسه كــ «أب قومي لإسرائيل»، مشيرين إلى أن «نرجسيته وعجرفته» لن تحميه أكثر، فالصفقة التي وقعها للإفراج عن «الإبن القومي» فاشلة، وكان بإمكانه اتمامها قبل موعدها بوقت طويل، معربين عن أمله في أن يفهم الإسرائيليون ذلك ويطيحوا « بيبي».
وبرغم أجواء السخرية، تكشفت على الأرض بعض الحقائق التي توحي، وفق مراقبين، بأن إسرائيل وصلت إلى مرحلة غضب شديد، باعتبار أن الصفقة كانت بمثابة صفعة لكل «الخطوط الحمراء».
وقالت الإذاعة الإسرائيلية إن تل أبيب قررت في المرحلة الثانية من الصفقة التي توجب إطلاق سراح 550 أسيراً فلسطينياً، الإفراج عن فلسطينيين قاموا «بأعمال جنائية»، مشيرة إلى أنه لن يفرج عن أي «قاتل» أو «من حاول القتل». ويدور الحديث هنا عن «سارقي السيارات ولصوص المنازل ومن دخلوا إسرائيل من دون تصاريح».
كما ذكرت صحف إسرائيلية أن جهاز «الشاباك» الإسرائيلي سيطبق معايير صارمة ضد المفرج عنهم. وفي حال «أخلّ» أي منهم بشروط إطلاق سراحه ومنها «مغادرة قريته، أو عدم التوقيع عند مكاتب الارتباط» فسيجري اعتقاله فوراً ليعود ويقضي بقية حكمه حتى ولو كان مدى الحياة.
وبحسب «يديعوت أحرونوت» فإن «الشاباك طلب من بعض الذين أفرج عنهم التواجد في مكاتب مديرية التنسيق والارتباط التابعة للجيش مرة واحدة في الشهر على الأقل». وأضافت إن «خرق هذا الاتفاق، حتى لو بتأخير ساعة واحدة، من الممكن أن يؤدي إلى إلغاء أمر الإفراج، وإعادة الأسير إلى السجن ليقضي محكوميته كاملة التي كان يجب أن يقضيها».
في هذه الأثناء تلقى فلسطينيون رسائل على هواتفهم المحمولة بعنوان «100 ألف دولار لمن يقتل محررين قتلوا جندياً»، في خطوة تظهر وفق البعض «شعوراً بالهزيمة» ومحاولة فعل شيء للانتقام من الأسرى الفلسطينيين الذين أفرج عنهم وقتلوا بحسب إسرائيل نحو 570 إسرائيلياً.