القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الأربعاء 25 حزيران 2025

انطلاقة فتح.. هل ترسي قواعد المصالحة؟

بعد السماح بإقامتها في غزة
انطلاقة فتح.. هل ترسي قواعد المصالحة؟
 

الجمعة، 04 كانون الثاني، 2013

ليس مبالغة القول إن حركة فتح كانت تنام ليلها وهي تحلم بإحياء ذكرى انطلاقتها في قطاع غزة بعد حظر دام نحو خمس سنوات، لذلك فإن السماح هذا العام بإقامة مهرجان الانطلاقة الثامنة والأربعين يمثل علامة فارقة بالنسبة للحركة التي تنقسم على نفسها بفعل التجاذب القائم بين تياري (محمود عباس، ومحمد دحلان).

وبصرف النظر عما يمكن أن تحمله خطوة الحكومة الفلسطينية في غزة بالسماح لفتح بإقامة مهرجان انطلاقتها المقرر غدا الجمعة من تبعات شكلية ذات مردود إيجابي على المصالحة الوطنية، فإنه ثمة مخاوف تثار من إمكانية استغلال هذا الجمع لأغراض أخرى.

السؤال الذي يبدو أكثر إلحاحا في هذا الوقت تحديدا: ما هي تداعيات إقامة مهرجان كهذا في قطاع غزة الذي يعيش استقرارا سياسيا وأمنيا غير مسبوق بفعل تطهير الحكومة الفلسطينية للقطاع من الفتان الأمني خلال حزيران 2007، وهل يدفع هذا كله باتجاه المصالحة أو يؤجج الأجواء بين غزة ورام الله؟.

المراقبون على الساحة الفلسطينية يرون أن حركة فتح تُخطط لتحويل مهرجان انطلاقتها بغزة إلى استعراض للقوة بحشدها كل عناصرها وجماهيرها على مستوى قطاع غزة.

ويرى المحلل السياسي صالح النعامي أن حركة فتح تحاول استغلال قرار الحكومة في غزة السماح لها بتنظيم حفل انطلاقتها لتحويله إلى استعراض كبير للقوة حتى تدل على شعبيتها.

وأكد النعامي أن فتح أقدمت على عدد من الخطوات الهادفة للإسهام في استعراض القوة، "فعملت على تكليف نشطائها بألا يتحركوا خلال الأيام التي تسبق احتفال الانطلاقة دون أن يتوشحوا بالكوفية السمراء التي اختارتها فتح لتكون رمزا لها".

وقال: "كل الشواهد تدل على أن فتح معنية بأن تظهر للرأي العام الفلسطيني أن حضورها في قطاع غزة كبير، وأن حماس لا تحتكر الشارع الفلسطيني هناك".

وتتخوف الحكومة الفلسطينية في غزة من مغبة إقدام عناصر فتح على إثارة أعمال شغب، لهذا قال يوسف رزقة المستشار السياسي لرئيس الوزراء إسماعيل هنية إن وزارة الداخلية وفرت كل الإجراءات الأمنية لتوفير الحماية الأمنية لمهرجان فتح، "وذلك بخطة تتضمن نشر أعداد من الشرطة في الشوارع والعمل على تسهيل حركة المرور من أجل تمرير الاحتفال بكل سلام".

وأوضح رزقة أن هناك توقعات بأن تقدم أطراف داخلية في حركة فتح على إحداث أعمال شغب "لدوافع التخريب"، قائلا: "لهذا قررت الحكومة اتخاذ الاحتياطات الأمنية المسبقة لمنع حدوث أي مناوشات".

واعتبر في الوقت نفسه أن الموافقة على إجراء فتح لمهرجان انطلاقتها في ساحة مفتوحة كساحة "السرايا" البالغ مساحتها نحو 40 كم مع تحملهم مسؤولية حفظ الأمن تأتي في سياق ترطيب الأجواء من أجل المضي قدما في المصالحة.

عضو المجلس الثوري لحركة فتح سفيان أبو زايدة قال بدوره إن لدى أبناء فتح (القيادات والعناصر) قرارا يقضي بإنجاح المهرجان وأن تسير الأمور على أكمل وجه، نافيا ما يدور من حديث عن وجود أنصار لعباس وآخرين لدحلان.

وقال أبو زايدة: "لا يوجد تيار لدحلان منفصل عن فتح.. نعم هناك خلافات، وهناك امتعاض من قرارات تم اتخاذاها خاصة فيما يتعلق بدحلان لكن هذا لا يعني أن هناك تيارات داخل الحركة".

وأضاف: "من المتوقع أن يشارك عشرات الآلاف من أبناء فتح في مهرجان الانطلاقة الـ48 من أجل أن يقولوا لقيادتهم إن فتح بدون غزة هي شيء مختلف تماما، كما يريدون أن يقولوا لأبناء شعبهم خاصة ولإخوتهم في حماس إنهم جاهزون لطي صفحة الماضي بكل ما فيها من ألم وفتح صفحة جديدة مبنية على الشراكة والمحبة".

ويعول الفتحاويون في غزة كثيرا على إقامة المهرجان ولاسيما أنه يمثل بالنسبة لهم رافعة من شأنها أن تعزز الوجود الغزي على الخريطة الفتحاوية التي رسمتها رام الله.

ومن الواضح أن الفتحاويين الغزيين يعملون على توصيل رسائل في المهرجان مفادها أنه لا يمكن لأحد أن يسقط حركة فتح في غزة من حساباته أو أن يستثنيها.

وتعاني فتح في غزة من محاولات تهميش تقودها رؤوس السلطة في رام الله على اعتبار أنها أكثر ولاء للقيادي المفصول من الحركة محمد دحلان.

ولا يزال الصراع الحالي بين تياري فتح (عباس، دحلان) يثير بواعث الخوف على مستقبل المصالحة الفلسطينية التي باتت عجلتها تدور عقب الحرب الأخيرة على غزة في 14 نوفمبر الماضي.

ويعتقد عضو المجلس الثور لفتح أن مصلحة حركته تكمن في وحدتها، مشددا على ضرورة حل الخلافات داخل الإطار الفتحاوي، ومشيرا في الوقت نفسه إلى أن مهمة إنهاء الانقسام ليست صعبة أو معقدة، "لكنها تحتاج إلى إرادة حقيقية".

وقال أبو زايدة: "المهمة ليست صعبة لكن العقبات كثيرة والتحديات أكثر (...) إرادة الشعب من كلا التنظيمين حماس فتح قادرة على تذليل هذه العقبات".

وأضاف: "الجماهير في غزة عمليا لا تحتفل بالانطلاقة بل هي تحتفل بما تعتقد أنه إنهاء للانقسام وبداية للمرحلة الجديدة من العلاقة ما بين القوى الفلسطينية وبخاصة حركتا فتح وحماس".

المصدر: الرسالة نت