جرافات
العسكر تعمّق أزمة الوقود في غزة
محمد
أبو حية – الرسالة نت
يهدد
شحُّ المواد البترولية بشل حياة الفلسطينيين بعد أن قطع الجيش المصري شرايين غزة –الأنفاق-
بمخالب جرافاته العسكرية وعمق أزمة المحروقات في القطاع.
وتؤثر
أزمة الوقود العميقة بشكل ملحوظ على حركة المواصلات في القطاع والمرافق التجارية كافة,
بينما يحاول تجار الأنفاق الفلسطينيين والمصريين إعادة الحياة للأنفاق المجني عليها.
السائق
الفلسطيني أبو مجدي يتكئ على مركبته -من نوع "فيرنا"- أمام محطة لتعبئة الوقود
في مخيم النصيرات وسط القطاع, بعد قضاء 5 ساعات وهو ينتظر الحصول على البنزين.
وقال
أبو مجدي لمراسل "الرسالة نت" إنه شعر بعمق الأزمة بعد هدم عدد كبير من الأنفاق
خلال العملية العسكرية في سيناء فور عزل الرئيس المصري محمد مرسي في الثالث من يوليو
الجاري.
وأضاف
أنه يقف لساعات طويلة أمام محاطات الوقود لتزويد مركبته بالبنزين ليتمكن من العمل وتوفير
الحياة الكريمة لأسرته في شهر الصيام.
وأوضح
أبو مجدي, أنه يزوّد المركبة بالبنزين مرتين بالأسبوع فقط؛ فيما يحتاج قبل الأزمة للتزود
بالوقود يوما تلو الآخر.
وأشار
إلى أنه في بعض الأيام يقضي ساعات طويلة أمام محطات الوقود وأخيرا يسمح له بالتزود
بالبنزين بقيمة 50 شيقلًا فقط!.
تنهّد
أبو مجدي قائلا: "المركبة ليست لي وأنا أعمل عليها كسائق بأجر, وفي كل يوم أتشاجر
مع صاحبها لأني مللت من هذا الحال بحيث أقضي ساعات بحثا عن البنزين, وأبدأ بالعمل في
الصباح الباكر فيكون أجري قليل جدا لضعف حركة المواطنين في صباح رمضان".
وأكد
أنه يختلف كثيرا مع الزبائن عندما يطلب زيادة في تسعيرة النقل جراء استخدام البنزين
"الإسرائيلي" مرتفع الثمن.
يذكر
أن البنزين المصري المورد عبر الأنفاق يبلغ ثمنه حاليا 3.5 شيقل, بينما يبلغ ثمن البنزين
"الإسرائيلي" 6.5 شيقل الذي يضخ بكميات محدودة جدا عبر معبر كرم أبو سالم
التجاري.
وشدد
أبو مجدي أنه عندما ينطلق مع أحد الزبائن لإيصاله إلى مكان عمله أو غير ذلك؛ تكون
"عينه على الطريق والأخرى على عداد الوقود!".
صاحب
نفق
الفلسطيني
أبو أنس أحد أصحاب الأنفاق الخاصة بتوريد المواد البترولية من مصر إلى غزة, قال لـ"الرسالة
نت" إنه طرأ تحسن طفيف على عملية نقل المحروقات إلى القطاع بفضل إرادة التجار
على جانبي الحدود.
وأضاف,
أن أزمة الوقود المتكررة في القطاع منذ فرض الحصار "الإسرائيلي" على غزة,
واضطرار الفلسطينيين لتهريبه من مصر أكسب أصحاب الأنفاق خبرة تجعلهم قادرين على العمل
تحت أي ظروف أمنية مع فرق في الكميات الموردة خلال الاستقرار الأمني.
وأوضح
أبو أنس, أنه ليس لديه إحصائية نهائية بعدد الأنفاق التي دمرها الجيش المصري قبل أيام.
وأشار
إلى أن الحملة الأمنية قادت لتدمير عدد كبير من الأنفاق بين غزة ومصر, كما جرى تدمير
مضخات البترول في الجانب المصري من الحدود.
يذكر
أن تجار الوقود المصريين كانوا يسكبونه في خزانات خرسانية تخفى تحت الأرض ومن ثم ينقل
عبر مضخات وخراطيم تمتد إلى الجانب الفلسطيني.
حلول
عاجلة
وأكد
أبو أنس أن بداية الحملة الأمنية كانت كارثية على الحركة التجارية عبر الأنفاق بيد أن حدتها بدأت بالتراجع وصولا لتوريد السولار
فقط بكميات تكفي الإحتياجات اليومية للقطاع.
وشدد
أنهم يحاولون التغلب على أزمة نقص البنزين الذي يصل الأنفاق بكميات قليلة جدا كما أن
نقله أشد خطورة من السولار.
وأوضح
أبو أنس أنه بعد أن هدم خزانات الخرسان جرى حفر الأرض وإنشاء برك من "النايلون"
ليسكب فيها السولار وينقل للقطاع, إلا أن البنزين يتطاير بفعل تركيبته المختلفة.
وتمنى
أبو أنس أن يتمكن التجار الفلسطينيون والمصريون من تجاوز الأزمة الحالية وتوفير المحروقات
لسكان غزة, مشددا أن ذلك لن يؤثر على الإقتصاد المصري أو يحدث أي من الأزمات في مصر.
المواطن
في غزة
ورصد
مراسل "الرسالة نت" تجمع عشرات المواطنين قرب المفترقات الرئيسية في مدينة
غزة وبالمحافظة الوسطى أملا في العودة لبيوتهم أو التوجه لأعمالهم.
وقال
أحد المواطنين إنه يشعر أن دارة أزمة الوقود بدأت تتسع منذ أسابيع, موضحا أنه يخرج
قبل عمله بنحو ساعة ليتمكن من الوصول في الوقت المناسب.
وطالب
السلطات المصرية بعدم خنق غزة على خلفية الدعاية السوداء التي يبثها الإعلام المصري
عن سكان القطاع.
وأضاف
أن الشعب الفلسطيني لا تنقصه مزيد من الأزمات والمشقة جراء استمرار الحصار عليه وتآمر
العالم كله على القضية الفلسطينية, مناشدا المصريين بتوريد المحرقات للقطاع رسميا.
مكتب
تاكسيات
أحمد
الباز مدير مكتب تاكسيات "وفاء الأحرار" في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة,
قال لـ"الرسالة نت" إن شح المحروقات في القطاع أثر على عمل المكتب بشكل مباشر.
وأضاف
أن "تراجع تنقل المواطنين في رمضان يعود لأزمة الوقود الحالية, موضحا أنه التزم
بتسعيرة النقل التي سبقت الأزمة على الرغم من اضطرار السائقين لديه بتعبئة البنزين
الإسرائيلي بثمن مضاعف عن البنزين المصري".
وأكد
الباز أن الساقين لديه يقفون لساعات طويلة أمام محطات تعبئة الوقود للتزود بما يلزم
لتشغيل المركبات والحفاظ على استمرار العمل وخدمة الزبائن وعدم خسارتهم.
ودعا
المواطنين لتحمل التأخير في تلبية طلباتهم في بعض الأحيان بسبب أزمة الوقود المتواصلة,
واستطرد بالقول: "نقدر ظروف الزبائن وسنعمل جاهدين لاستمرار خدماتنا".
ولفت
الباز إلى أن الأزمة الحالية تهدد بشل حركة النقل والمواصلات في غزة, مطالبا جمهورية
مصر العربية لتقدير الظروف التي يعيشها الشعب الفلسطيني منذ الحصار "الاسرائيلي"
وتوريد المحروقات إلى القطاع.
وشدد
أنه يحتاج لنحو 250 لترًا يوميا من البنزين لمركباته حتى يضمن استمرار تقديم الخدمات
لزبائنه على مدار الساعة.
وتهدد
أزمة المحروقات المستمرة في القطاع بتوقف مرافق الحياة كافة، خاصة بعد تدمير الجيش
المصري نحو 80% من الأنفاق. وفق إفادة روبرت سري مبعوث الأمم المتحدة للسلام في الشرق
الأوسط، الذي قال "إن غزة تواجه نقصًا خطيرًا في الوقود ومواد البناء الأساسية".