تحليل: الاحتلال يحاول احتواء انتفاضة القدس بطرق
"خبيثة"
السبت، 19 آذار، 2016
تحاول سلطات الاحتلال الإسرائيلي، جاهدة وبطرق خبيثة،
احتواء انتفاضة القدس والالتفاف عليها، عبر إطلاق مجموعة من التسهيلات الحياتية والاقتصادية
لمواطني الضفة الغربية ، والتي يأمل الاحتلال من خلالها نزع فتيل الغضب المشتعل في
نفوس الفلسطينيين، بحسب محللين سياسيين.
وقال المحللان لصحيفة "فلسطين": "إن
حكومة بنيامين نتنياهو وباتفاق إسرائيلي داخلي، ترى أن التحسينات والتسهيلات على حياة
الفلسطينيين، من الممكن أن تحقق نتائج مرجوة في محاصرة انتفاضة القدس وتطويقها، بخلاف
ما عجزت عنه اليد العسكرية طيلة 5 أشهر من عمر الانتفاضة".
وأعلنت وسائل إعلام عبرية عن وجود توصيات وتوجهات مؤكدة
لسماح سلطات الاحتلال للآلاف من الأيدي العاملة الفلسطينية في الضفة والقدس، بالعمل
في الأراضي المحتلة عام 1948، إضافة إلى تخفيض حالة الضغط التي تمارسها قوات جيش الاحتلال
على الفلسطينيين في أماكن تواجدهم.
معطيات واقعية
المحلل السياسي راسم عبيدات، رأى أن سياسات الاحتلال
وممارساتها لم تنجح ووفقًا لمعطيات واقعية في قمع انتفاضة القدس والالتفاف عليها، وأن
هذا الفشل جعل الاحتلال يفكر بطريقة أخرى لاحتواء الانتفاضة.
وأشار عبيدات إلى ممارسة الاحتلال سياسة التصفية الجسدية
أمام وسائل الاعلام، ولم يتورع عن فرض العقوبات الجماعية لأهالي منفذي العمليات، وسحب
الهويات، والابعاد، خلال الأشهر الخمس الماضية، غير أنه ورغم ذلك "فشل فشلا ذريعا"،
ولم ينجح في كسر إرادة الانتفاضة.
وقال: إن "حكومة نتنياهو رأت أن خيار القوة غير
مجدٍ في تطويق الانتفاضة، ومنع استمرارها، وأن سلوك خيارات أخرى كالتسهيلات الاقتصادية،
ومنح التصاريح للعمال، ووقف الضغط على الناس من شأنه أن يحقق ما لم تحققه آلة البطش".
وتوقع أن تفشل محاولات الاحتلال وسياسته هذه، في تحقيق
أهدافها، خاصة وأن الشارع الفلسطيني يرى أن الانتفاضة أعادت الاعتبار للقضية الفلسطينية،
بعد مسيرة تهميش طويلة، كما أنها وحدت الشارع، وأكدت على أحقية الشعب الفلسطيني في
القدس والمسجد الأقصى.
وبين عبيدات أن توجهات الاحتلال تأتي في ظل استمرار
حالة الهوس والهستيريا اليومية التي تعيشها من فدائيي انتفاضة القدس، والتي نسفت المنظومة
الأمنية وإمكانية السيطرة عليها، منوها إلى أن دعم الانتفاضة بالعمل السياسي وتبنيها
من شأنه أن يربك الاحتلال أكثر مما هو عليه.
وذكر أن بعض التسهيلات التي يعلن عنها الاحتلال في
محطات كثيرة، تهدف إلى مخاطبة الرأي العام العالمي ولاسيما الرسمي، بأنه يمنح تسهيلات
في مقابل عمليات ينفذها الفلسطينيون ضد جنوده ومستوطنيه.
إنعاش الحالة
بدوره؛ رأى المحلل السياسي محمد منصور، أن سياسات حكومة
نتنياهو تنم عن إمكانية إيجاد قرارات تتلخص في إعطاء التسهيلات والتحسينات الاقتصادية
للفئات الفلسطينية المختلفة، وبما يعرف بالسلام الاقتصادي.
وأوضح منصور أن الاحتلال ومنذ بداية اندلاع انتفاضة
القدس، عمل بمسارين، إحداهما إلحاق أكثر قوة بطش ممكنة بحق منفذي العمليات الفدائية،
ومن ثم ذويهم، وإبقاء حياة المواطنين الأخرى طبيعية بما كانت عليه.
وبين أن الاحتلال يعمل حاليا وفقا لتوجهات إنعاش الحالة
الاقتصادية في الضفة والقدس، وفي اتجاه أن ذلك من شأنه أن يزيح وجه الفلسطينيين عن
حالة المشاركة في انتفاضة القدس، أو حتى الرضا عنها.
ولفت منصور إلى مساعي سلطات الاحتلال جاهدة عبر تسهيلاتها
"المفترضة"، بأن يشعر المواطن العادي بأن الانتفاضة خطر على حياته وتحركاته
وعمله، في وقت يسعى فيه الاحتلال لإيجاد ضربات استباقية حول إمكانية دخول قطاعات أكثر
في الانتفاضة.
وبين أن هذا التوجه لن ينجح مع فئة الشباب التي هي
عماد انتفاضة القدس الأساسي، منبها إلى أن عمليات الشباب الفدائية سارت بمسار الفردية،
ما أعطاها فرصة عدم إمكانية السيطرة أمنيا عليها.