القدس: أكبر مستشفى فلسطيني مهدد بالإغلاق
الجمعة، 03 آب، 2012
يعاني مستشفى المقاصد الخيري في القدس الشرقية من أزمة اقتصادية خانقة تهدد بإغلاقه، وحرمت موظفيه من الرواتب لشهرين، كما أدت إلى نقص في المعدات، ما دفع العاملين إلى بدء إضراب مفتوح عن العمل منذ مطلع الأسبوع الحالي.
وقال رئيس نقابة العاملين علي الحسيني إن "الأطباء والعاملين في المستشفى نفذوا الإضراب بسبب الضائقة المالية التي يعيشونها لعدم تلقيهم رواتبهم شهرين متتالين"، مشيراً إلى "حلول شهر رمضان ومصاريفه، ويليه العيد وافتتاح المدارس والجامعات لأولادهم". وأضاف "لا أفهم أن يقال أزمة مالية عند السلطة. أفهم أن هناك تخطيطاً وأولويات للأزمة المالية".
وعلى بوابة المستشفى الذي يعمل فيه 750 شخصاً، رفع موظفو المقاصد المضربون منذ أيام عدة لافتات كتب عليها "المقاصد في عيون وقلوب موظفيه فحافظوا على حقوق ومطالب عامليه".
والمستشفى الذي يضم 250 سريراً من بينها 70 للإنعاش، تابع لـ"جمعية المقاصد الخيرية" في القدس، وقد تأسس في العام 1968 ويعد من أكبر مستشفيات المدينة المحتلة والضفة الغربية وقطاع غزة، وإحدى أهم المؤسسات الوطنية الفلسطينية في القدس.
ويضم المستشفى كلية للتمريض وتتبع له سبعة مستوصفات في قرى وبلدات القدس، ويعتمد في تمويله على التبرعات المالية وعلى سداد نفقات التحويلات المرضية من السلطة الفلسطينية والمستشفيات الخاصة في الضفة الغربية.
ويقع المستشفى التعليمي التخصصي على جبل الزيتون الذي يطل على المسجد الأقصى وقبة الصخرة والبلدة القديمة. وقد عالج عدداً من الإصابات البالغة خلال الانتفاضتين الأولى والثانية.
وقال الحسيني إن "المقاصد يخدم نحو 90 في المئة من مرضى الضفة الغربية وقطاع غزة"، مؤكداً أنه "في هذا الإضراب نعالج فقط الحالات الطارئة والعمليات الضرورية للمرضى".
وعزا الحسيني الأزمة المالية للمستشفى إلى "عدم تسديد السلطة الفلسطينية ديونها"، مشيراً إلى أن "حالة التأخير في الرواتب بدأت تتكرر منذ أكثر من عام ونصف عام". وأكد أن "إضرابنا هذا موجه إلى من يهمه أمر القدس وعروبتها، ولمن يهمه وجود مؤسسات وطنية فيها سواء السلطة الفلسطينية أو الدول العربية".
من جهته، قال مدير المستشفى بسام ابو لبدة إن "المستشفى في شبه حالة عجز مادية بسبب تراكم الديون"، مضيفاً أن "ديون السلطة بلغت نحو سبعة ملايين دولار وهذه ديون مقابل خدمات وليست منحاً أو هبات كما هناك نحو مليوني دولار على صناديق المرضى الإسرائيلية". وتابع أن "الوضع الاقتصادي السيئ للناس يجعلهم لا يدفعون ديونهم"، لافتاً إلى وجود "ديون خاصة على المرضى تقدر بنحو عشرين مليون دولار".
وأوضح مدير المستشفى "نحن نتفاوض مع السلطة الفلسطينية ونخشى أن تضع وزارة الصحة الإسرائيلية يدها على المستشفى إذا انهار"، مشيراً إلى محاولات للحصول على مساعدات من الدول العربية.
المصدر: (أ ف ب) - السفير