حماس تسلم مصر رؤيتها للملف الفلسطيني: المصالحة تجدد الخلاف مع حركة فتح
الجمعة، 02 تشرين الثاني، 2012
سلمت حركة حماس إلى السلطات المصرية المعنية بالملف الفلسطيني ورقة تشرح فيها وجهة نظرها من الجمود في ملف المصالحة الوطنية، والمعيقات التي ترى أنها تؤخر إنجاز المصالحة وإنهاء الانقسام.
وقال القيادي في حماس في قطاع غزة صلاح البردويل إن حركته أرسلت ورقة إلى مصر تشتمل على آليات لحل الانقسام الفلسطيني، وتركز على البدء في تطبيق الأولويات التي تراها مهمة لانطلاق عجلة المصالحة إلى الأمام.
ولفت إلى أن ما قدمته حماس يشمل آليات التنفيذ من خلال تطبيق كل بنود المصالحة بشكل كامل، من دون انتقاء، في إشارة إلى مطالبات كثيرة، ترفضها حماس، من الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحركة فتح، كالبدء فوراً بإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية.
وذكر القيادي البارز في حماس ان حركته أوصت في الورقة التي وصلت إلى الرئيس المصري محمد مرسي أيضاً، بعقد لقاءات مع الفصائل لوضع تصورات لإصلاح منظمة التحرير الفلسطينية، في إطار الإصلاح الشامل للبيت الفلسطيني الداخلي.
من جهته، ذكر مصدر في حماس لـ«السفير» ان الرسالة بما فيها تأتي وفقاً لرغبة الحركة في تحقيق المصالحة بشكل كامل، وأن لا تتحمل مصر الجديدة برئاسة «الإخوان المسلمين» ومرسي أي مسؤولية عن فشل مساعي المصالحة.
وأضاف المصدر: «لا نرغب في أن يكون لمصر الجديدة الدور ذاته السابق، دور لم نر أنه حيادي ولم نعرف عنه إلا الوقوف إلى جانب حركة فتح»، موضحاً «ما نريده هو أن يكون الموقف على مسافة واحدة بين الطرفين، وأن يساعدنا على تجاوز خلافاتنا لا أن يحاول فرض أجندات علينا».
على الجانب الآخر، رفضت حركة فتح ما جاء في الرسالة، وقال النائب عن فتح في المجلس التشريعي فيصل أبو شهلا إنه من الغريب أن يتم الحديث عن الموضوع أو تقديم مقترحات جديدة أو الدعوة للقاءات جديدة.
وأضاف أبو شهلا في حديث خاص إلى «السفير»: إن حركته ملتزمة بما تم التوقيع عليه في القاهرة، وفي إعلان الدوحة وما تضمناه من آليات تنفيذ وتطبيق للمصالحة، مؤكداً «اننا لسنا بحاجة إلى حوارات جديدة، والمطلوب أن ننفذ ما اتفقنا عليه فقط».
وأوضح أبو شهلا أن آليات تطبيق المصالحة تم التوافق عليها سابقاً، ويمكن تطبيقها بسهولة لأنها حصيلة سنوات طويلة من الحوارات واللقاءات بين الجانبين ومع الفصائل، مؤكداً أن المصالحة بحاجة إلى قرار من حماس.
وطالب أبو شهلا حركة حماس بالتراجع عن قرارها بمنع لجنة الانتخابات المركزية من العمل في غزة، والسماح بتسجيل الناخبين والاحتكام إلى صناديق الاقتراع، مشدداً على أن الخطوة الأولى مطلوبة من حماس التي أوقفت مسار المصالحة بمنعها لجنة الانتخابات.
من جهته، أكد عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين رباح مهنا أن المصالحة الوطنية لا تحتاج إلى اقتراحات جديدة من قبل حركة حماس، مؤكداً أن أي حوارات ثنائية بين فتح وحماس مصيرها الفشل كما جرت العادة.
وجدد مهنا تأكيده على ضرورة أن يشترك «الكل الفلسطيني» في الحوار الوطني وأن يكون للفصائل الفلسطينية الدور ذاته المطلوب من حماس وفتح، موضحاً أن المصالحة لا تحتاج إلى اقتراحات جديدة، وإنما يجب أن نطبق ما جرى التوافق عليه في حوارات واتفاقيات المصالحة التي جرت على مدار السنوات الماضية.
المصدر: ضياء الكحلوت - السفير