القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

تباين فلسطيني بشأن نجاح المصالحة

تباين فلسطيني بشأن نجاح المصالحة
 
الخميس، 14 تموز، 2011

يبدو أن الإحباط وخيبة الأمل هما السمتان الغالبتان على إحساس الفلسطينيين نتيجة تعثر مساعي تشكيل حكومة التوافق، التي كان من المأمول أن يقود تشكيلها نحو تطبيق باقي بنود اتفاق المصالحة الموقع عليه من قبل الحركات والفصائل الفلسطينية برعاية مصرية مطلع مايو/ أيار الماضي.

واعتبر كثير من الفلسطينيين أن فشل حركتي التحرير الوطني (فتح) والمقاومة الإسلامية (حماس) الفلسطينيتيْن في تطبيق أولى بنود الاتفاق خلال المدة التي حددها الاتفاق مؤشر على صعوبة التوصل إلى المصالحة.

وتباينت مواقف محللين سياسيين فلسطينيين بشأن انعكاس فشل تشكيل الحكومة على فرص نجاح إتمام اتفاق المصالحة، بين من هو متبن لموقف الشارع الفلسطيني، وبين من يرى أن التعثر والتأخر في تطبيق الاتفاق لا يهدد بفشله.

ويرى الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل أنه رغم التأخر والتباطؤ الذي يلف سبل التوصل للمصالحة الفلسطينية، فإنه يتوقع تحقق نقلة في الجهود المبذولة من أجل تنفيذها والمضي بها إلى الأمام.

وأضاف أن هناك بصيص أمل واسع لإنجاز المصالحة بكافة ملفاتها رغم ما يحيطها من منغصات، لأنه –وفق رأيه- لم يعد من خيارات أمام الفلسطينيين في ظل ربيع الثورات العربية وغياب الانقسام العربي سوى إعادة بناء الحالة الفلسطينية بما يتلاءم مع المتغيرات الجديدة.

حسابات سياسية

ورجح عوكل في حديثه للجزيرة نت أن يكون التأخر في التوصل إلى المصالحة مرده إلى حسابات وتكتيكات سياسية لدى فتح وحماس.

وأشار إلى أن الخلاف بين الحركتين يتمحور حول كيفية إدارة ملف المصالحة ومحاولة كل طرف تحسين موقعه وحصته من الاتفاق، لأن كلا الطرفين –وفق رأيه- لا يرغب في تحمل تبعات ومسؤولية تعطيل المصالحة.

وذكر عوكل أن طبيعة اتفاق المصالحة وما يحمله من تفاصيل يعطي حماس ما تريد في غزة، ويبقي لفتح ما تريد في الضفة الغربية، ويمنح الطرفين فرصة إدارة الانقسام بطريقة تجعل الحالة الفلسطينية أكثر استيعابا لما يجرى وقادرة على تقديم نفسها أمام العالم على أنها موحدة نسبياً.

لكن الكاتب السياسي وعميد أكاديمية الإدارة للدراسات العليا محمود العجرمي يخالف عوكل الرأي، ويرى في تأخر تشكيل الحكومة مؤشراً على تعطيل المصالحة، لافتاً إلى أن غياب الإرادة السياسية الحقيقية بين أطراف الاتفاق حال دون اجتياز المرحلة الأولى من اختبار المصالحة.

واعتبر أن الإصرار على اسم محدد لرئاسة الحكومة المنوي تشكيلها من قبل أي من الطرفين هدفه تعطيل المصالحة والوحدة الوطنية الفلسطينية التي هي أكبر بكثير من الخلاف على اسم رئيس وزراء.

وتوقع العجرمي في حال استمرار الجمود في ملف المصالحة اندلاع انتفاضة ثالثة ضد الاحتلال الإسرائيلي من جانب وضد كل الذين يعطلون الوصول إلى الإمساك بسلاح الوحدة والوطنية، لافتا إلى أن الشعب قادر أن يقرر لنفسه ما يريد.

استبعاد المصالحة

واستبعد العجرمي في حديثه للجزيرة نت تحقيق المصالحة وفقاً للمنظور الزمني الذي حدد لها نتيجة استمرار الاعتقال السياسي وإصرار السلطة الفلسطينية على الذهاب إلى الأمم المتحدة منفردة، واعتبار الرئيس محمود عباس المفاوضات من الأولويات الأساسية له.

من جهته حمل فايز أبو شمالة، الكاتب السياسي بصحيفة "فلسطين" اليومية والمقربة من حماس، الرئيس الفلسطيني مسؤولية إعاقة المصالحة لخروجه عن بنود المصالحة واشتراطه تعيين سلام فياض رئيساً لحكومة التوافق.

واعتبر أبو شمالة أن اشتراط عباس تولي فياض رئاسة الحكومة ذريعة لإعاقة المصالحة وخضوعاً لإملاءات إسرائيلية وأميركية، موضحاً أن عباس يناور في موضوع المصالحة لحين معرفة مصير المفاوضات، وفي اللحظة التي يتأكد من أن المفاوضات انتهت سيعود لتفعيل ملف المصالحة.

وأضاف للجزيرة نت قائلاً "الرئيس عباس لا يمتلك قرار نفسه في هذه المرحلة، ولا يرى أمامه من خيارات سوى الخضوع للضغوطات والإملاءات الأميركية والإسرائيلية، وقبوله باشتراطات الرباعية".

المصدر: الجزيرة