تحذيرات من مساعٍ
صهيونية لـ"تفجير" الأقصى

الإثنين ، 09 شباط، 2015
عبرت أطراف فلسطينية
عدة عن خشيتها من قيام الاحتلال الصهيوني باستغلال بعض الأحداث أو ما أسموها
"اللحظة التاريخية" بهدف "تفجير" الأقصى، مرجعين ذلك إلى بعض "المؤشرات
الميدانية والأمنية"
وفي تصريح خاص
بـ"المركز الفلسطيني للإعلام"، شدد د. جمال عمرو، الخبير في شئون القدس والاستيطان،
على أن مؤشرات ميدانية وأمنية في المسجد الأقصى تؤكد أن الاحتلال على وشك القيام بعمل
عدواني كبير من بينه احتمال تفجير المسجد وإقامة الهيكل المزعوم.
وقال عمرو:
"إن تحولات دراماتيكية في ذهنية قيادة الاحتلال الأمنية والسياسية تنسجم مع تحولات
ميدانية في قضية الأقصى في الشهور الأخيرة ترجح القيام بعدوان خطير جرى التحذير منه
مراراً".
وأضاف: "بالأمس
حذر الشيخ رائد صلاح من تفجير الأقصى بناءً على معلومات مهمة وصلته وأنا أستخلص نفس
النتيجة لأن القيادات السياسية والتشريعية في "إسرائيل" تمارس دوراً فاق
عدوان 25 منظمة متطرفة بشكل غير متوقع يتسابقون فيها لتقديم وعود بإقامة الهيكل".
ومن أبرز قادة
الاحتلال الذين يدعون لإقامة الهيكل شخصيات رفيعة في سلط الحكومة و"الكنيست"
على رأسهم وزير الاستيطان "أوري آرئيل" ونائب رئيس الكنيست "موشيه فيجلن"
وعدد من مسئولي الحكومة الحالية.
وأوضح أن
"قادة الاحتلال الذين وعدوا الناخب "الإسرائيلي" بإقامة الهيكل مارسوا
طوال الشهور الماضية عمليات اقتحام وهجمات، محذراً من انتقالهم بعد الانتخابات لما
هو أخطر تفجير الأقصى مستغلين لحظة تاريخية تعاني فيها الدول العربية من أزمات متلاحقة".
وكان كثير من المراقبين
للمشهد الصهيوني أكدوا أن ملف الأقصى مادةً مهمة للانتخابات المرتقبة التي يتنافس فيها
حشد من المتطرفين،، مرجحين تطوراً في الاعتداء على الأقصى بعد تكثيف عمليات الاقتحام
والاعتقال ومهاجمة المرابطين طوال الشهور الماضية.
وأشار عمرو إلى
أننا "سنكون أمام أمر خطير بعد 17 مارس، لقد اعترف أعضاء 25 منظمة متطرفة أنهم
تعرضوا للضغط من الشرطة والمخابرات لتكثيف اقتحام الأقصى والاعتداء على المرابطين،
وطلبوا منهم استفزازهم وسحب الحجاب عن رؤوس النساء، حتى يحدث رد فلسطيني ثم يقوموا
مستقبلاً بارتكاب مجزرة على غرار مجزرة الحرم الإبراهيمي قديماً".
ولفت الخبير عمرو
إلى ظاهرة إطلاق الاحتلال طائرات بدون طيار فوق المسجد الأقصى، حيث بدأت الظاهرة في
إبريل 2014 على يد مستوطنين متطرفين وحاول الاحتلال تمثيل دور أنه يلاحقهم مشيراً أن
هذه الطائرات قد تستخدم في شن عدوان بالقنابل.
أيام ساخنة
بدوره قال رئيس
الحركة الإسلامية في فلسطين المحتلة عام 1948، الشيخ رائد صلاح، أن الأيام القادمة،
التي تعقب انتخابات الكنيست الصهيوني ستكون "أياما ساخنة"، وذلك "للمشاريع
الخطيرة التي أعلنت عنها الأحزاب "الإسرائيلية" كافة".
وأوضح في حديث
لموقع "عربي21"، أن أطرافاً عربية نقلت له تحذيراً خطيراً، حول "مخطط
للاحتلال "الإسرائيلي" بتفجير قنبلة في المسجد الأقصى المبارك خلال الأيام
القادمة"، مؤكداً أن "قرائن الحال على أرض الواقع تشير إلى ذلك، وتشهد أن
هناك كثيرا من مخططات الاحتلال "الإسرائيلي" التي بات يتعجل تنفيذها، ويبدو
أنها مؤجلة إلى ما بعد انتخابات الكنيست".
وقال صلاح:
"نحن لا ندري ماهية هذا التحذير بالضبط، الذي نقل لنا، ولكن نحن سنبقى في دورنا
الدائم كما هو معروف"، مشدداً على "مواصلة الأهل الالتحام مع مشروع مسيرة
البيارق اليومي للأقصى، والاعتكاف فيه ليلاً، والرباط نهاراً من خلال مساطب العلم،
والاستعداد الدائم للنفير إليه في أيام النفير".
وبين أن حزب
"ميرتس" الذي عرف طوال الوقت في الإعلام العربي قبل العبري أنه حزب يساري،
كان له تصريح قبل أيام "أظهر تأييده لأداء المجتمع "الإسرائيلي" طقوساً
تلمودية في المسجد الأقصى"، مشيراً إلى وجود تصريحات "إسرائيلية"،
"باتت تهدد بضرورة فرض التقسيم الزماني للأقصى بعد انتخابات الكنيست القريبة".
وتابع بالقول:
"منهم من بات يطالب بشكل صريح ضرورة اختصار الزمن وبناء الهيكل الخرافي على أنقاض
قبة الصخرة المشرفة التي تقع في قلب المسجد الأقصى"، طالباً من الله العون من
أجل "المحافظة على نصرة المسجد الأقصى والدفاع عنه ورد هذه المكائد كلها".
وفي ظل انشغال
الأمة بمشاكلها الكثيرة، وازدياد الهجمة الاحتلالية على الأقصى ومدينة القدس المحتلة،
يرى الشيخ صلاح، أن "هذا الواقع المر لا يمكن أن يشغلنا، نحن بشكل خاص (أهل القدس
والداخل الفلسطيني)، عن مواصلة دورنا في الدفاع عن القدس والأقصى مهما زادت حدة هذه
الفتن على صعيد العالم العربي والإسلامي".
وكان الإعلام الصهيوني
قد تحدث خلال الشهور الماضية عن ضبط المخابرات الصهيونية لشاب يحمل الجنسية الأمريكية
كان يخطط لتفجير قبة الصخرة، كما حاولت جماعات استيطانية إطلاق طائرات خفيفة في أجواء
المسجد الأقصى، وهو ما يراه مراقبون محاولات صهيونية لتهيئة الأجواء النفسية والإعلامية
في خطوات مشابهة قد يتم تنفيذها.
وخلال العام الماضي
ومطلع العام الحالي، كثفت قوات الاحتلال من إجراءاتها بحق المسجد الأقصى ومدينة القدس
المحتلة، إضافة إلى إجراءات الإبعاد والاعتقالات لعدد من المرابطين والمرابطات في المسجد
الأقصى، وذلك في محاولة منها لتشديد الخناق على المسجد الأقصى وفرض المزيد من القيود.
المصدر:
المركز الفلسطيني للإعلام