القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الأربعاء 25 كانون الأول 2024

توتر العلاقات بين حماس والأونروا

توتر العلاقات بين حماس والأونروا

الثلاثاء، 27 أيلول، 2011

لم يعد خافياً أن هناك توتراً في العلاقات بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في غزة، خصوصا بعد قيام نواب من حماس بتنظيم احتجاج أمام مقر الوكالة على خلفية اتخاذ أونروا سلسلة من الإجراءات تخالف دورها المنوط بها، وفق ما يقوله النواب المحتجون.

وتأتي مجاهرة حركة حماس بانتقادها أونروا في أعقاب إيقاف هذه الوكالة الدولية أحد نقابيها عن العمل على خلفية مشاركته في فعالية نقابية شارك فيها رئيس وزراء الحكومة المقالة إسماعيل هنية.

لكن واقع الحال يشير إلى أن مسألة توقيف النقابي لم تكن سوى القشة التي قصمت ظهر البعير، ودفعت بحركة حماس إلى الخروج علانية في انتقادها الوكالة الدولية بعد اتخاذها سلسلة إجراءات مجافية لحقوق اللاجئين الفلسطينيين في السنوات الأخيرة، وفق منتقديها.

ويقول النائب في كتلة التغيير والإصلاح الموالية لحركة حماس في المجلس التشريعي سالم سلامة، إن أونروا لم تكتف بتقليص خدماتها وتضييق الخناق على اللاجئين الفلسطينيين، بل امتدت يدها لتفصل رئيس اتحاد الموظفين العرب فيها.

اتهام وخطوط

وذكر النائب سلامة -الذي شارك في الاحتجاج أمام مقر الوكالة في غزة- في حديثه للجزيرة نت، أن أونروا تخطت الخطوط الحمر عبر تنصلها من مسؤولياتها رويداً رويدا، ومعاقبة رئيس اتحاد الموظفين العرب -وهو يعمل مديراً لمدرسة- على مشاركته قبل عشر سنوات في حفل تكريم لأوائل الطلبة بحضور رمز الأمة الشيخ أحمد ياسين، واعتبار ذلك بأنه تلطيخ لسمعة الوكالة.

واتهم النائب بحماس وكالة أونروا بالغوص في وحل السياسية والخروج عن نطاق تخصصها ووضع نفسها في خانة العدو، لأنها أخطأت في حق رمز من رموز المقاومة ورموز الجهاد ورموز الأمة، وفق تعبيره.

وتابع النائب قائلا "حتى هذه اللحظة لم يكن لحماس ولا لنوابها ولا لحكومتها أي ضغط على الوكالة، والوقفة الاحتجاجية هي تأييد للأستاذ سهيل الهندي الذي أوقفته الوكالة عن العمل، واستنكاراً لخروج الوكالة عن نطاقها، وضع نفسها في موقف سياسي مخالف لخط الحكومة التي تعمل تحت رايتها".

من جانبها ردت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" على اتهامات نواب حماس عبر تصريح مقتضب عممته على وسائل الإعلام، وأكدت أن تعليق عمل سهيل الهندي لمدة ثلاثة شهور بدون راتب جاء بسبب ممارسته نشاطات خارج أونروا دون الحصول على الإذن المطلوب حسب القوانين المتبعة في داخلها.

ونفت الوكالة بشدة ما ورد من تصريحات بأنها تهجمت على رمز من رموز الشعب الفلسطيني.

وكررت الجزيرة نت الاتصال بالمتحدث باسم أونروا في الأراضي الفلسطينية سامي مشعش، إلا أنه رفض الرد عليها أو على استفساراتها التي أُبلغ بها عبر مساعديه.

أسباب التوتر

من جانبه قال عصام عدوان الأكاديمي المختص في شؤون القضية الفلسطينية وأمين سر منظمة أونروا ووتش، إن سبب توتر العلاقة بين حماس وأونروا مردها إلى منع الوكالة لنقابيها من الالتقاء بشخصيات سياسية، وقمع حرياتهم، فضلاً عن اتخاذ الوكالة سلسلة من الإجراءات تتعلق بتعليم المحرقة اليهودية للطلبة الفلسطينيين، وتغيير شعارها بحيث يحصر نطاق خدماتها على اللاجئين المقيمين في فلسطين فقط، وحملة التقليصات الكبيرة في خدماتها.

وأوضح المسؤول في منظمة أونروا ووتش التي تعنى بالرقابة الشعبية على أداء أونروا، أن جملة من التصرفات التي اتخذتها وكالة أونروا خلال السنوات الأخيرة جعلها في نظر حماس تشذ عن دورها المهني وتزج بنفسها في قضايا سياسية هي في لب الصراع، كرفضها تشغيل أشخاص سياسيين أو منتمين لتيارات المقاومة وهو ما لم تكن تفعله قبل عدة سنوات.

وذكر عدوان أن أونروا تتعرض لضغوط من المانحين وعلى رأسهم الولايات المتحدة من أجل عدم المساس بالمصالح والاعتبارات الإسرائيلية لدى تعاملها مع قضايا اللاجئين الفلسطينيين.

وتوقع المختص في شؤون اللاجئين أن تشهد العلاقة بين الحكومة التي تديرها حماس والوكالة مزيداً من التأزم في المرحلة المقبلة، لأن أونروا لا تعترف بحكومة غزة وترفض الالتقاء برئيس وزرائها أو أي من وزرائه.

المصدر: أحمد فياض- الجزيرة نت