المقاومة .. حقيقة في غزة ومطلب في الضفة
الخليل – المركز الفلسطيني للإعلام
دقائق فقط بعد أن استجدى رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وقف إطلاق النار، حتى عمت مشاهد الفرحة مدن الضفة المحتلة، احتفالا بانتصار المقاومة التي أظهرت للمحتل أنها عصية على الانكسار وأنها وفية لدماء قادتها.
المدن تزغرد
جموع غفيرة من المواطنين توافدت إلى ميادين المدن الرئيسة في الضفة، تهتف للمقاومة ابتهاجا، ففي مدينة رام الله جابت مسيرة مركبات حاشدة دوار المنارة وسط المدينة، حيث صدح المشاركون بالتكبيرات ورددوا هتافات نصرة للمقاومة ورفعوا رايات حركة حماس.
الآلاف خرجوا أيضا في مدينة الخليل جنوب الضفة، فرحين بنصر المقاومة، وهو المشهد الذي تكرر في عدة بلدات قريبة منها، مثل دورا وإذنا ويطا، وفي نابلس، زينت الألعاب النارية أجواءها وعلت التكبيرات شوارعها في منظر غاب عنها لسنوات.
ويقول المواطن أبو أحمد السيد لـ"المركز الفلسطيني للإعلام"، "الفرحة لا توصف، نحن نحتفل بانتصار المقاومة ونحتفل بضرب تل الربيع الذي أصبح واقعا فرض على الاحتلال، وأنا وأهلي وكل جيراني نقول شكرًا للمقاومة التي حررت الأسرى، شكرًا للمقاومة التي أسمعتنا صافرات الإنذار في مستوطنات الخليل، شكرًا للمقاومة التي جعلتنا نرى نتنياهو مسود الوجه مرتين إحداهما بوفاء الأحرار والأخرى بحجارة السجيل".
احتفالات مماثلة شهدتها مدن جنين وطولكرم وقلقيلية وسط دعوات بتحويل اليوم الجمعة إلى يوم نصر وطني، ولعل اللافت في كل تلك المشاهد هو التفاف كافة الأطياف الفلسطينية حول خيار المقاومة، والهتاف لها على أرض الضفة التي تعرضت لحملة إخماد شرسة لكل مظاهر المقاومة.
الحقد الدفين
ولكن تلك الاحتفالات أرّقت المحتل وقهرته، فقام في ساعات فجري الخميس والجمعة بتنفيذ حملة اعتقالات واسعة طالت العشرات من قيادات حركتي حماس والجهاد الإسلامي، بالإضافة إلى ثلة من نواب المجلس التشريعي في مدن الخليل ونابلس ورام الله وجنين وطولكرم، في تخبط واضح وقهر انعكس على الضفة من خلال تصعيد اعتداءاته بحق البشر والحجر والشجر.
ويقول المواطن بشار عبيد لـ"المركز الفلسطيني للإعلام"، "إن الاحتلال يحضّر للانتقام من غزة بضرب الضفة بيد من حديد، لعله يعيد للجنود جزءًا من المعنويات التي ضاعت على حدود غزة، وما يحدث من اعتقالات وتضييق، ليس إلا الدليل الأقوى والبرهان الواضح على أن نتنياهو والكيان الصهيوني فشلوا في عامود السحاب التي طمست معالمها فورًا بحجارة السجيل".
ويعيد مواطنون ما يجري في الضفة إلى الحقد الدفين ضد كل ما هو فلسطيني، حيث إن قيادة الصهاينة يبحثون عن نصر مصطنع، وربما الحلبة التي يستطيعون تسويق انتصار جنودهم فيها هي الضفة الغربية، نظرا لما تم من هزائم في شمال فلسطين المحتلة وجنوبها، لتكون الضفة الغربية مسرح الحقد القادم الذي يتطلب تحركًا فوريًا من الفصائل لتدعيم المقاومة هناك، قبل أن تداس بجنازير الدبابات مرة أخرى لأغراض الدعاية الانتخابية الصهيونية.