القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

المتطرفون اليهود يستعدون لرفع العلم الإسرائيلي فوق «الأقصى» في ذكرى النكبة

"إسرائيل" تحيي ذكرى جنودها القتلى في حروبها على الفلسطينيين والعرب بتأكيد ثقافة «القلعة»
المتطرفون اليهود يستعدون لرفع العلم الإسرائيلي فوق «الأقصى» في ذكرى النكبة

المستقبل ـ أحمد رمضان

أعلنت جماعات يهودية تنضوي في إطار منظمات «الهيكل» المزعوم، بالتعاون مع «منظمات شبابية صهيونية» عن تنظيم مسيرة ضخمة باتجاه المسجد الأقصى مساء اليوم، احتفالاً بما يُسمى «عيد الاستقلال»، فيما أكدت تصريحات قادة "إسرائيل" في المناسبة هذه ثقافة «القلعة» بتمجيد القوة واعتبارها هي الحل الوحيد لبقاء إسرائيل.

وبحسب إعلان، تم ترويجه على المواقع الإعلامية التابعة لمنظمات «الهيكل« فإن المسيرة ستنطلق مساء الثلاثاء من منطقة باب الخليل ـ أحد بوابات القدس القديمة الرئيسية ـ وتنتهي عند باب المغاربة للمطالبة باقتحام جماعيٍ للمسجد الأقصى لإقامة طقوس وشعائر تلمودية واحتفالات خاصة بهذه المناسبة في باحات المسجد.

وستطالب هذه المسيرة، «بتحقيق السيادة اليهودية الكاملة« على المسجد الأقصى، واقتحام اليهود للأقصى بحرية تامة من دون معوقات، وحرية تأدية الطقوس والصلوات التلمودية في ساحاته.

وبحسب الإعلان المذكور سيحاول عدد من قادة المستوطنين إدخال الأعلام الإسرائيلية ورفعها داخل المسجد الأقصى.

واستعداداً لمواجهة ذلك، دعت فعاليات مقدسية المواطنين إلى أخذ الحيطة والحذر، والى شدّ الرحال والتواجد المكثف في المسجد الأقصى للتصدي لأي محاولة من المستوطنين لتدنيس الأقصى، كما دعت إلى المشاركة في الاعتكاف الليلي بالمسجد لنفس الهدف.

وللمناسبة، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، «إن مصير اليهود كان يمكن أن يكون مشابهاً لمصير السوريين الذين يتعرضون للمجازر لولا وجود جيش إسرائيلي قوي«، فيما قال الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريس «إننا ما زلنا نعيش بفضل سيوفنا»، في حين هدد وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان بـ«بقطع اليد« التي تمتد لإسرائيل.

وقال نتنياهو في مراسم إحياء ذكرى قتلى "إسرائيل" أمس: «على بعد مئات الكيلومترات شمالاً ترتكب مجازر رهيبة... مجازر يومية، أزهقت حتى اليوم أرواح الآلاف. هل لدى أحد شك بأن مصيرنا سيكون مشابهاً لولا قوة الجيش وشجاعة مقاتلينا. الجيش والأذرع الأمنية هم الشيء الوحيد الذي يفصل بين ذبح شعبنا في الماضي وذبحه اليوم. "إسرائيل" هي دولة قادرة على الدفاع عن نفسها في وجه كل التهديدات، لكن هذا الأمن يتحقق بأثمان باهضة وفقدان أعزائنا».

وأضاف «إننا لن ننسى إلى الأبد أن وجودنا في دولة "إسرائيل" أصبح أمراً واقعاً بفضل التضحية التي قدمها الشهداء».

وفي المناسبة ذاتها قال الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز «إننا ما زلنا نعيش بسيوفنا ولكننا نتوق للسلام»، مضيفاً: «إسرائيل لم تؤسس بإعلان الأمم المتحدة قيام دولة إسرائيل، ولكن من خلال دماء أبنائها وعرق روادها ورؤية أنبيائها».

وتابع «ما زلنا نعيش بسيوفنا ولكننا نتوق للسلام من أعماق قلوبنا» مضيفاً «المعركة لم تنتهِ بعد ولن نصل إلى هدفنا».

يُذكر أن "إسرائيل" بدأت أول من أمس احتفالاتها بالذكرى السنوية السابعة والستين على قيامها حيث أطلقت الصفارات في جميع أنحاء "إسرائيل" والمستوطنات بهذه المناسبة إيذاناً ببدء الاحتفالات.

ورداً على تصريحات قادة إسرائيل، قالت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي، إن حكومة نتنياهو وائتلافها اليميني المتطرف تكشف الوجه الحقيقي لطبيعة النظام الإسرائيلي العنصري باعتباره مبنياً على التمييز والإقصاء ورفض الآخر في مخالفة صارخة للقوانين الدولية والإنسانية.

وأضافت في تعقيب لها أمس على التشريع الذي يحاول نتنياهو تحويله الى قانون لتعريف دولة "إسرائيل" في القانون الأساسي (الدستور الإسرائيلي) باعتبارها «دولة قومية للشعب اليهودي«.

وأشارت إلى أن نتنياهو يحول "إسرائيل" إلى دولة قائمة على العنصرية بموجب القانون، وهو جزء من القرار السياسي الإسرائيلي والتصعيد المتواصل على جميع المستويات.

وأضافت: «إن هذا الاقتراح بحد ذاته يمثل انعكاساً للسلوك العنصري والتمييز الذي تمارسه "إسرائيل" ضد أبناء شعبنا، وترسخه مجموعة من القوانين العنصرية التي يشرعها الكنيست الإسرائيلي، وهو الوحيد في العالم الذي يقر القوانين والأنظمة المخالفة للشرائع الإنسانية والمبادئ الدولية التي تحرم العنصرية«.

وأضافت أن «محاولات تثبيت مفاهيم الاحتلال والاستيطان ونظام الفصل العنصري، وإلغاء الوجود الفلسطيني وإلغاء حق شعبنا اللاجئ بالعودة إلى دياره، هي محاولات عبثية وبائسة لن تنجح على المستوى المحلي ولا الدولي«.