المصالحة الفلسطينية رهن بـ«ربيع حماس»؟
الإثنين، 13 شباط، 2012
اختلفت العواصم والقضية العالقة واحدة: المصالحة الفلسطينية. المحللون الغربيون تابعوا اجتماع محمود عباس وخالد مشعل في الدوحة بالكثير من التشكيك والقليل من الأمل والجديد تعويل على «ربيع حمساوي» سيحلّ كل شيء!
كيوسك | «مرّة جديدة اجتمع قادة فتح وحماس في عاصمة عربية، قرروا أن يتصالحوا، ابتسموا للكاميرا، ثم عادوا أدراجهم. وفي هذا الوقت كان آخرون يجهّزون كل شيء من أجل إفساد الاتفاق»، هكذا قرأ معظم الصحافيين حدث اجتماع محمود عباس وخالد مشعل في الدوحة بداية الاسبوع. بالكثير من التشكيك والقليل من الأمل تابع المحللون الأميركيون والبريطانيون اجتماع المصالحة، وما تبعه من تصريحات ومواقف فلسطينية وإسرائيلية. مجلة «ذي إيكونوميست» البريطانية أشارت الى ردود الفعل الاولى التي تلقاها كل من عباس ومشعل لدى انتهاء لقائهما في قطر: رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو خيّر عباس بينه (ومعه عملية السلام) وبين «حماس»، وفي غزة شهر بعض المسؤولين اعتراضات دستورية على ما جرى. وبينما يشرح المقال البريطاني أن عباس ومشعل يبدوان ضعيفين ومن دون خطة عمل واضحة لأن كليهما كان مرتبطاً برئيس دولة اخرى (عباس بحسني مبارك ومشعل ببشار الأسد)، تشير المجلة الى تغيير يحصل الآن «إذ إنه بات للقائدين عراب مشترك هو قطر». ورغم الأمل الضئيل بإنجاح مساعي المصالحة، يذكّر المقال بـ«أن الرافضين لها سيتابعون جهودهم من أجل عرقلتها وحتى إفشالها إن من الطرف الاسرائيلي أو من الجانب الداخلي الفلسطيني». إيثان برونر عرض، في مقاله في صحيفة «نيويورك تايمز»، التحديات التي تواجه جهود المصالحة المبذولة أخيراً. وحسب الكاتب، «تأتي المصالحة في جوّ من صعود الاسلام السياسي في المنطقة والتحديات التي يرسمها ذلك بالنسبة للغرب. إضافة الى قلق إسرائيل التي تراقب التغييرات التي تجري من حولها بعصبية». برونر يذكّر بالاتفاقيات السابقة التي باءت بالفشل، ويقول «إن الفلسطينيين ضاقوا ذرعاً بتكرار المحاولة وفشلها من جديد، لذلك هم يعاينون بحذر تطور مراحل الاتفاق الاخير». وإضافة الى الرفض الاسرائيلي لأي مصالحة تجمع عباس مع «حماس» بشكلها ومبادئها الحالية، يشير برونر الى الموقف الاميركي الذي لا يسهل الاجواء لها أيضاً. الكاتب يقول إن «المصالحة الفلسطينية ستعيد طرح مسألة المساعدات الاميركية للسلطة الفلسطينية، وخصوصاً أن قرار الكونغرس يحظر أي مساعدة خارجية لحركة حماس». برونر ينقل عن بعض المحللين قولهم إن «فشل محادثات السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين، إضافة الى التغيرات الجوهرية في المنطقة، دفع «فتح» و«حماس» إلى التلاقي وفتح ذراعيهما لبعضهما». وعن «حماس»، يؤكد هؤلاء أنها «ستحدث بعض التغيرات في صلبها لتتماشى مع نموذج الحركات الاسلامية الاخرى في المنطقة». وبين الاسرائيليين من يسجل نفس الملاحظة على «حماس» أيضاً، يشير برونر في مقاله وينقل عن مسؤول رفيع المستوى في وزارة الدفاع الاسرائيلية قوله «إن حماس تتعلم الآن أن الحكم أهمّ من الارهاب». علماً أن نتنياهو «يمكن أن يتذرع بالمصالحة ووجود «حماس» في الجانب الفلسطيني ليقول إن جهود عملية السلام فشلت فيتحرر من أعباء الصغوط الدولية عليه من أجل المضي بها»، يلفت برونر. تحت عنوان «حماس وفتح: تخبّط الشرق الاوسط»، كررت صحيفة «واشنطن بوست»، في افتتاحيتها، التشكيك بنجاح محاولة المصالحة الجديدة. وفي موقف واضح وصريح، قالت الصحيفة إن «نتائج المصالحة، إذا تحققت، ستكون سلبية بمعظمها». وتشرح الافتتاحية أن للمصالحة عواقب كثيرة إن على مسار وتقدم «عملية السلام» وعلى الوضع الاقتصادي للفلسطينيين. «بوست» تلوم عباس على «إدارة ظهره لمحادثات السلام مع إسرائيل طوال عام» وتعلن أنه «ما دامت حماس هي كما هي عليه متمسكة بنفس المبادئ، فإن المصالحة ستؤذي الفلسطينيين أكثر من إفادتهم». أما إذا نجح اتفاق عباس ـ مشعل، تردف الصحيفة، «فذلك سيطلق ربيعاً حمساوياً».
المصدر: صباح أيوب - الأخبار