القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الأربعاء 22 كانون الثاني 2025

«القدس الدولية»: ثمن المساس بالأقصى سيكون غالياً

«القدس الدولية»: ثمن المساس بالأقصى سيكون غالياً
 

بيروت - المركز الفلسطيني للإعلام

دعت "مؤسسة القدس الدولية" الدول العربية والإسلامية إلى أخذ زمام المبادرة لمواجهة استهداف المسجد الأقصى المبارك من قبل الاحتلال الصهيوني، الذي قالت إنه "يُعد الأخطر منذ عام 1967"، مؤكدة على أنه في ظل الاعتداءات المتسارعة على الأقصى في الآونة الأخيرة، "نؤكد أنه لا شيء يمكن أن يردع الاحتلال سوى موقف رسمي وشعبي ضاغط وحازم نبرهن فيه للاحتلال أن ثمن المساس بالأقصى سيكون غاليًا".

وحذّرت المؤسسة في بيان صادر عنها اليوم الاثنين (13|8)، قبل يوم من انعقاد القمة الاستثنائية الإسلامية الرابعة في مكة المكرمة، من أن "ردود الفعل العربيّة والإسلاميّة المتواضعة على المستويين الرسميّ والشعبيّ تشجع الاحتلال على تسريع إجراءات التهويد في القدس والمسجد الأقصى، مستغلاً حالة السكون التي تواجه بها أفعاله، ولا يُمكن في ظلّ الوضع الحاليّ للثورات العربيّة أن تنتظر تحرّك الداخل الفلسطينيّ لتلحق به، وإنّما يجب أن تأخذ زمام المبادرة في مواجهة استهداف المسجد الأقصى".

ولفتت النظر إلى أن هذه هي المرّة الأولى منذ احتلال شرقي القدس عام 1967، "التي يتجرأ فيها الاحتلال على المستوى الرسمي بطرح تقسيم المسجد الأقصى بين اليهود والمسلمين داخل "الكنيست" (البرلمان) ما يعني أن المحتلّ يحضر نفسه فعلاً لمثل خطوات التقسيم كأمر واقع"، مشيرة إلى أن الدعوات الرسمية المتكررة لتقسيم المسجد الأقصى "تهدف إلى جس نبض الشارعين العربي والمجتمع الدوليّ، واختبار ردات الفعل في ظل الانشغال الشارع العربي بقضاياه الداخلية، واقتناص فترة الانتخابات الأمريكية للوصول إلى مكتسبات دسمة".

وانتقدت "مؤسسة القدس الدولية"، ومقرها الرئيس بيروت، موقف السلطة الفلسطينية من قضية القدس، وقالت: "لم يعد موقف السلطة الوطنيّة الفلسطينيّة في السكوت عن استنزاف القدس وتحولها إلى عاصمة للاحتلال أمرًا مقبولاً، بل إن الاستمرار في مسيرة الاستهتار بالمقدسات يُعدّ مسهلاً ومساعدًا للاحتلال في إجراءات تهويد المسجد الأقصى وسائر المقدسات في فلسطين".

ودعت إلى عملٍ مشتركٍ وفعال بين الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي، وإلى ممارسة لجنة القدس لدورها المفترض مستثمرةً القرارات الدولية التي تؤكد الأحقية التاريخية في القدس وفي الأقصى في مختلف المؤسسات الدولية، مشيرة إلى أن القدس اليوم "أمام تحدٍّ مصيري، ومنعطف تاريخي فيما يتعلق بمصير المسجد الأقصى، وعلى كل العرب والمسلمين الاجتماع على مشروع حماية القدس، وتقديم الدعم المادي والمعنوي لها".

ولفتت المؤسسة الانتباه إلى قيام بعض وسائل الإعلام بالتفريق بين "المسجد الأقصى" و"باحات المسجد الأقصى" وكأنهما كيانان منفصلان، وأوضحت أنه "لا وجود لكيان اسمه "باحات المسجد الأقصى" أو "الحرم القدسيّ" منفصل عن المسجد الأقصى، وإنّما المسجد الأقصى هو كلّ ما دار عليه السور ويشمل المسجد القبلي ذا القبّة الرصاصيّة، وقبة الصخرة والمصليات والمدارس والسبل والبوائك والساحات بمساحة 144 دونمًا، وما يُشير إليه الإعلام على أنّه المسجد الأقصى اسمه الصحيح هو المسجد القبليّ ومساحته لا تتجاوز أربعة في المائة من مساحة المسجد الأقصى المبارك. وهذا التمييز وإن كان غير مقصودٍ فهو يُسهم في تبريد الموقف وتهوين أمر الاعتداءات على المسجد الأقصى المبارك، ويُساعد الاحتلال في تبرير اعتداءاته، حيث إنّ حجتهم الأولى والدائمة هي أنّ الجنود لم يدخلوا قبة الصخرة أو المسجد القبلي ذا القبة الرصاصية "المسمى خطأً المسجد الأقصى"، وإنّما دخلوا الساحات وليس في ذلك تدنيس للمسجد وحرمته حسب زعمهم".

ودعت "مؤسسة القدس الدولية" في ختام بيانها الملوك والرؤساء والأمراء العرب المجتمعين في "قمة مكة" لـ "استخدام ما يملكون من أسلحة ونقاط قوة للضغط على الاحتلال، ولحمل هذه القضية للأمم المتحدة، ولتعزيز موقع الأوقاف الأردنية التي يقع عليها التهديد الأول والمباشر بنزع الحصرية الإسلامية عن المسجد الأقصى المبارك، وللسماح لشوارعهم بالتحرك لنصرة الأقصى، فرسالة الأقصى هي رسالة الأمة جمعاء، بحكامها ومحكوميها، كل من موقعه ومن مكانه".

كما دعت الجماهير والشعوب العربية والإسلامية إلى "هبة جماهيرية غاضبة في كل مكان ليعلم الاحتلال أن هناك أمة حية قادرة على وقف تماديه، وهي ترفض حالة الصمت العالمي والعربي والإسلامي الذي يشجع الاحتلال على اعتداءاته".