الملاحقات الأمنية والاعتقالات السياسية تتنكر لحرمة رمضان
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام
لا يزال ملف المختطفين السياسيين في سجون السلطة بالضفة يشكل عقبة رئيسية في طريق المصالحة بين حركتي حماس وفتح.
وتتواصل عمليات الاختطاف والاستدعاءات في شهر رمضان بشكل شبه يومي بحق مناصري وكوادر حركتي "حماس" والجهاد الإسلامي، ما يؤدي لتوتير الأجواء بشكل كبير، فيما يتم احتجاز العشرات من المعتقلين منذ فترات طويلة.
أعباء اقتصادية
عائلة المختطف السياسي إسلام حامد (27 عاما) من بلدة سلواد شرق رام الله، قالت إن ابنها معتقل بسجون السلطة منذ أكثر من عام ونصف، وإنهم يزورون نجلهم بشكل أسبوعي في سجن أريحا، الأمر الذي يضيف أعباء اقتصادية أخرى على العائلة.
وأضافت العائلة في حديثها لمراسلنا إن جهاز المخابرات - والذي يعتقل نجلهم- وعد إسلام بنقله لمدينة رام الله، ولكنه تراجع عن ذلك بحجة أن نقله لرام الله يحتاج لتنسيق أمني مع الاحتلال، وبأنه إذا وافق- أي الاحتلال - على ذلك فإنه سيتم نقله.
وكان حامد قد اعتقل إثر تنفيذه عملية إطلاق نار ضد مغتصبين صهاينة في رمضان من العام 2010 أدت لإصابة اثنين منهم بجراح، وحكمت عليه محكمة عسكرية فلسطينية بالسجن لمدة ثلاث أعوام.
عائلة حامد لا تشكل سوى نموذجا من معاناة أسر فلسطينية عديدة بسبب ملف الاستدعاء أو الاعتقال السياسي.
ملاحقة مستمرة
أما رئيس مجلس اتحاد الطلبة السابق بجامعة بيرزيت أيمن أبو عرام فقد تعرض عدة مرات للاختطاف على يد أجهزة أمن السلطة، وتعرض كذلك للاعتقال في سجون الاحتلال.
وداهمت الأجهزة الأمنية مساء أمس بعيد الإفطار منزل أبو عرام الكائن في بلدة بيرزيت بالقرب من رام الله لاعتقاله ولكنه لم يكن متواجدا فيه. كما داهم جهاز المخابرات العامة مكان عمل أبو عرام في محاولة لاعتقاله، لكنه لم يكن متواجدا في مكان عمليه.
وقال أبو عرام: "إن المخابرات الفلسطينية حاولت اعتقالي من منزلي بعد الإفطار، وأنا أعلن رفضي التام للاعتقال السياسي وتمردي على الظالمين".
وأكد الناشط الشبابي: "لن أكون صيدا سهلا بيد من لا يحترمون الإنسان ولا يحترمون الشهر الفضيل ولا يحترمون الحريات ولا يحترمون فلسطين".
وتابع: "أذكر أنني آخر رمضان عشته بين أهلي وفي بيتي كان في العام 2007 وبعدها كنت أتردد على منزلي في العام 2008 بشكل خفيف، وفي سنة 2009 في سجن عوفر، وفي سنة 2010 نصف رمضان في المنزل ونصفه في سجون الأجهزة الأمنية، وفي عام 2011 في سجن النقب، وهذا العام 2012 لا ادري في أي أرض وتحت أي سماء ما دامت أيدي الأجهزة الأمنية تلاحقني مع أول أيام الشهر".
وأضاف: "يبدو أن البعض لا يعلم أننا في شهر رمضان".
ولم يمنع شهر رمضان الأجهزة الأمنية من الاستمرار في استدعاءاتها واعتقالاتها بحق المواطنين في الضفة، لتبقى الملاحقات الأمنية وملف الاعتقال السياسي من أبرز معطلات عجلة المصالحة.