القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الخميس 13 تشرين الثاني 2025

بلدية غزة تحذر: 85% من البنية التحتية دُمّرت وكارثة بيئية تهدد السكان


الثلاثاء، 11 تشرين الثاني، 2025

أعلنت بلدية غزة، أن المدينة تعاني من دمار واسع وغير مسبوق في مختلف القطاعات الحيوية، بعد الحرب الأخيرة على القطاع، رغم إعلان وقف إطلاق النار. وأكد الناطق باسم البلدية، حسني مهنا، أن نحو 85% من البنية التحتية تضررت بشكل كامل أو جزئي، في ما وصفه بـ"الدمار الأوسع في تاريخ المدينة".

وأشار مهنا إلى أن الأضرار طالت شبكات المياه والصرف الصحي والطرق والمرافق العامة والمباني التعليمية والخدمية والاقتصادية، ما جعل إعادة الحياة الطبيعية في غزة مهمة شاقة للغاية. وأضاف أن حجم الركام الناتج عن القصف يتجاوز 70 مليون طن، وهي كميات ضخمة تفوق قدرة البلدية على معالجتها، خاصة بعد تدمير معظم معداتها، إذ فقدت البلدية 85% من أسطولها التشغيلي البالغ 134 آلية وجرافة.

وأوضح أن عملية إزالة الركام تمثل التحدي الأكبر أمام جهود الإعمار، خصوصاً مع استمرار الحصار ومنع إدخال المعدات الثقيلة وقطع الغيار اللازمة، مما سيؤخر عمليات التعافي لسنوات، ويطيل معاناة السكان.

كارثة صحية وبيئية

ولم يقتصر الوضع على الركام، بل تواجه غزة كارثة بيئية وصحية متفاقمة بسبب تراكم أكثر من 260 ألف طن من النفايات في الشوارع والمكبات المؤقتة، نتيجة صعوبة الجمع والنقل. وأكد مهنا أن بعض الشوارع تحولت إلى مكبات مفتوحة تنبعث منها روائح كريهة في الأحياء المكتظة بالنازحين، ما يهدد الصحة العامة وينذر بانتشار الأمراض المعدية.

وأضاف أن النقص الحاد في الوقود ودمار أغلب الآليات تسبب في شلل شبه كامل لإدارة النفايات، مشيراً إلى أن البلدية تعمل بـ"ظروف شبه مستحيلة وبموارد شبه معدومة". ورغم ذلك، واصلت البلدية تنفيذ خطة طوارئ تركز على فتح الشوارع الرئيسية والفرعية، إصلاح خطوط المياه والصرف الصحي، وتنظيف الأنقاض من المناطق السكنية.

كما أعدت البلدية خطة متوسطة المدى لإعادة تأهيل البنية التحتية بالتعاون مع المنظمات الدولية والجهات المانحة، إلا أن التنفيذ مرتبط بـ توفير المعدات الثقيلة ومواد البناء والدعم المالي الكافي. وأكد مهنا أن الوقود المتوفر عبر المؤسسات الدولية يغطي الحد الأدنى من احتياجات التشغيل اليومية لمحطات الضخ والمولدات.

الواقع الإنساني والخدماتي

منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023، تضرر نحو 60% من المباني في غزة، وفقد مئات الآلاف من السكان منازلهم ومصادر رزقهم. وتحذر المنظمات الأممية من أن استمرار الحصار سيؤدي إلى تأخير إعادة الإعمار لسنوات طويلة، ويهدد بانهيار الخدمات الأساسية، خصوصاً في مجالات المياه والصرف الصحي والنفايات.

وفي ظل هذه الأزمة، تحث بلدية غزة والجهات الإنسانية الدولية على توفير الدعم العاجل للمدينة، بما يضمن حماية حياة السكان واستعادة الخدمات الأساسية، وتخفيف المخاطر البيئية والصحية التي تهدد المدينة.