جدل التمثيل الفلسطيني: رام الله تشعر بمنافسة حماس والحركة تدعو لنبذ عباس
الخميس، 20 أيلول، 2012
احتدم جدل التمثيل الفلسطيني أمس بين حركة حماس والسلطة الفلسطينية التي ترى نفسها ممثلا للفلسطينيين، في حين ردت الحركة بعنف على تشديد الرئيس محمود عباس على وحدانية التمثيل، وطالبت بنبذه فصائلياً وجماهيريا مشككة بشرعية تمثيله للشعب الفلسطيني.
وبالتزامن قال مسؤول فلسطيني أمس، إن القيادة الفلسطينية احتجت لدى السلطات المصرية على استقبالها رئيس وزراء الحكومة الفلسطينية المقالة التابعة لحركة حماس اسماعيل هنية كرئيس وزراء حالي.
وكان عباس استقبل في مقر الرئاسة في رام الله بالضفة الغربية الثلاثاء السفير المصري ياسر عثمان، واكد له بحسب بيان لمكتبه "على ضرورة التمسك بوحدانية التمثيل الفلسطيني، والتنبه والحذر من كل المحاولات الرامية إلى العبث بهذه القضية المصيرية لأنها تشكل تأييدا ودعما لمخططات الانقسام والحلول المشبوهة للقضية الفلسطينية.
ونقل البيان عن السفير المصري تأكيده ان "مصر متمسكة بوحدانية التمثيل الفلسطيني، وبالمشروع الوطني الفلسطيني، وإقامة الدولة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967".
وطالب نائب رئيس كتلة حماس البرلمانية إسماعيل الأشقر الفصائل الفلسطينية و قوى الشعب الفلسطيني بنبذ عباس ومحاكمته على ما اعتبره الاشقر تهم ملاحقة المقاومة وسلاحها في الضفة الغربية وإصراره على حصار غزة.
وقال الأشقر في تصريح تلقت "الغد" نسخة منه "نفاجأ يومياً بمواقف لعباس فتارة يتنصل من المصالحة وينكث العهود والمواثيق والاتفاقيات الوطنية ويتنكر لما تم التوافق عليه في مصر، وتارة يقبل من النظام المصري البائد أن يقول أنه يقف على مسافة واحدة بين حماس وفتح ولا يقبل ذلك من القيادة المصرية الجديدة ويشن بحسبه هجوماً غير أخلاقي عليها".
وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صالح رأفت للإذاعة الفلسطينية الرسمية ان "القيادة الفلسطينية والرئيس عباس يجريان اتصالات مع القيادة المصرية بشأن لقاء رئيس الوزراء المصري هشام قنديل مع القيادي في حركة حماس اسماعيل هنية".
واضاف "نريد توضيحا مصريا حول اللقاء لا سيما وان هنية لا يتمتع بأي صفة رسمية حيث كان رئيس وزراء وأقيل".
وكشف المسؤول الفلسطيني ان عباس بعث الثلاثاء "برسالة الى الرئيس المصري محمد مرسي بواسطة السفير المصري في فلسطين ياسر عثمان تتضمن احتجاجا ودعوة رسمية فلسطينية لعدم تعامل القيادة المصرية مع هنية كرئيس حكومة".
وتابع ان عباس "سيجتمع قريبا مع الرئيس مرسي لبحث الموضوع لأن القيادة الفلسطينية تتخوف من أن تبعث هكذا لقاءات برسائل خاطئة غير مقصودة من مصر لحركة حماس في غزة بأن مصر تستقبل حماس كسلطة رسمية".
واكد رأفت ان "هكذا رسائل تعزز الانقسام الفلسطيني وتعزز فصل الضفة (الغربية) عن قطاع غزة وتحويل مسؤولية قطاع غزة الى مصر تكريسا للفصل التام بين شقي فلسطين".
حماس اضافت بلسان النائب إسماعيل الأشقر: ".. وتارة أخرى يقول إن إسرائيل وجدت لتبقى في محاولة لاسترضاء العدو الصهيوني وهم عنه غير راضين، وتارة يقول بأنه يمثل الشعب الفلسطيني ويقول بأنه لا يوجد معتقلون سياسيون من حماس والجهاد والمقاومة وهو يومياً، بحسب الاشقر، يقوم بعمل أمني ووظيفي في الضفة الغربية ويعتقل المئات".
وتأتي مهاجمة حماس للرئيس عباس عقب استقبال عباس للسفير المصري لدى السلطة الفلسطينية ياسر عثمان أول من أمس حيث أعرب عباس عن احتجاجه واستيائه من الاستقبال الرسمي في القاهرة لرئيس الحكومة المقالة إسماعيل هنية، وأكد على ضرورة التمسك بوحدانية التمثيل الفلسطيني.
وحذر عباس خلال استقباله عثمان من المحاولات الرامية للعبث بهذه القضية المصيرية لأنها تشكل تأييدًا ودعمًا لمخططات الانقسام والحلول المشبوهة للقضية الفلسطينية.
وأطلع عباس عثمان على التحركات التي تقوم بها القيادة الفلسطينية في الأمم المتحدة لنيل الاعتراف بدولة فلسطين على حدود العام 1967، واللقاءات التي عقدتها القيادة لبحث الخطوات التي ستعقب التصويت في الجمعية العامة لقبول فلسطين كعضو غير كامل العضوية.
من جانبه أكد عثمان تمسك مصر بوحدانية التمثيل الفلسطيني، وبالمشروع الوطني الفلسطيني، وإقامة الدولة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود العام 1967.
واعرب عثمان عن حرص بلاده على التخفيف من وطأة الحصار المفروض على قطاع غزة، وحرصها على أن تظل غزة جزءا من المشروع الوطني والوحدة الجغرافية والسياسية للشعب الفلسطيني والدولة الفلسطينية المستقلة.
ونددت حركة حماس بلسان الناطق باسمها صلاح البردويل بالاعتقالات التي طاولت العشرات من عناصر الحركة في الضفة الغربية معتبرة أن هذه الاعتقالات جاءت ترجمة لما وصفته بالخطاب السياسي التوتيري الذي ألقاه الرئيس عباس اخيرا وعقب ما قالت عنه هاجس التمثيل الفلسطيني الذي يصر عباس على وحدانيته ويلغيه، بحسب حماس، عمن سواه، ما شجع بحسبها الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية على هذه الاعتقالات.
واكدت أن هذه الاعتقالات من شأنها أن تزيد من مساحة الخلاف وتعمقه وتقلل من فرص المصالحة والوحدة، الأمر الذي لا يخدم سوى الاحتلال.
وقال البردويل في تصريح تلقت "الغد" نسخة منه "ندعو عباس وحركة فتح إلى التعقل وعدم بيع الوفاق الوطني بدفعات الأموال الممنوحة له من قبل الاحتلال لسدّ العجز في موازنته التي أرهقها فساد السلطة ورجالها، لأن الإنسان الفلسطيني وحريته وكرامته أغلى من كل الأموال الفاسدة الممنوحة لرشوة السلطة والرجال.
وطالبت حماس مصر بصفتها راعية المصالحة بالتدخل لوقف حملة الاعتقالات الهادفة بحسبها لتخريب الجهود المبذولة للاستقرار والمصالحة، كما طالبت المنظمات الحقوقية بتحمل مسؤوليتها في فضح وتعرية هذه التصرفات.
وفيما اعتبر الناطق باسم الحركة ذاتها سامي أبو زهري أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس لا يملك أي حق للحديث عن تمثيل الشعب الفلسطيني ذهب إيهاب الغصين رئيس مكتب إعلام الحكومة المقالة الى اتهام السلطة بمحاولة الهروب من أزماتها الداخلية عبر اعتقال عناصر الحركة في الضفة مشيرا الى أن أجهزة أمن السلطة اعتقلت ليلة امس الاول ما يزيد على 100 من عناصر الحركة وصحفيين وأسرى محررين.
المصدر: وكالات