تبيعها بشكل علني.. "إسرائيل" تغرق القدس الشرقية بالمخدرات
الجمعة، 18 تشرين الثاني، 2011
أكدت مصادر فلسطينية مختصة بمحاربة ظاهرة انتشار المخدرات في مدينة القدس الشرقية المحتلة عام 1967 للقدس العربي الخميس بان إسرائيل تغرق المدينة بجميع أنواع المخدرات.
وشددت المصادر على ان سلطات الاحتلال التي تواصل تغيير معالم القدس العربية والإسلامية وتهويد المدينة تعمل على تدمير شباب القدس من خلال إغراق أسواق المدينة بالمخدرات التي باتت تباع بشكل علني في المدينة دون ان تحرك الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أي ساكن في الوقت الذي تمنع بكل قوة أي نشاط للأجهزة الأمنية الفلسطينية التابعة للسلطة لمحاربة تلك الظاهرة التي باتت تهدد حياة حوالي عشرين الف شاب من القدس على حد قول عصام جويحان منسق الدائرة الاجتماعية التابعة لمؤسسة المقدسي لتنمية المجتمع.
واضاف جويحان قائلا لـ'القدس العربي' 'القدس تتعرض لحرب غير تقليدية وتستخدم في تلك الحرب اسلحة غير تقليدية، والهدف منها تفريغ القدس واشغال اهلها باي امر غير موضوع السياسة ومقاومة الاحتلال، ولذلك فان المخدرات هي من الاسلحة التي يستعملها الاحتلال والاستعمار حتى يحكم قبضته على الانسان العربي في القدس والذي يعتبر حجر عثرة في وجه سياسة الاحتلال تجاه القدس'.
وتابع جويحان 'المخدرات هي من الاسلحة التي يستخدمها الاحتلال في تدمير شباب القدس واهلها من خلال اغراقها بالمخدرات'.
واشار جويحان الى ان الامور وصلت في القدس الشرقية الى بيع المخدرات بشكل علني في حين تعلم الاجهزة الامنية الإسرائيلية اين تباع المخدرات واين يتم العاطي ولا تحرك ساكنا، مضيفا 'نلاحظ انتشار المخدرات والتجارة بها في مدينة القدس باتت تتم بشكل علني وفي اماكن معروفة ولا تقوم شرطة الاحتلال واجهزته الامنية بردع التجار'، مشيرا الى ان جميع التجار الكبار الذين يوردون المخدرات للقدس الشرقية هم إسرائيليون.
واضاف جويحان 'يبيعون المخدرات في القدس بشكل علني، وهذا يؤدي الى انتشار تعاطي المخدرات بشكل كبير في مدينة القدس'، منوها الى ان اعداد متعاطي المخدرات في القدس كبيرة جدا مقارنة مع باقي الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، وذلك بسبب السيطرة الامنية والمدنية الإسرائيلية على القدس الشرقية.
واشار جويحان الى ان اعداد متعاطي المخدرات في صفوف اهالي القدس الشرقية تتراوح ما بين 15 الى 20 الف مواطن، منوها الى ان من بينهم حوالي 6 الاف مدمن.
واشار جويحان الى اسماء امكان في القدس باتت المخدرات تباع فيها بشكل علني وقال 'باتت الاماكن معروفة بحيث اذا سألت اي طفل في القدس سيذكرها لك مثل منطقة حاجز شعفاط العسكري ومنطقة باب العمود ومغارة سليمان وحي البستان في سلوان'، مضيفا 'هناك بعض المحطات التي يتم فيها تجارة المخدرات بشكل علني وصريح'.
ونوه جويحان الى ان مخيم شعفاط بالقدس يعتبر من اكثر مناطق القدس تجارة بالمخدرات وبالقرب من الحاجز العسكري الإسرائيلي في المنطقة وكذلك في منطقة باب العمود بالقرب من اسوار البلدة القديمة، وخاصة في منطقة مغارة سليمان.
واضف جويحان 'الاحتلال الإسرائيلي غير معني بمكافحة المخدرات في القدس بل بالعكس هم معنيون بان يصبح كل المواطنين الفلسطينيين في القدس عملاء لهم ويبيعون عقاراتهم ليشتروا المخدرات بعد ان يصبحوا مدمنين، وهذا ما يريده الاحتلال'، مشيرا الى ان الشرطة الإسرائيلية تعمل على مدار الساعة في القدس الغربية التي يعيش فيها الإسرائيليون لمنع انتشار المخدرات، منوها الى ان اي تاجر مخدرات يفكر بالبيع في القدس الغربية سيكون رهن الاعتقال في اقل من اسبوع على حد قوله في حين لا تكترث تلك الشرطة في انتشار المخدرات والتجارة بها علنا بالقدس الشرقية في صفوف المواطنين العرب.
واضاف جويحان قائلا 'نحن نحمل إسرائيل المسؤولية عن اغراق القدس الشرقية بالمخدرات لان كل المخدرات تأتي عن طريق إسرائيل'، مضيفا 'المخدرات تأتي للقدس عن طريق تجار إسرائيليين يهود'، متابعا 'إسرائيل لا تسمح للاجهزة الامنية الفلسطينية بالعمل في مدينة القدس وفي نفس الوقت لا تقوم الاجهزة الامنية الإسرائيلية بواجبها لحماية اهل القدس من المخدرات ومكافحتها'.
واشار جويحان الى ان اهالي القدس مستعدون للتعاون مع اجهزة الامن الإسرائيلية في مكافحة ظاهرة المخدرات التي تجتاح القدس، مضيفا 'ولكن للاسف إسرائيل لا تريد بل العكس اذا قام المواطنون باغلاق احد اوكار تعاطي المخدرات او صد تجار المخدرات عن البيع في اماكن تواجدهم يقوم الجيش الإسرائيلي والشرطة الإسرائيلية بالتدخل لصالح تجار المخدرات ولفتح هذه الاوكار من جديد'.
واشار جويحان الى ان الكثير من المدمنين الإسرائيليين يأتون للقدس الشرقية لشراء المخدرات التي تتم ملاحقة من يبيعها في القدس الغربية بصورة كبيرة وواسعة، مضيفا 'اذا اي واحد من تجار المخدرات ذهب ليبيع عند اليهود ولمدمنين يهود في القدس الغربية سيكون في خلال اسبوع بالسجن'.
وعلى نفس الصعيد كشفت الدائرة الاجتماعية التابعة لمؤسسة المقدسي عن انتشار خطير وممنهج خلال الشهرين الماضيين لظاهرة تعاطي الشباب المقدسي لمواد كيماوية مخدرة ومنشطة تعرف باسم (كورت اكستزي). وبينت الدائرة في تقرير صحافي الخميس، أن هذه المواد تؤثر على متعاطيها بصورة مباشرة وحادة، وتضرب الجهاز العصبي، وتؤثر على سلوك وتصرفات المتعاطي بشكل خطير. وأوضح التقرير أن الدائرة الاجتماعية رصدت خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة ما يزيد على خمس عشرة حالة تتوزع على مناطق جبل المكبر والعيسوية والطور والطوري وسلوان ومخيم شعفاط وضاحية السلام والبلدة القديمة وشعفاط وبيت حنينا ووادي قدوم، بحيث تم توثيق ورصد حالة أو اثنتين في كل منطقة من هذه المناطق.
وقال جويحان 'إن العامل المشترك في هذه الحالات، أن عمر الشباب المتعاطين تحت سن العشرين عاما، وهم بالأصل غير مدمنين على المخدرات، ومنهم طلاب بالمدارس و/أو في سوق العمل'. وعن تأثير هذه المادة يقول جويحان 'بعد تعاطي المخدر في معظم هذه الحالات يصبح الشخص عنيفا جدا، ويفقد السيطرة على نفسه بحيث يعتدي على الأملاك العامة ويهاجم أهله وجيرانه، وفي بعض الحالات يتعرى في الشارع، ويعيش الشخص تهيؤات ويقلد أصوت الحيوانات، أو يقوم بسلوكيات همجية لا يمكن تفسيرها'. وعن كيفية انتشار هذه المادة يقول جويحان 'هذه المادة يتم تدولها بين الشباب تحت إغراءات مختلفة فعملية الترويج لها تكون تحت ذريعة أنها منشطات، لزيادة النشاط، أو إزالة الخجل، أو زيادة الثقة بالنفس، أو التركيز لدى المتلقي، ويتم توزيعها على شكل حبوب بألوان مختلفة؛ أبيض وأحمر وغيرهما وعليها رسومات متنوعة، وعلى إثر تناولها سجلت حالات خطيرة من بينها تعاطي أحد الشباب لهذه المادة يوم زفافه، بحجة أنها مادة منشطة، وتعرضه لحالة هستيرية عنيفة'.
وعن أماكن توزيعها وتواجدها يقول جويحان 'هذه العقاقير متواجدة في السوق بسعر رخيص جدا نسبة لأسعار المخدرات، ومصدرها إسرائيلي بصورة أساسية، وقد تصنّع محليا في معامل غير شرعية'.
المصدر: فلسطين اليوم- القدس العربي