القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الثلاثاء 24 حزيران 2025

حمـاس والسـيطرة علـى الضفـة الغربيـة: شـائعات إسـرائيلية أو نتـاج سـياسة السـلطة

حمـاس والسـيطرة علـى الضفـة الغربيـة: شـائعات إسـرائيلية أو نتـاج سـياسة السـلطة
 

الثلاثاء، 25 كانون الأول، 2012

أثار التقرير الذي نشرته صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية أمس، عن تحذيرات وصلت إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من استخباراته العسكرية «أمان» عن احتمال سيطرة حركة حماس على الضفة الغربية، تساؤلات عديدة تمحورت أساساً حول مدى صحته وتوقيته.

وترى حماس في التقرير «أكاذيب لا أساس لها من الصحة»، على اعتبار أنه ظهر في وقت تسعى وحركة فتح إلى التوافق بشأن المصالحة الوطنية وإنهاء شبح الانقسام الذي بدأ بسيطرتها على غزة منتصف حزيران العام 2007.

ولكن في المقابل، يعتقد محلل سياسي بارز في غزة أن الظروف التي خلقتها إسرائيل في الضفة قد تكون سانحة لمثــل هذه السيطرة، خصوصاً أن عناصر حماس وذراعها العسكري «كتائب عز الديــن القسام» لن يصبروا كثيراً عما يتعرّضون له من السلطة الفلسطــينية والاحــتلال على حد سواء.

وكانت «صنداي تايمز» نقلت عن تقرير أعدّته شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان) أن خلايا نائمة من حماس في الضفة الغربية تلقت أوامر من «زعيمها السياسي» خالد مشعل، بحسب تعبير الصحيفة، بالاستعداد لمعركة السيطرة على زمام الأمور هناك. وقد أيد جهاز الأمن الداخلي (شين بيت) ما خلص إليه التقرير.

وذكرت الصحيفة، نقلاً عن التقرير، أن هناك مؤشرات قوية تظهر أن إيران تساعد حماس على أن تحل مكان حركة فتح، «الأكثر اعتدالاً في الساحة الفلسطينية بزعامة رئيس السلطة محمود عباس».

ومن جهته، قال عضو المكتب السياسي لحماس عزت الرشق على موقعه على «فايسبوك»، إن لا أساس من الصحة لما أوردته الصحيفة البريطانية، مشيراً إلى أنه «مثل هذه الأخبار الملفقة تقف وراءها جهات صهيونية بهدف التشويش على أجواء المصالحة والأجواء الإيجابية بين فتح وحماس والفصائل الفلسطينية».

أما المتحدث باسم حماس في غزة سامي أبو زهري، فاعتبر في حديث إلى «السفير»، أن ما نشرته الصحيفة البريطانية «ادعاءات مكذوبة»، تستهدف التحريض على حماس وتوفير غطاء لأجهزة الأمن في الضفة لاستمرار حملتها ضد أبناء الحركة وقياداتها.

وقال أبو زهري إن حملة الملاحقة الأمنية ضد عناصر حماس وقياداتها في الضفة الغربية مستمرة ولم تتوقف، وأن حركته أبلغت الأطراف العربية والفلسطينية ذات الصلة بملف المصالحة بضرورة وقفها وإطلاق سراح المعتقلين.

وبالنسبة لأبو زهري فإن حركته جادة في استئناف محادثات المصالحة والتقارب مع حركة فتح، كما أنها نفذت ما عليها بانتظار أن تبادل فتح بالمثل.

وفي مقابل، يرى المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر في غزة مخيمر أبو سعدة أن إسرائيل هي التي تدفع إلى سيطرة حماس على الضفة الغربية، لأن العملية السياسية متوقفة منذ وصل نتنياهو إلى سدة رئاسة الحكومة.

وأوضح أبو سعدة لـ«السفير» أن ما تقوم به إسرائيل على الأرض من «فيضان استيطاني»، وإجراءات تجعل الفلسطيني لا يثق بسياسة عباس، فضلاً عن عدم تحويلها أموال الضرائب إلى السلطة، ستساهم في إحباط رجل الأمن الفلسطيني، وهو الذي ينسق مع إسرائيل، ويمنع الاعتداءات على المستوطنين، ولكنه لا يتلقى راتبه آخر الشهر.

وبيّن أبو سعدة أن هذه العوامل وغيرها ستجعل من المنطقي انهيار سلطة فتح وربما سيطرة حماس على الضفة، مشبهاً الأجواء الحالية في الضفة الغربية بتلك التي عاشتها غزة بعد فوز حماس في المجلس التشريعي.

وبحسب أبو سعدة فإنه «حتى لو كانت حماس في غزة غير راغبة في السيطرة على الضفة الغربية، من الذي يمنع ويحول دون انفجار الأوضاع هناك، حيث يلاحَق عناصر القســام وحماس.. من يضمن أنهم لن يثوروا؟».

المصدر: ضياء الكحلوت - السفير