القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

حجارة السجيل.. ردع المقاومة وانتقام الضفة

حجارة السجيل.. ردع المقاومة وانتقام الضفة

الضفة الغربية - المركز الفلسطيني للإعلام

كانت البداية في الرابع عشر من نوفمبر لعام ألفين واثني عشر، حينما امتدت اليد الصهيونية التي اعتادت الغدر، لتُنيل القائد أحمد الجعبري ما حلم به منذ التحاقه بالعمل المقاوم.. إنها الشهادة.

لم يكن ذاك اليوم عاديًا كغيره من الأيام، حينما بدأت وسائل الإعلام تتناقل عصرًا خبر تفجيرٍ أصاب سيارة مدنية سكنية اللون كانت تسير في أحد شوارع مدينة غزة، ولم يحتج الأمر للكثير من الوقت، حتى أعلن عن استشهاد نائب القائد العام لكتائب القسام، ورئيس أركان حركة حماس القائد أحمد الجعبري.

الاحتلال الذي فرح بما يراه إنجاز اغتيال الجعبري، لم يدم فرحه كثيرًا، بعدما أعلنت وزارة الحرب الصهيونية تنفيذ أكثر من عشرين غارة جوية في ذات يوم الاغتيال، على أهداف ومقرات الشرطة والأمن الفلسطيني، كانت المفاجئة التي لم يتوقعها.

مفاجآت القسام

كتائب عز الدين القسام، التي انتظرت الفرصة المناسبة، لتُري جيش الاحتلال بعض نتائج الإعداد والتجهيز على مدار سنوات، أعلنت أول أيام العدوان قصف موقع في مدينة "تل أبيب" (تل الربيع) بصاروخ M75 في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ المقاومة الفلسطينية.

كما أعلنت الكتائب مساء يوم الخميس؛ وهو اليوم الثاني للتصعيد الصهيوني إسقاط طائرة استطلاع صهيونية كانت تحلق في أجواء القطاع.

ولم ينتظر القسام على الاحتلال كثيرًا، حتى باغته بمفاجأة أخرى في اليوم الثالث للعدوان، تمثلت بإسقاط طائرة حربية مقاتلة من نوع F16 كانت تُغير على شرق غزة، وتقف بشكل عمودي.

وضمن سلسلة المفاجآت القسامية، وبذات اليوم الثالث لبدء حرب حجارة السجيل، قصف رجال كتائب القسام لأول مرة في تاريخ الصراع مع المحتل، موقعًا صهيونيًا في مدينة القدس المحتلة بصاروخ M75، كما قصفوا "تل أبيب" بصاروخ من ذات النوع، بالإضافة إلى مئات القذائف الصاروخية التي لم تتوقف منذ بدء العدوان.

لم تكتف كتائب القسام بضرب الاحتلال بالصواريخ التي كانت حصيلتها مع نهاية العدوان 1573 قذيفة صاروخية، فقد استهدفت 4 طائرات، من بينها اثنتان حربيتان وأخرى مروحية، ورابعة بلا طيار، فيما فجرت 5 عبوات ناسفة أصابت أهدافها بقوات صهتجرأت لتقترب من الحدود البرية مع القطاع.

أبطال القسام المرابطون، لم يألوا جهدًا بضرب الاحتلال أينما كان، فمع استهداف جيش الاحتلال في البر والجو، وقصف المدن والمستوطنات، كان مجاهدو القسام يدكّون البارجات الحربية الصهيونية قبالة سواحل قطاع غزة، حيث استهدفوا بارجتين حربيتين في عمليتين منفصلتين بـ 8 صواريخ من نوع 107.

20 صهيونيًا لقوا مصرعهم، كانوا من نصيب ضربات جنود القسام على الجو والبر والبحر، فيما أصيب أكثر من 650 آخرين خلال عملياتها النوعية بأيام الحرب.

الضفة تنتقم

في 21 من نوفمبر دوى انفجار هزّ حافلة صهيونية تابعة لشركة "دان" في شارع "الملك شاؤول" وسط مدينة "تل أبيب" المحتلة، لتضيف بما أثارته من ذعر في الشارع الصهيوني، زخمًا كبيرًا في المفاوضات غير المباشرة الجارية بين فصائل المقاومة والاحتلال، ليذعن الأخير ويعلن الاستجابة لمطالب المقاومة.

العملية البطولية التي كشفت الأيام أن كتائب القسام هي من أدارتها، نفذها كل من الأسير القسامي أحمد موسى، والشهيد القسامي محمد رباح عاصي، والأسير القسامي محمد مفارجة.

وأوصلت العملية القسامية رسالة مفادها أن غزة ليست وحيدة في المعركة وأن يد المقاومة في الضفة الغربية لن تبقى مكبلة بقيود التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية وقوات الاحتلال.

انتصار المقاومة

ومع مساء يوم تفجير "تل أبيب"، أعلن رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل، وأمين عام حركة الجهاد الإسلامي رمضان شلح، من قلب القاهرة، انتصار الشعب الفلسطيني ومقاومته وإذعان الاحتلال لشروطهما.

محللون عسكريون رأوا أن المؤسسة العسكرية الصهيونية فشلت في تحقيق كافة ما أعلنت عنه من أهداف استراتيجية للحرب على غزة، فيما كشفت غبار المعركة على المستوى الفلسطيني، تحقيق المقاومة للعديد من المنجزات ذات الطابع الاستراتيجي، راكمت من قوة الموقف الفلسطيني المتجه نحو التحرير.

ورغم حجم الخسائر المادية التي ألحقتها آلة الحرب الصهيونية بالبنى التحتية في قطاع غزة، وما قتلته من أطفال ونساء، إلا أنَّ ما حققته المقاومة الفلسطينية من إنجازات كان أكبر بكثير مما حققته المؤسسة العسكرية الصهيونية.