تتهيأ فروع «حماس» في الخارج لانتخاب ممثليها تمهيداً
لتشكيل المجلس المركزي للحركة
الأربعاء، 05 أيلول، 2012
تتهيأ فروع «حماس» في الخارج لانتخاب ممثليها تمهيداً
لتشكيل المجلس المركزي للحركة، وبعد انتهاء انتخابات الداخل في الضفة وغزة، تنحصر بورصة
المرشحين لتولي رئاسة المكتب السياسي للحركة والتي ستتضح مع نهاية الشهر القادم، بين
رئيس المكتب الحالي خالد مشعل ونائبه موسى أبو مرزوق ورئيس الحكومة الفلسطينية المقالة
في غزة اسماعيل هنية.
قبيل الحديث عن تشكيلة المكتب السياسي المكون من
(19) عضواً بمن فيهم الرئيس، لا بد أن تفرز الأقاليم الثلاثة (غزة، الضفة، الخارج)
ممثليها، ليصار بعدها إلى تقديم 6 أعضاء من كل إقليم إلى تشكيلة المجلس، وانتخاب رئيس
له، يخضع لتفاهمات ومباركة مجلس شورى الحركة الذي يقوم أعضاؤه بترشيح الرئيس لأربع
سنوات، حيث لا يجوز أن يتقدم أحد بترشيح نفسه، امتثالاً لقاعدة (طالب الإمارة لا يؤمر).
وبحسب مصادر مقربة من الحركة، فإن مشعل الذي شغل
أهم المواقع القيادية في الحركة منذ نحو 16عاماً تحديداً في العام 1996، لم يحسم قراره
بعد في الترشح من عدمه، برغم عديد التصريحات التي نسبت إليه في غير مرة بعدم نية الترشح
لرئاسة المكتب للمرة الخامسة في تاريخه، مضيفة أن أبرز الأسماء التي يمكن أن تنافسه
على الموقع، فضلاً عن أبو مرزوق وهنية، أحد الشخصيات غير المعروفة للإعلام حيث يعمل
في الظل، رافضة الكشف عن هويته.
وبحسب التعديلات الأخيرة التي طرأت على النظام الداخلي
للحركة، فإن ولاية مشعل على رئاسة المكتب السياسي القادم إذا ما تم اختياره ستكون الأخيرة،
حيث يكمل عشرين عاماً في رئاسة أحد أهم مواقع الحركة، وأكثرها ديناميكية وبناءً للعلاقات
وتحديداً لملامح سياستها وعلاقاتها، فالتعديلات حددت رئاسة المكتب بدورتين متتاليتين
فقط، وعليه اعتبرت سنوات مشعل الستة عشر في رئاسة المكتب دورةً واحدة.
انتخابات المكتب ورئاسته ستتضح في غضون أقل من شهرين،
وهي بطبيعة الحال ستخضع في مآلاتها لتوليفة واختلاف النتائج التي حصلت في الداخل الفلسطيني،
وسط حديث عن تغيير طال أكثر من ثلث أطرها القيادية، ما يعني بقاء الباب مفتوحاً لكل
الاحتمالات، بحسب تلك المصادر.
وفي قراءة لأبرز محطات انتخابات المكتب السياسي
للحركة، فقد كان موسى أبو مرزوق أول رئيس للمكتب العام 1992، ثم انحصر الموقع بمشعل
حتى الآن، وقد نافسه أبو مرزوق على الموقع بعد ذلك في ثلاث دورات، إلا أنه بقي في موقعه
نائباً لمشعل حتى الآن، ما يفسر التقارب والتطابق الفكري بينهما ومدى الرضا والثقة
الجماهيرية التي يحظيان بها في الأوساط الحمساوية، وطبيعة العمل الأخلاقي الجامع بينهما.
ولدى التجول في أهم محطات القياديين، فإن مشعل المولود
في رام الله العام 1956 والحاصل على شهادة البكالوريوس في الفيزياء، هاجر عام 1967
إلى الكويت، وبقي هناك حتى اندلاع أزمة الخليج، وكان عضواً في أول مكتب سياسي للحركة،
في العام 1997، ويقيم الآن في الدوحة، أما أبو مرزوق المولود في رفح العام 1951، فيحمل
درجة الدكتوراة في الهندسة الصناعية، ويعود له الفضل في تنظيم حركة حماس بعد اعتقال
سلطات الاحتلال الإسرائيلية لمعظم أبنائها عام 1989، وقد اعتقلته السلطات الأمريكية
في مطار نيويورك دون تهم، وظل محتجزاً حتى تقدم الاحتلال بطلب لتسلمه من الولايات المتحدة
لاتهامه بإصدار أوامر وتحويل أموال لمقاتلي الجهاز العسكري لحركة حماس، وأصدرت محكمة
فدرالية أمريكية حكماً بتسليمه لسلطات الاحتلال، وقد قرر أبو مرزوق في كانون الثاني
1997 عدم استئناف الحكم ضد تسليمه، بعد أن أمضى 22 شهراً في زنزانة انفرادية في سجن
نيويورك الفيدرالي، قررت بعدها سلطات الاحتلال عدم تسلمه خشية قيام الحركة بشن سلسلة
من العمليات واختطاف جنود لتحريره، ليتم نقله إلى الأردن في أيار1997، بعد أن رحبت
المملكة باستقباله، وهو يقيم الآن في مصر.
المستقبل العربي