القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

جامعة في المخيم تختم فعاليات مؤتمر مبادرات العودة

جامعة في المخيم تختم فعاليات مؤتمر مبادرات العودة

بيت لحم/PNN

اختتمت جامعة في المخيم في مخيم الدهيشة مؤتمر مبادرات العودة ، بمشاركة مجموعات شبابية من مختلف مناطق فلسطين ، وذلك في اطار برنامج جامعة في المخيم ، تناول خلالها المشاركين بالبحث والنقاش وتبادل الخبرات مبادرات نشأت رافضة لتهجير الفلسطينيين من الخليل والنقب والجليل ، و مبادرات نشأت للبحث في التاريخ الثقافي للاجئين ، و كيفية تمثيلهم لأنفسهم ، اضافة الى البحث في قضية حق العودة مثل مبادرة جامعة في المخيم.

الصورة النمطية للاجئ الفلسطيني على حساب القضية السياسية

وتضمن اول ايام المؤتمر أبحاث في ما يخص الصورة النمطية للاجئ الفلسطيني ، والتي نتجت عن الصور التي كانت تنشرها الانروا اثناء توزيع الطعام أو الملابس او ما شابه ، و هي صور اعتمدت على اعطاء اللاجئ صفة التشرد والفقر والجوع و ما شابه ، كما و تم عرض بعض الصور من أرشيف الصليب الأحمر وغيرها ، حيث ان هذه المنظمات الدولية جميعها اعتمد على تصوير اللاجئ المحتاج الضعيف دون النظر الى قضيته السياسية ، وقد اثرت هذه الصورة على تمثيل اللاجئ لنفسه ، على مدى أكثر من 60 عاما اعتاد اللاجئ فيها على نفس الخطاب الذي يدعو للشفقة .

أما في اليوم الثاني في المؤتمر والذي عقد في مخيم الدهيشة ، دار النقاش حول تغيير الصورة النمطية للاجئ ، اضافة الى النظر لقضية حق العودة ، وفكرة النكبة من منطلق اوسع من خلال مبادرات على ارض الواقع ، فقد جاءت مبادرة شباب ضد الاستيطان لمحاربة الاستيطان ، و توغل المستوطنين في البلدة القديمة في الخليل ، و من خلال الطرح الذي تقدم والذي يعتمد على مبادرة شبابية صرفة ، تم التأكيد على توسيع الصورة و توسيع الخطاب و النظر للقضية الفلسطينية بعدسة اوسع ، فالنكبة لم تحدث في 1948 مرة واحدة فقط ، بل هي نكبات مستمرة ، حتى يومنا هذا يجب مجابهتا بيد واحدة.

التصدي لمخطط برافر

و جاء تقديم الحراك الشبابي في النقب ، وكيفية التصدي لمخطط بارفر الذي صادر 40الف دونم ، فالدولة الاسرائيلية لا تعترف بأي حق قانوني للعرب البدو بالنسبة للملكية ، مع ان السجلات العثمانية ، ووثائق الانتداب البريطاني ، والصور الجوية في سنة 1945 تشير لملكية البدو اهل النقب للأراضي ، فقد افتلح البدو ما يقارب ألاف دونم قبل النكبة ، ولكن السلطات الاسرائيلية تدعي غير ذلك ، كما وان تداعيات الأحداث ضد اهالي القرى البدوية في الاونة الأخيرة دعا شباب النقب الى تفعيل الحراك الشبابي ، وتشكيل اليات عمل فلسطينية مشتركة ، وخلق حالة شعبية.

ومن خلال النقاش في المؤتمر ، دعا الحضور الى يوم غضب في 30/11 في كل من رام الله و بيت لحم و غزة و القب و حيفا. والحديث في هذه القضية كان مفاجئا للحضور ، لأن العديد لم يتوقع ان يكون وضع فلسطينيي الداخل بهذه الصعوبة ، فالخطاب الاسرائيلي وحتى ما اعتدنا نحن كفلسطينيين على تداوله هو ان ما يسمى عرب ال48 يعيشون بسعادة وارتياح ، ولكن الواقع تماما غير ذلك ، اضافة الى ما تروج له اسرائيل بأن النقب كان خرابة و ارض غير صالحة للزراعة وإسرائيل هي التي استصلحت كل الاراضي .

وللأسف نحن نستقبل الدعاية الاسرائيلية بتصديق متناهي كما ونقوم بنشرها دون اعادة النظر والتأكد من الحقائق .

من سجان في سجون الاحتلال الى محام للدفاع الاسرى

أما المحامي يامن زيدان فقد تحدث عن قصته ، و قصة عائلته الدرزية التي امنت ولوقت طويل بالتجنيد في صفوف الجيش الاسرائيلي ، فقد نشأ يامن في اسرة وجو يعد الانتماء لإسرائيل فخر ، فاباه يعمل في الشرطة الاسرائيلية ، اضافة الى ان اخويه الاثنين قد ماتا وهما في الخدمة العسكرية الاسرائيلية ، واحد في بيت لحم و الاخر في لبنان.

و كان حلم يامن ان يصبح جنديا ، ولكن وفاة فردين من العائلة حال دون تحقيق حلمه ، فقرر ان يعمل في مصلحة السجون . وتجربته في العمل في السجون مع الفلسطينيين والاحتكاك بهم يوميا ادى شيئا فشيئا الى تغيير صورته عن الفلسطينيين ، والتي رسمها له النظام الاسرائيلي والمناهج المزورة في المدارس ، فهذه المناهج تحرض على العرب ، وتدعي بأن الدروز هم فئة مختلفة عن العرب و هي أقلية تحاول اسرائيل تمكينها ، و لم تكن رحلة يامن كسجان للمعتقلين الفلسطينيين سوى تجربة عصفت بحياته و حولته من مشارك في منظومة قمعية ، إلى آخر يتصدى بقوة لهذا القمع .

ولاحظ يامن في السجن ، بأن الكتب التي يدخلها الاسرائيلون للسجناء الفلسطينيين عن الدروز هي كتب محرضة ، بمعنى تدعو الى كراهية الدروز ، مما دعاه الى تهريب كتب مختلفة ليقرأها السجناء ، و من هنا اصبح يقرأ مكثفا ، و اكتشف بأن الدروز كانوا جزءا من الحركة الوطنية في الأربعينيات والخمسينيات والستينيات من القرن الماضي في الدفاع عن فلسطين .

و أكتشف بأن عليه ان يغير من كل قناعاته ، واثناء نقاشات عميقة في قسم 3 في "هداريم" مع مروان البرغوثي ، وسمير القنطار ، وعلي الصفوري ، وغيرهم من الذين كان يعتقد بأنهم مجرمون و ارهابيون انبهر بحياتهم و نضالاتهم ، و في تلك الاثناء اقترحوا عليه العمل في وزارة الأسرى الفلسطينية ليصبح فعلا جزءا من المحاربين لتحرير الأسرى ، فكانت قصته من سجان الى محام عن الأسرى قصة نضال حقيقية ، اعجب الحضور في المؤتمر بها بشكل كبير،

حيث تناقشوا معه عن امكانية التغيير في المجتمع الدرزي لمنع التجنيد ، حيث يقود زيدان حملة شعبية واسعة للوقوف بوجه أبناء طائفته للخدمة في الجيش الاسرائيلي .

مبادرات شبابية لتفعيل مكانة الاماكن العامة

جامعة في المخيم قدمت عرضا يعتمد على مبادرات شبابية لتفعيل الأماكن العامة ، بمعنى تفعيل الأماكن التي يلتقي فيها الناس لتبادل الأفكار وتحقيق التعلم الجماعي ، اضافة الى اعادة تكون العام ، مؤكدين على ان قضية اللاجئين هي قضية عامة ، و يجب ان تكون القضية الفلسطينية بكل حيثياتها عامة ايضا ، كالقضايا التي طرحت في المؤتمر ، فاقتصارها على سكانها فقط بمعنى ان تقتصر على البلدة القديمة في الخليل فقط ، او على مخيم الدهيشة فقط ، هذا قتل للقضية الفلسطينية ، وعندما تصبح قضية عامة لكل الفلسطينيين ، فإننا هنا وبهذه الطريقة نستطيع توحيد جهودنا لنكون يدا واحد ضد الاحتلال ، فمبادرة تفعيل البركة الرومانية كمكان عام و تفعيل تواجد المرأة في الأماكن العامة في الفوار والعروب كلها مبادرات تصب في نفس الهدف ، كما تم طرح مبادرة تفعيل الثقافة الناشئة عن اللجوء ، كما في مبادرة الأزقة التي تفعل الأدب والفنون ، التي ظهرت بين زقاق المخيم ، لتكون هذه الفنون جزءا لا يتجزأ في النضال ضد الاحتلال .

و اختتم المؤتمر بعرض فني لولاء سبيت وهو ناشط فني جماهيري من قرية اقرت ، وهي القرية المهجرة في النكبة في شمال فلسطين ، عاد اليها شباب ليسكنوا فيها سنة 2012 عن طريق سكن 15 شاب فيها بشكل دائم والسعي حقوقيا بطريقة مدروسة ، و الاّن فان الحياة عادت الى اقرث باردة شبابها ، حيث قام ولاء بعرض قصة العودة هذه و طلب الاقتداء بتجربتهم من خلال الغناء والرقص بشكل تفاعلي مع الجمهور .

ويجدر بالذكر هنا بأن برنامج مبادرات العودة يتم كمبادرة من تجمع المؤسسات الثقافية الوطنية للاتحاد الاوروبي ، و بالتعاون مع جامعة في المخيم ، و متحف جامعة بيرزيت ، وبتنظيم من شروق حرب .