اللاجئون الفلسطينيون بـ«اليرموك» يخشون مجازر جديدة
الثلاثاء، 07 آب، 2012
أكد لاجئون فلسطينيون من مخيم اليرموك جنوبي دمشق أن مخيمهم لا يزال يعرض لقصف عنيف من مختلف أنواع الأسلحة، ومنها الثقيلة، ونقص حاد بالمواد التموينية والأدوية، بعد المجزرة التي ارتكبها النظام السوري بحق أبنائه.
وقالت مصادر فلسطينية على تواصل مستمر مع اللاجئين في المخيم لـ"فلسطين": "إن المخيم على أعتاب مجازر جديد قد ترتكب في الأيام القادمة، في حال لم يحدث أي تدخل سياسي يوقف القصف المتواصل على المخيم، خصوصًا بعد انضمام مروحيات عسكرية في قصف المخيم بالرشاشات".
وأوضح اللاجئون أن استمرار حصار المخيم ومنع دخول المساعدات والمواد التموينية سيؤدي إلى حدوث أزمة إنسانية صعبة سيعيشها الأهالي وأطفالهم، وخصوصًا منع دخول الحليب والأدوية والخبز.
وفي سابقة خطيرة، كشفت مصادر إعلامية لبنانية أن وحدات من "الفرقة الرابعة" في جيش النظام السوري تواصل حربًا تدميرية ضد اللاجئين الفلسطينيين في مخيم اليرموك، بالعاصمة دمشق.
بدء بالنزوح
من جانبه، قال أبو أسعد _وهو فلسطيني مقيم بالمخيم: "إن أصوات انفجارات ضخمة يسمع دويها بين فترة وأخرى، وتشتد في ساعات الفجر الأولى تطلق من دبابات تتمركز على أطراف المخيم، ورشاشات جنود من الجانبين الجيش السوري والجيش الحر".
وأضاف أبو أسعد، لـ"فلسطين": إن الكثير من العائلات الفلسطينية في المخيم تحاول الهروب منه؛ طلبًا للأمن وهربًا من الموت، وتحاول النزوح إلى خارج سوريا إلى لبنان أو الأردن، ولكن هناك صعوبات أمنية".
وبين أن حوالي 35 عائلة فلسطينية نجحت في الهروب من المخيم، ووصلت إلى مخيمات الفلسطينيين في لبنان في ساعات فجر أمس.
بدورها، أكدت اللجان الشعبية الفلسطينية ما قاله أبو سعد، موضحة أن اللاجئين النازحين إلى لبنان من مخيم اليرموك وزعوا على مخيمات: برج الشمالي والرشيدية والبص، و25 عائلة وجدت لها مأوى في مخيمي عين الحلوة والمية.
وذكر أبو ياسر، طبيب فلسطيني مقيم في مخيم اليرموك، أن مناطق مدنية يقطنها لاجئون في المخيم تعرض في بعض الأوقات لقصف بقذائف (الهاون) بشدة، نافيًا أن يكون أحد من أبناء المخيم قد انضم إلى أي جهة من جهات القتال.
ودعا أبو ياسر جميع القيادات الفلسطينية إلى عدم زج اسم اللاجئين الفلسطينيين في الأزمة السورية؛ حفاظًا على حياتهم.
قلق دولي
من جانبها، أعربت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) عن قلقها الشديد إزاء ما يعرض له اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، وخاصة القصف الذي عُرض له مخيم اليرموك.
وصرحت (أونروا)، في بيان لها، أنها تلاحظ بقلق بالغ أن مجتمعات اللاجئين الفلسطينيين في دمشق وضواحيها تعاني من آثار النزاع المسلح المتصاعد في سوريا.
وأضافت: "إن هناك تطورات حدثت مؤخرًا في مخيم اليرموك وما حوله"، مشيرة إلى أن الاشتباكات المسلحة مكثفة في مناطق قريبة من مخيم اليرموك مثل الحجر الأسود، والقدم، ومناطق أخرى أدت إلى حوادث موت وجرح لاجئين فلسطينيين.
ولفت البيان إلى أن الاشتباكات أصابت بيوت اللاجئين وممتلكاتهم ومنشآت لـ(أونروا)، مؤكدًا أن الوكالة الدولية مازالت في عملية التحقق من الضحايا من اللاجئين الفلسطينيين، معربة عن استيائها من وقوع إصابات وخسائر في الأرواح.
وناشدت (أونروا) الأطراف المعنية للحفاظ على حياة الإنسان وضبط النفس وفقًا للقانون الدولي، الذي من شأنه أن يضمن عبر كافة أرجاء سوريا تجنيب المدنيين والسوريين واللاجئين الفلسطينيين وبيوتهم وممتلكاتهم آثار النزاع المسلح.
مساعدات فلسطينية
وقد أرسلت السلطة الفلسطينية في رام الله القافلة الأولى من المساعدات العينية والأدوية والأغذية إلى مخيمات اللجوء والمحتاجين في سوريا.
وأوضح رئيس السلطة محمود عباس، خلال وداع الشاحنات، أن هذه القافلة الأولى من الأراضي المحتلة إلى سوريا، ستتبعها قوافل أخرى من الأراضي الفلسطينية ومن الفلسطينيين الموجودين في كل العالم.
وأضاف عباس: "لا فرق بين الفلسطيني والسوري، كلهم إخوة عاشوا عهودًا طويلة بعضهم مع بعض، والآن يتحتم علينا أن نقف إلى جانب الجميع"، وقال: "ندعو الله أن يجنب سوريا الويلات وأن يعيد الوحدة إلى الشعب السوري، وهذا أقصى ما نريده".
بدوره، أوضح رئيس لجنة الإغاثة التي شكلت الشهر الماضي لإغاثة "الأهل في سوريا" محمد اشتية أن اللجنة تشكلت من رجال أعمال ومؤسسات مجتمع مدني، وبدأت أعمالها في 11 تموز الماضي تحت عنوان: "حملة إغاثة أهلنا في سوريا".
وذكر أن المستهدف من هذه المساعدات ليس الفلسطينيين فقط، وإنما السوريون كذلك، مضيفًا:" نحن على ثقة أن الفلسطيني سيتقاسم لقمة العيش مع أخيه السوري".
وأضاف: "إن المرحلة الأولى من الحملة ستمتد حتى السبت المقبل، وبناء على تعليمات عباس ستمدد إلى أطول مدى ممكن؛ نظرًا لاستمرار الأحداث في سوريا".
المصدر: فلسطين أون لاين