القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

القدس العربي: الضفة تنتصر لغزة بإيلام الاقتصاد الإسرائيلي بمقاطعة منتجاته

القدس العربي: الضفة تنتصر لغزة بإيلام الاقتصاد الإسرائيلي بمقاطعة منتجاته

رام الله - فادي أبو سعدى: صحيح أن الضفة الغربية لم ترتق في رد فعلها وتظاهراتها واحتكاكها مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، إلى مستوى العدوان على قطاع غزة، لكنها قررت اخيرا أن تفعل ما قد يؤلم إسرائيل اكثر، وذلك عبر زيادة الضغوط على اقتصادها، الذي تضرر بشكل كبيرة خلال فترة العدوان، وتعزيز المقاطعة الفعلية للبضائع الإسرائيلية في الأسواق الفلسطينية.

يذكر ان التعامل التجاري بين إسرائيل والضفة الغربية يتجاوز الـ 3.5 مليار دولار في العام الواحد.

وقامت «القدس العربي» بجولة في أسواق الضفة للوقوف على مجريات هذه الحملات، ومدى نجاعتها والتفاعل الشعبي معها. لكنها قبل ذلك تحدثت إلى صلاح هنية رئيس جمعية حماية المستهلك، وهي الجمعية التي تخوض حرباً شعواء، ضد البضائع الإسرائيلية وتسويق فكرة المقاطعة والبدائل بكل أنواعها، في سبيل وقف دعم المحتل، بل ودعم المنتج الفلسطيني ليصبح الأفضل.

ويقول هنية، «عندما بدأنا في عام 2000 حملة مقاطعة منتجات المستوطنات، وتبعناها بعد ذلك مع بداية الانتفاضة الثانية بمقاطعة المنتجات الإسرائيلية، كان هناك تعاون كبير معنا من التجار، فالأمر كان وطنياً بحتاً، ولم يكن أحد قط يستطيع وضع علبة حليب إسرائيلية على رفوف محله».

لكن الآن تراكم هذا الوعي عند الكثيرين، وبكل تأكيد أثر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة كان كبيراً للغاية، وكذلك الضغوط التي يتعرض لها الفلسطينيون في القدس والضفة الغربية والأغوار. ويؤكد هنية أنهم عملوا على استثمار جميع هذه النقاط، لإخلاء السوق من منتجات الاحتلال.

الجديد بالأمر بحسب هنية هو تعاون بلديات الضفة في القضية، وتقديم مساعدات مالية لشراء بعض المنتجات الفلسطينية في حال تعذر على التاجر القيام بذلك، كما أن الشركات الفلسطينية هي الأخرى دخلت بقوة على الخط وعرضت تقديم منتجاتها على الفور لكل السوق الفلسطيني وحسب الطلب.

وقال إنه يلمس تغيراً جذرياً في السوق من قبل المواطنين والمتسوقين العاديين، فأعطى مثلا على ذلك ان محلاً تجارياً كبيراً في رام الله أبلغه اليوم أنه كان يبيع 90 علبة حليب «ماركة تنوفا» الإسرائيلية يومياً، لكن ذلك لم يعد يحدث وهو بالكاد يبيع ثلاثة علب فقط، لأن الناس توقفت عن الطلب.

كما أن هناك الكثير من التجار ممن يبحثون الآن مع الموردين الذهاب إلى خيارات أجنبية أخرى لبعض السلع الإسرائيلية المعروفة، وبالتالي فهناك تغير في مستوى التفكير، والبحث عن بدائل توقف المنتجات الإسرائيلية ولا تحرم المواطن من بديل لها.

القدس العربي، لندن، 8/8/2014