حماس تخوض معركة متعددة الأوجه نصرة للأسرى في إضرابهم
السبت، 05 أيار، 2012
مع استمرار معركة الأمعاء الخاوية التي يخوضها الأسرى في سجون الاحتلال واقترابها من دخول الأسبوع الرابع على التوالي، تخوض حركة المقاومة الإسلامية "حماس" معركة موازية تمتد من ساحة الوطن الفلسطيني إلى كل العالم، لا تقل ضراوة من أجل حشد الطاقات والدعم والإسناد لهذه الخطوة وضمان تحقيقها أهدافها.
فقبيل بدء تنفيذ الإضراب عن الطعام من قبل الأسرى في سجون الاحتلال، وفي الطليعة منهم، أسرى "حماس" وذلك في السابع عشر من نيسان (أبريل) الماضي، كانت خلية أزمة في حركة "حماس" على أعلى مستوى، تشكلت لنصرة هذه القضية وإحداث الزخم والحراك المحلي والإقليمي والدولي اللازم لدعم خطوة الأسرى الكبيرة.
وفي هذا الإطار تم إطلاق اللجنة العليا لنصرة الأسرى، وجرى منذ فترة تفعيل التواصل مع كافة الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، والقفز على جراح الانقسام، لتشكيل عمل وحدوي وتنظيم فعاليات نوعية تناسب إضراب "سنحيا كراماً"، وهو ما أفرز فعاليات ومسيرات ومؤتمرات مشتركة، وحضور يومي للفعاليات على ساحة القطاع.
استراتيجية متنوعة
وفي هذا الصدد يقول مدير عام صحيفة فلسطين، إياد القرا في حديثه لـ"المركز الفلسطيني للإعلام": "يحسب لحركة حماس موقفها الواضح والداعم لإضراب الأسرى على صعيدين الجماهيري والاعلامي، حيث تعمل وفق استراتيجية متدحرجة نصرة للأسرى من خلال فعاليات متواصلة سواء بمباشرة من حركة حماس او من خلال الحكومة".
ويسجل القرا في حديثه "التنسيق العالي مع حركة الجهاد الاسلامي والفصائل اليسارية بهذا الشأن إلى جانب حركة فتح، رغم عدم اتفاق الأخيرة على خطوة الإضراب ومهاجمته من قبل بعض أطرافها".
تنوع الأساليب
وتتنوع الوسائل التي اعتمدتها "حماس" في نصرة الأسرى، وتركز أغلبها حتى الآن على الضخ الإعلامي، والفعاليات الشعبية والجماهيرية بأنواعها، وتنفيذ إضرابات موازية، والتحرك الدبلوماسي والسياسي لحشد الدعم السياسي الإقليمي والدولي لقضية الأسرى، مع عدم الإعلان الواضح والجلي بأن كل ذلك يمثل رديفاً لجهد خاص تقوم به المقاومة التي لديها ضوء أخضر مفتوح من أجل نصرة الأسرى على طريقتها.
وما يميز هذه المرحلة –بحسب القرا - هو دفع حماس بالعديد من قياداتها من الأسرى المحررين لكافة الفعاليات وهو ما يعتبر انجاز لصفقة "وفاء الاحرار"، فاللجنة العليا لنصرة الأسرى يترأسها أحد أبرز الأسرى المحررين وهو القائد توفيق أبو نعيم وكذلك الناطق باسمها المحرر مازن فقها، فيما يبرز هؤلاء وغيرهم من قادة المحررين في خيمة الاعتصام التضامنية وقيادة الإضراب الموازي مثل الشيخ روحي مشتهى.
خيار المقاومة
ويبدو أن خيار المقاومة، كوسيلة من وسائل نصرة الأسرى، مطروحاً بقوة، فأبرز قادة حماس تحدثوا صراحة أن ساحة نصرة المضربين مفتوحة على كل الخيارات وفي مقدمتها الفعل المقاوم.
وكان عضو المكتب السياسي لحماس خليل الحية، واضحاً بالشكل الكافي عندما قال في خطبة الجمعة (4-5) بخيمة الاعتصام في غزة، إن الوسائل القتالية مطروحة وأن القائمين عليها ليسوا بحاجة لقرا، لأنه لديهم القرار والتوجيه في هذا الإطار.
جهد دبلوماسي وقانوني
وإذا كان خيار الفعل المقاوم من المستحيل معرفة كنهه وتوقيته وآلياته، يبقى التركيز الإعلامي على الفعاليات الواقعية المتمثلة في حشد الطاقات داخلياً وخارجياً لنصرة القضية.
فمن جهة، تقوم الحكومة الفلسطينية برئاسة إسماعيل هنية باتصالات يومية مع أطراف إقليمية عدة من ضمنها تركيا، لجعل ملف قضية الأسرى على الطاولة، كان هناك تحرك من رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل في الدوحة والقاهرة ومع رئيس السلطة محمود عباس وغيرها من أجل تحريك هذا الملف وتدويله، فيما جرت بعض التحركات في الساحات الأوروبية والعربية.
ويؤكد الإعلامي القرا أن هذه الخطوة "خطوة مهمة لتحرك القضية عربيا ودوليا في ظل انشغال وسائل الاعلام العربية والدولية فيما يحدث ببعض الدول العربية".
ويضيف: "هي محاولة ذكية لإثارة الملف خارجياً، ومتوقع ان يترك بعض التأثير على معالة الملف سياسيا واعلامياً ، كما صدر عن العديد من الاتحادات والمؤسسات والتحركات الشعبية والاهلية والرسمية في بعض الدول العربية والاوروبية".
مطلوب تسريع التحركات
وتولي حماس للملف القانوني والحقوقي اهتماماً خاصاً، لذلك كررت دعواتها للمنظمات الحقوقية لتحمل مسئولياتها إزاء "عملية الموت البطيء" التي يتعرض لها الأسرى، فضلاً عن تحركها لضرورة إلزام المنظمات الأممية مثل الأمم المتحدة للقيام بواجباتها التي تخلت عنها بفعل الضغوط السياسية وازدواجية المعايير.
ويرى الباحث المختص في شؤون الأسرى إسماعيل الثوابتة، أن الأسرى المضربين اليوم يدخلون يومهم الـ19 على التوالي وهناك أسرى مضربون منذ 67 يوما بشكل متواصل، "وبالتالي فإن المطلوب هو تسريع عملية الفعاليات التصعيدية من اجل إغاثة الأسرى المضربين حتى تحقيق مطالبهم".
ويضيف في حديث لمراسلنا: "المطلوب على المستوى الفلسطيني هو التوحد من الجميع من أجل نصرة الأسرى في معركتهم الحاسمة والتمترس خلف مطالبهم العادلة الإنسانية"، لافتاً إلى أن "الفعاليات في قطاع غزة تلقى رعاية رسمية ولكن للأسف في الضفة الغربية فإن الرعاية الرسمية للفعاليات تكاد تكون معدومة".
وشدد على أن المطلوب هناك "الخروج في مسيرات حاشدة من الكل الفلسطيني تجوب أرجاء الضفة الغربية وتنصر الأسرى وتثبتهم وتجعلهم يصبرون في معركة عض الأصابع".
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام