القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

باراك يعتزل الحياة السياسية و«حماس» تعتبر ذلك دليلاً على الانتصار في غزة

باراك يعتزل الحياة السياسية و«حماس» تعتبر ذلك دليلاً على الانتصار في غزة

رام الله ـ احمد رمضان

اعلن وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك أمس اعتزاله الحياة السياسية وعدم المشاركة في الانتخابات التشريعية الإسرائيلية المقرر عقدها في 22 كانون الثاني المقبل، وذلك بخلاف التوقعات ونتائج استطلاعات الرأي التي جرت خلال وعقب العدوان الاخير على قطاع غزة، والتي اشارت الى احتمال فوز باراك وحزبة "عتصموئيت" (الاستقلال) بأربعة مقاعد في انتخابات الكنيست المقبلة، وإعلان اكثر من نصف الاسرائيليين أنهم يفضلون ان يروه مرة اخرى وزيراً للدفاع، بسبب دوره في العدوان.

وقال باراك في مؤتمر صحافي في وزارة الدفاع في تل ابيب "قررت الاستقالة من الحياة السياسية وعدم المشاركة في الانتخابات المقبلة". واضاف "سأنهي مهامي كوزير للدفاع مع تشكيل الحكومة المقبلة خلال ثلاثة اشهر".

ويأتي هذا الاعلان بعد خمسة ايام من انتهاء العملية العسكرية الاسرائيلية "عمود السحاب" ضد قطاع غزة التي وصفها باراك بالايجابية "للحظة".

ويعد باراك (70 عاماً) واحدا من اهم الخبراء العسكريين في "إسرائيل" حيث دخل الحياة السياسية في منتصف التسعينات بعد تركه الجيش الاسرائيلي، وهو صاحب سجل عسكري حافل، وشارك في عمليات خطيرة جعلت منه انجح القادة العسكريين في اسرائيل. ففي مطلع عمله العسكري شارك في عملية "فردان" الشهيرة في بيروت حيث تم اغتيال القادة الثلاثة من حركة "فتح" وهم "كمال عدوان وابو يوسف النجار، وكمال ناصر" مطلع سبعينات القرن الماضي، كما شارك في عملية اغتيال الرجل الثاني في منظمة التحرير الفلسطينية خليل الوزير (ابو جهاد).

وقد تولى قيادة قوات النخبة في الجيش الاسرائيلي قبل أن يُعين رئيسا للاركان، وتراس الحكومة بين 1999 و2001.

وقد وجه باراك تحياته للجيش الاسرائيلي الذي خدم فيه فترة طويلة وتسلم مهام قائد الجيش ووزيراً للدفاع.

كما وجه تحية لرئيس الحكومة الاسرائيلية بينامين نتنياهو ولكل الوزراء في مسيرتهم، مؤكداً انه اتخذ هذا القرار بقناعة راسخة ولن يتراجع عنه، وشدد على بقائه في منصبه الحالي حتى تشكيل الحكومة المقبلة، وسيقدم كل ما يلزم خلال هذه الفترة لتعزيز قوة الجيش الاسرائيلي.

وكانت تقارير صحافية اسرائيلية قد نقلت انه وعند الساعة الـ11 من قبل ظهر امس، ستشهد الساحة السياسية الاسرائيلية هزة أرضية، عبر مؤتمر صحافي سيعقده باراك، والذي سيعلن من خلاله استقالته من الحكومة الاسرائيلية والانضمام للحزب الجديد الذي تسعى تسيفي ليفني تشكيله قريبا، الا انه وبعد وقت قصير من هذه التوقعات، اعلن اعتزاله نهائيا الحياة السياسية.

وقد طلب نتنياهو وفقا لموقع صحيفة "يديعوت احرونوت" قبل ايام من باراك تقديم استقالته من الحكومة اذا قرر تغيير موقفه السياسي، والانضمام الى الحزب الذي تنوي وزيرة الخارجية الاسرائيلية السابقة تسيفي لفني تشكيله.

يشار إلى ان باراك التقى بليفني أثناء تواجدهما في الولايات المتحدة، وهو ما أثار غضب نتنياهو في حينه والعديد من وزراء الليكود، الذين اتهموا باراك بالانتهازي ومحاولة استغلال حزب الليكود، وقد شهدت العلاقات بين نتنياهو وباراك توترا كبيرا على خلفية هذا اللقاء.

ومن جهتها، اعتبرت الحكومة المقالة التي تديرها حركة حماس في غزة، إعلان باراك اعتزاله الحياة السياسية "دليلاً على انتصار المقاومة وفشل العدوان على القطاع".

وقال المكتب الإعلامي للحكومة المقالة في بيان صحافي إن "إنهاء الحياة السياسية لباراك هي من ثمرات المقاومة الفلسطينية التي وضعت حدا له".

واعتبر البيان أن تنحي باراك "يؤكد أن المعادلة التي استمرت منذ بدء الصراع مع الاحتلال والتي تنص على أنه لكي تحقق النجاح بالانتخابات الإسرائيلية عليك سفك الدماء الفلسطينية، قد تغيرت".

وأضاف أن اعتزال باراك للحياة السياسية "لا يعني تنصله من الجرائم التي ارتكبها وأن الجهود الفلسطينية بملاحقته ومجرمي الحرب الآخرين ستستمر حتى يتم معاقبتهم على جرائمه التي ارتكبوها بحق الشعب الفلسطيني".

المصدر: المستقبل