تيسير خالد: قرار مركزية فتح
الاستمرار بالمفاوضات من شأنه أن يدخل الفلسطينيين بأزمة سياسية
رام الله – وليد عوض: حذر تيسير خالد عضو اللجنة
التنفيذية من خطورة عدم احترام قرارات اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير
الفلسطينية. واشار خالد في حديثه مع "القدس العربي" امس الاثنين إلى ان
قرار اللجنة المركزية لحركة فتح في اجتماعها الذي عقد الاحد برئاسة عباس
بالاستمرار بالمفاوضات من شأنه ان يدخل الفلسطينيين في ازمة سياسية جراء عدم
احترام موقف اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية المعارض لاستمرار تلك
المحادثات في ظل تصاعد البناء الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967.
وكانت مركزية فتح قررت في نهاية اجتماعها الاحد
الاستمرار في المفاوضات لحين انتهاء فترة الـ 9 اشهر اي لنهاية نيسان القادم.
وقال خالد لـ’القدس العربي’ ‘هذا يدخلنا في مأزق
سياسي حقيقي، وهو الا تحترم قرارات اللجنة التنفيذية، وهذا مأزق سياسي خطير، ولهذا
نكرر دائما التأكيد على ضرورة احترام قرارات اللجنة التنفيذية وعدم تجاوز هذه
القرارات’.
ووفق خالد فان اللجنة التنفيذية ‘لم توافق على
العودة للمفاوضات’ مع إسرائيل في ظل تواصل الاستيطان، متابعا ‘عدم الاستجابة
لمواقف اللجنة التنفيذية، انا اعتقد بانه ينطوي على مخاطرة سياسية كبيرة’، ومضيفا
‘اللجنة التنفيذية عندها موقف-معارض لاستمرار المفاوضات- ولكن ما في التزام وما في
احترام لقراراتها، وهذا تداعياته السياسية كبيرة وخطيرة’، مضيفا ‘ليس هناك التزام
بقرارات اللجنة التنفيذية وهذا انعكاساته وتداعياته خطيرة ويجب ان يتوقف’.
وشدد خالد على ان المفاوضات باتت غطاء لتصاعد
البناء الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية، الامر الذي من شأنه ان يقضي على مبدأ حل
الدولتين على أساس حدود عام 1967 ، مضيفا ‘تواصل الاستيطان سيقضي على كل فرص
التقدم نحو تسوية سياسية شاملة ومتوازية على أساس مبدأ حل الدولتين’.
وحذر خالد من خطورة التأخر الفلسطيني من التوجه
للمنظمات الدولية والانضمام اليها في ظل المراهنة على امكانية ان تحرز المفاوضات
الجارية تقدما ، مشيرا إلى ان التأخر الفلسطيني سيلحق اذى بمصالح الفلسطينيين
وتفوت الفرص عليهم، وقال ‘انا لا ارى فائدة من المفاوضات ومن هذا النهج السياسي
الذي يسير عليه الاخ الرئيس ابو مازن ، واقول بان هذا سيضيع فرص عن الشعب
الفلسطيني ، ويجب اعادة النظر بهذه السياسة واعادة النظر ايضا في العلاقات مع دولة
إسرائيل على اعتبار انها علاقات مع دولة احتلال استيطاني وتمارس التمييز العنصري،
وعلينا الذهاب لكل مؤسسات الأمم المتحدة ووكالاتها واجهزتها والانضمام اليها
والمطالبة بالتعامل مع إسرائيل كدولة احتلال كولونيالي استيطاني وتمييز عنصري،
وهذا الذي يمكن ان يخرج الحالة الفلسطينية من هذا التراجع والتردي الذي تعيشه’.
وتابع خالد ‘اما الاستمرار بالمفاوضات باعتباره
هو الخيار السياسي الوحيد، فاعتقد بان في ذلك خسارة كبيرة ، المفاوضات في هذه
المرحلة تحديدا ووفق صيغة جون كيري هي الخيار الاسوأ المطروح على جدول اعمال
الجانب الفلسطيني’.
وقال خالد ‘العودة من جديدة للمراهنة على الإدارة
الأميركية او العوامل الخارجية اعتقد بانها سياسة غير حكيمة ‘، مستبعدا ان تطرح الإدارة
الأميركية من خلال كيري اية مبادرات تقود لاحداث اختراق في العملية السياسية،
مضيفا ‘يمكن اهم انجازات جون كيري هذا التوسع غير المسبوق في النشاطات
الاستيطانية، ولا اعتقد ان جون كيري يمكن ان يتقدم بمقاربة سياسية لصالح الجانب
الفلسطيني، واذا ما تقدم وقد يتقدم بمقاربة سياسية في الأشهر القادمة وسوف تكون
منحازة لصالح إسرائيل’.
القدس العربي، لندن،
19/11/2013