القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
السبت 11 كانون الثاني 2025

جامعة فلسطينية تتفوق وتحصل على مرتبة أعلى من جامعة "تل أبيب"

جامعة فلسطينية تتفوق وتحصل على مرتبة أعلى من جامعة "تل أبيب"
 

الأربعاء، 18 كانون الثاني، 2012

حصلت الجامعة الإسلامية في قطاع غزة على المرتبة الأولى عربياً والخامسة والستين عالمياً، في سلم التصنيف الدولي لمفهوم التنمية المستدامة، متفوقة بذلك على جامعة تل أبيب، التي صنفت في المرتبة الثالثة والتسعين، وجامعات دولية ذات مكانة أكاديمية مرموقة.

ويشير هذا التصنيف التنموي إلى مدى قدرة الجامعات على تلبية احتياجات أجيالها الحاضرة دون التضحية أو الإضرار بقدرة الأجيال القادمة على تلبية احتياجاتها.

واعتمدت الجامعة الفلسطينية في تحقيقها لمفهوم الاستدامة على خمسة مؤشرات، أولها تخطيط المكان والبنية التحتية ومراعاة التصميم الجيد للحرم الجامعي بحيث يكون موفرا للطاقة وصديقا للبيئة، وثانيها مراعاة العوامل الإنسانية -البيئة وعلاقتها بالمواصلات- التي تكفل تفاعلا أفضل للطلبة، وتشجيع حركة المشاة والحد من حركة السيارات والانبعاثات الملوثة والضوضاء الصادرة عنها.

وثالث تلك المؤشرات هو اهتمام الجامعة بتنسيق المناطق الخضراء، وتفعيل حدائق الأسطح في المباني الجامعية وزيادة التنوع الحيوي داخل الحرم الجامعي وفي محيطه. ويتناول المؤشر الرابع المحافظة على مصادر المياه والاستفادة من مياه الأمطار والمصادر المائية المتاحة. أما المؤشر الخامس فيركز على إعادة تدوير المخلفات ومعالجة المياه العادمة للحد من الأثر السلبي على البيئة المحيطة.

أسباب التقدم

ويرجع الفضل في حصول الجامعة الإسلامية على مكانة مهمة في سلم الاستدامة إلى حركة التطوير التي شهدته كليتا الهندسة والعلوم في السنوات الأخيرة، حيث أفردت الأولى العديد من المساقات المتعلقة بتطبيق مفاهيم الاستدامة في التخطيط العمراني، وافتتحت الثانية أكثر من قسم أكاديمي متخصص في علوم البيئة والأرض والدراسات البيئية والريفية.

ويعزو عميد التخطيط والتطوير في الجامعة الإسلامية فريد القيق اختيار الجامعة لتكون ضمن تصنيف الاستدامة العالمي، إلى افتتاحها لبرامج أكاديمية وإفراد مساقات دراسية تُعنى بتطبيق مفاهيم الاستدامة على المستوى المحلي والإقليمي، وإمداد الطلبة في الجامعة بما يعينهم على نشر هذه المفاهيم وممارستها واقعا عمليا.

وبيَّن أن هذا الإنجاز جاء بالتزامن مع الذكرى الثالثة للحرب على غزة التي تسببت بتدمير بعض مباني الجامعة، وهو ما حدا بالجامعة إلى إعادة تدوير الركام والنفايات والمخلفات الصلبة واستغلالها في إعادة بناء المباني المدمرة.

وأوضح عميد التخطيط والتطوير أن تطبيق مفاهيم الاستدامة في البيئة العمرانية والطبيعية التي انتهجتها الجامعة في مجالي التصميم المعماري والتخطيط العمراني كانت من ضمن أسباب وصولها إلى هذه المكانة، مشيراً إلى أن التخطيط العمراني للجامعة راعى بدرجة كبيرة العوامل الطبيعية والمناخ والبيئة، واستثمار الموارد المحلية المتاحة على الشكل الأفضل بحيث يكفل للأجيال القادمة حق الانتفاع بتلك المصادر الطبيعة.

وقال -في حديثه للجزيرة نت- "نحن في قطاع غزة أدركنا أننا بحاجة ماسة لتطبيق هذا المفهوم أكثر من أي مواقع جغرافية أخرى على مستوى العالم، باعتبار أن مساحة القطاع محدودة وبها كثافات عمرانية وسكانية هائلة".

جهد وخبرة

وذكر القيق، أن التصنيف الذي حصلت عليه الجامعة كان نتاج جهد وتراكم خبرة استمرت سبع سنوات ركزت من خلالها على تطبيق مفهوم الاستدامة عبر برامج أكاديمية ولجان متخصصة على صعيد تخطيط وتنفيذ المفهوم.

من جانبه اعتبر رئيس الجامعة الإسلامية كمالين شعت أن حصول الجامعة على هذا التصنيف العالمي المتقدم والمكانة العريقة مقياس للدور الريادي الذي تؤديه الجامعة في نشر هذه المفاهيم والحفاظ على البيئة والموارد الطبيعة وتحقيق التنمية المستدامة داخل المجتمع الفلسطيني رغم كل الصعوبات التي واجهتها على مدار السنوات الماضية.

وقال -في حديث للجزيرة نت- إن هذا التفوق رصيد معنوي كبير لكافة العاملين في الجامعة من حيث الاهتمام بمجهوداتهم وأعمالهم على مستوى العالم، مشيراً إلى أن المكانة التي حظيت بها الجامعة ستمنح كافة أبنائها والعاملين فيها دفعة قوية تجاه الاستمرار في تبني هذا النهج ومحاولة زيادته بشكل أفضل في السنوات القادمة.