حاجز عسكري إسرائيلي وسط غزة.. محاكاة

الأربعاء، 03
حزيران، 2015
لفت حاجز عسكري نُصب على مدخل جامعة الأزهر في
مدينة غزة، انتباه مئات الطلاب والمارة، بعد أن أوقف جنوده عدداً من الحافلات وقاموا
بتفتيشها، إضافة إلى عرقلة حركة المواطنين، خاصة أن الحاجز رفع العلم الإسرائيلي إلى
جانب الكتل الإسمنتية الضخمة.
الحاجز العسكري "الرمزي" حاكى الحواجز
الإسرائيلية المنتشرة في شوارع ومدن وقرى الضفة الغربية، والتي يعاني أهلها يومياً
جراء تزايد أعداد تلك الحواجز التي تقطع أوصال المدن، وتسبب أحد أبرز أشكال الظلم ضد
الشعب الفلسطيني.
مشاهد تمثيلية قام بأدائها عدد من الفنانين الفلسطينيين
الذين ارتدوا الزي الكامل لقوات الاحتلال الإسرائيلي، أرجعت أذهان كبار السن إلى زمن
الحواجز العسكرية الإسرائيلية التي كانت تقطع أوصال غزة، وبدا المشهد مثيراً للشباب
الصغار الذين لم يروا حاجزاً عسكرياً إسرائيلياً من قبل.
الجدية بدت واضحة على ملامح الجنود "الممثلين"
عند إيقاف العربات لتفتيشها، أو إعاقة حركة الطلاب أثناء ذهابهم إلى اختباراتهم، والتي
عكست الواقع الصعب الذي يعيشه أهالي الضفة، لكن تلك الجدية لم تمنع المواطنين من الوقوف
على الحاجز العسكري، لالتقاط الصور مع الجنود.
فكرة الحاجز جاءت نتيجة نقاشات طويلة بين أعضاء
حملة "متحركين من أجل فلسطين" الشبابية من قطاع غزة والضفة الغربية والداخل
المحتل، والتي هدفت إلى ايجاد فكرة تحاكي المعاناة المشتركة لأبناء الشعب الفلسطيني.
وتقول عضو حملة "متحركين" آلاء نزاد
لـ "العربي الجديد"، إنه تم خلال الاجتماعات طرح الكثير من القضايا المشتركة،
والتي تمس حياة الفلسطينيين مثل قضية الأسرى، والانقسام، والبطالة، والتطوع، وغيرها،
وتم الاتفاق في النهاية على تنظيم فعالية "الحاجز" التي تروي حكايات ألم
الشعب الفلسطيني نتيجة صعوبة الحركة والتنقل.
وتشير إلى أنّ هناك الكثير من الفعاليات التي
كانت تحتاج إلى تواصل حقيقي بين المدن والقرى الفلسطينية، وجاءت الفكرة من أجل تعزيز
ذلك المبدأ، خاصة في ظل انتهاك الجانب الإسرائيلي لكل أشكال القانون الدولي الإنساني
عبر تعطيل حرية الحركة لأبناء الشعب الفلسطيني.
وتتابع: "استهدفنا أيضاً في فعاليتنا شركة
hp، فقد وضعنا شعارها على زجاج غرفة التحقيق الإسرائيلية
في الحاجز، لأن تلك الشركة العالمية تدعم الحواجز الإسرائيلية بالتقنيات التكنولوجية"،
مبينة أن الحاجز يعتبر نموذجاً من نماذج المعاناة اليومية المتواصلة لأهالي الضفة.
من ناحيه، يشير ممثل مجموعة أصايل للإنتاج الفني،
إياد أبو شريعة، إلى أنّ فكرة إنشاء حاجز جاءت لمحاكاة الحواجز العسكرية الإسرائيلية
في الضفة الغربية، وما يتعرض له أهلها من إذلال متواصل، عبر برنامج "متحركين من
أجل فلسطين" وبدعم من هيئة خدمات الأصدقاء الأميركية "الكويكرز".
وبين لـ"العربي الجديد" أنّ إنشاء الحاجز
تم من خلال الإمكانات المتوفرة وفق تصميم 3D، وشمل الحاجز مكعبات خشبية كبيرة غطيت بلون الكتل الإسمنتية،
كذلك غرفة تحقيق وعزل مزودة بجهاز حاسوب وطابعة لإصدار التصاريح، علاوة على كاميرات
المراقبة.
ويتابع: "قمنا بتجهيز أربعة عناصر مدربة
لتأدية دور الجنود الإسرائيليين، ووفرنا لهم الزي والإكسسوارات الخاصة بالجنود"،
موضحاً أن رد فعل الناس كان واضحا على ملامحهم، فمنهم من تذكر زمن الحواجز الإسرائيلية،
ومنهم من أبدى تعاطفه مع أهالي الضفة الذين يعانون يومياً جراء تلك الحواجز.
ويقول الممثل الذي أدى دور الجندي على الحاجز،
محمد عويضة: "لدى الجندي الإسرائيلي إحساس بالاحتقار لكل الفلسطينيين الذين يتم
إيقافهم وتفتيشهم وإذلالهم على الحاجز، وشعرت بذلك حقاً وأنا أقوم بدور الجندي الذي
يتسبب بمعاناة الناس".
المصدر: العربي الجديد