ما يجري استنزاف للوجود المقدسي
بكيرات: المشروع الصهيوني ماضٍ بإيجاد حصة مكانية
بالأقصى

الثلاثاء، 29 أيلول، 2015
قال رئيس أكاديمية الأقصى للعلوم والتراث الشيخ ناجح بكيرات
إن ما يجري في المسجد الأقصى المبارك يشكل عملية استنزاف حقيقي للوجود المقدسي بكل
فئاته، وانتقامًا واضحًا من المقدسيين لدفاعهم عن المسجد وحمايته من اعتداءات الاحتلال
الإسرائيلي المتواصلة.
وأضاف بكيرات في تصريح خاص لوكالة "صفا" الاثنين
"أعتقد أن المشروع الصهيوني ماضٍ بإيجاد حصة مكانية في المسجد الأقصى، حيث يريدون
تحقيق مشروع المسجد الإبراهيمي في الأقصى، وفرض هذا الواقع ولو بقوة السلاح والبلطجة".
وتابع "واضح جدًا أن هناك حقد إسرائيلي على كل شيء داخل
الأقصى وعلى أبوابه، خاصة أن قوات الاحتلال استخدمت اليوم خلال اقتحامها للمسجد أشياء
غير مسبوقة، ولأول مرة تدخل حائط مصفح بالحديد من باب المغاربة لاقتحام المصلى القبلي.
وأوضح أن قوات الاحتلال انتهكت حرمة الأقصى والمصلى القبلي،
واستخدمت رافعة لاعتلاء وحدات القناصة لأسطح المصلى، بالإضافة إلى قص بعض النوافذ بأدوات
حديدية، ومنع الطلاب والمصلين من دخول الأقصى، في محاولة لإشلال الوجود المقدسي في
المسجد.
وأشار إلى أن "إسرائيل" استغلت موسم الأعياد اليهودية
من أجل مواصلة اعتداءاتها على الأقصى ونقل هذه الرموز اليهودية إليه، واصفًا الوضع
في المسجد بأنه "خطير للغاية وغير مستقر".
وأكد أن أذرع الاحتلال والشرطة يبيتون لتنفيذ مشروع خطير
اتجاه الأقصى، وعلى العالم العربي والإسلامي أن يدرك مدى خطورة ذلك.
ووجه بكيرات رسالة استغاثة من قلب الأقصى لكل العالم العربي
والإسلامي وللأحرار من أجل التدخل العاجل وقف هذا العدوان الخطير على المسجد وحمايته
وفك الحصار عنه، وكبح جماح الاحتلال.
وبين أن الواقع العمراني والأثري في الأقصى مهدد بالخطر،
بفعل اعتداءات الاحتلال المستمرة، وتدمير العديد من النوافذ الأثرية والتاريخية في
المصلى القبلي.
وشدد على أن الاحتلال يسعى لفرض حيزًا يهوديًا في الأقصى
وليس فقط حصة مكانية، وما جرى اليوم يمثل نوعًا من التقسيم الزماني للمسجد، ولكن رغم
ما تفعله "إسرائيل" إلا أنه يجد مقاومة من قبل الشباب المقدسي.
وتساءل "إذًا كيف نفسر إغلاق الاحتلال لأبواب الأقصى،
ومنع دخول المصلين من الرجال والنساء إليه"، لذا أعتقد أن حكومة الاحتلال تريد
المضي قدمًا في موضوع التقسيم الزماني للأقصى".
ولفت إلى أن الاحتلال يسعى لاستنزاف الشباب المقدسي، وتوجيه
لوائح اتهام لهم على خلفية الدفاع عن الأقصى، فهم لا يعانون فقط من الإبعاد والقهر
والضرب، ولكن من السجون وعذابها.
وأكد بكيرات أن كل اقتحام إسرائيلي للأقصى سيواجه بمقاومة،
مضيفًا "هذا هو عنواننا ووجودنا، ولا يمكن للقدس أن تجف، وعلى العالم أن يأخذ
ما يجري على محمل الجد".
وكانت قوات كبيرة من الاحتلال اقتحمت صباح اليوم المسجد الأقصى
والمصلى القبلي، وفرضت حصارًا مشددًا عليه، واعتدت على المصلين والمعتكفين بالرصاص
المطاطي والقنابل الصوتية والغازية، ما أدى لوقوع عشرات الإصابات، وإحداث دمار هائل
في "القبلي".
المصدر: وكالة صفا