بلدة العيساوية.. صمود ومقاومة رغم الحصار
القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للاعلام
مواجهات واقتحامات واعتقالات وحواجز عسكرية تنكيلية..
سلسلة من الأحداث المترامية لمسلسل إذلال المواطن المقدسي في عدة أحياء وبلدات من
مدينة القدس المحتلة وأكثرها تنكيلاً في بلدة العيساوية والتي أدت إلى وفاة مسنة
مقدسية عند حاجز عسكري.
إغلاق وإضراب
يقول الناشط المقدسي محمد أبو الحمص من بلدة العيساوية لـ "المركز الفلسطيني
للإعلام": "من صباح يوم الأربعاء الماضي عمد الاحتلال على وضع الحواجز
العسكرية وإغلاق الطرق الرئيسية والفرعية بالمكعبات الإسمنتية ما أدى إلى تأخر
سيارة نجل السيدة المقدسية عند حاجز البلدة الشمالي الغربي والتي كانت بداخلها
وتعاني من أعراض نوبة قلبية حادة، وقامت قوات الاحتلال بالاعتداء على نجلها
وتفتيشه بشكل عاري وإطلاق العيارات النارية بالهواء وبعد نصف ساعة أعلن وفاة هدى
درويش في المشفى".
ويشير أبو الحمص إلى أن: "القوى الوطنية في
بلدة العيساوية على إثر وفاة المقدسية هدى درويش بسبب الحواجز العسكرية التنكيلية
أعلنت إضرابا في بلدة العيساوية وتم إغلاق البلدة بحاويات القمامة وأغلقت المدارس
وتوقفت حركة المواصلات العامة وخروج العمال للعمل، فيما افتتحت المحال التجارية
والمراكز الطبية".
ويضيف: "فجر أمس الأول اعتقلت قوات
الاحتلال خمسة شبان من بلدة العيساوية عقب اقتحامها واقتحام منازل الشبان
واعتقالهم، كما تم اقتحام البلدة مساء أمس الأول واندلعت مواجهات أطلقت فيها قوات
الاحتلال قنابل الصوت والغاز والرصاص المطاطي".
وبلدة العيساوية تقع شمال شرق مدينة القدس
المحتلة ويسكنها 19,000 ألف نسمة وتبلغ مساحتها 12500 دونم قبل الاحتلال وبناء
الجدار ومصادرة أراضيها.
وتستهدف قوات الاحتلال بلدة العيساوية حيث تعمل
على إنزال القوات لتدريبها في البلدة والتي تعتبرها حكومة الاحتلال من أكثر
البلدات حدة في المواجهات ولذلك تكثر اقتحامات هذه القوات للبلدة من أجل تدريبهم،
وهي بلدة معرضة للاقتحامات باستمرار وما إن تقتحم القوات البلدة حتى تشتعل فيها
مواجهات.
مخطط استيطاني
ويشير أبو الحمص إلى أن بلدة العيساوية مستهدفة
ضمن مخططات استيطانية فالمنطقة الجنوبية للبلدة مهددة بالمصادرة من أجل إقامة ما
يسمى بـ "حديقة وطنية" والتي تقدر مساحتها ب740 دونما، أما المنطقة
الشمالية والتي تقع ما بين شعفاط وعناتا
والعيساوية فهي مهددة بالمصادرة من أجل
إقامة مكب للنفايات الصلبة وتقدر مساحتها 310 دونمات لأهالي العيساوية و150 دونما
لأهالي شعفاط.
وتابع "أما المنطقة الشرقية فهي محاصرة بجدار فاصل متواصل والذي فصل أراضي
العيساوية عن بعضها البعض والتي تقدر الأراضي خلف الجدار ب 9500 دونم مهددة
بالمصادرة لصالح بمخطط "أي 1".
ويقول أبو الحمص: "المكعبات الإسمنتية وضعت
على المدخل الغربي الشمالي للعيساوية وعددها إحدى عشر وهو المدخل الرئيسي للبلدة
والذي يقع عند مستوطنة التلة الفرنسية، أما المدخل الشمالي هو طريق ترابية وضع
أيضا عنده مكعبات إسمنتية وحتى مشياً على الأقدام لا يستطيع المواطن اجتيازها، أما
المدخل الشرقي للبلدة وهو مدخل رئيسي ثان،
وقد وضعت قوات الاحتلال فيه عدة مكعبات
إسمنتية كنقطة تفتيش للمواطنين القادمين والخارجين من بلدة العيساوية.
ويضيف" بجانب المدخل الشرقي يوجد مدخل
ترابي للمزارعين والدواب أيضاً تم وضع المكعبات فيه، ولم يتبق في البلدة سوى
مدخلين تتحكم بهم قوات الاحتلال وتنكل بالمواطنين عليها، أما المدخل الجنوبي
للبلدة فهو مغلق منذ سنة وهو طريق يؤدي للجامعة العبرية.
ويشير أبو الحمص إلى أن بلدية الاحتلال داهمت
منازل المقدسيين في بلدة العيساوية وشرعت بتحرير عشرات المخالفات للمنازل بحجة
البناء بدون رخيص، كما تم تحرير العشرات من المخالفات المرورية للمقدسيين عند
الحواجز العسكرية التي أقامها الاحتلال.
كما قامت طواقم البلدة بمصادرة آليات عمل
للورشات الصناعية في البلدة بحجة أنها غير مرخصة.
يذكر أن رئيس بلدية الاحتلال في القدس "نير
بركات" قام بجولة على أطراف البلدة لفحص كيفية بناء جدار يفصل العيساوية عن عدة
أحياء وبلدات القدس المحتلة ولكن القرار حول للجنة السياسية "الكابينت "
لإقراره ولكنه علق ولم تتم المصادقة عليه بعد.