القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الأحد 12 كانون الثاني 2025

«حماس» تعيد ترتيب «البيت الإسلامي» بعد الثورات العربية

«أي نظام لا يعطي فلسطين والمقاومة الأولوية لن يستقر»
«حماس» تعيد ترتيب «البيت الإسلامي» بعد الثورات العربية:
ما يجري في سوريا مؤلم.. والتنسيق مع «حزب الله» قائم

الجمعة، 17 شباط، 2012

لا يخفي قياديون في حركة «حماس» قلقهم مما يجري في المنطقة برغم ارتياحهم لسقوط عدد من الأنظمة العربية ووصول الحركات الإسلامية إلى مواقع متقدمة في الحكم في عدد من الدول العربية وخصوصا في المغرب ومصر وتونس، لكنهم يعتبرون أن المعركة «مستمرة والمرحلة الانتقالية طويلة وقد تمتد لسنوات عدة ولذا من السابق لأوانه الحكم على التجربة الإسلامية الجديدة وعلى أدائها ومواقفها».

ويتابع القياديون في الحركة «بألم ما يجري في سوريا»، ويؤكدون أنهم لم يوفروا جهدا للمساهمة في معالجة الأزمة السورية طيلة الأشهر الماضية لكنهم لم يلقوا التجاوب الكافي، وبرغم ذلك «نحن جاهزون دوما للمساهمة بأي جهد يعجل بنهاية الأزمة ويوصل الأمور إلى السكة الصحيحة لأنه من مصلحة أميركا وإسرائيل استمرار الأزمة السورية ومن مصلحة قوى المقاومة انتهاء هذه الأزمة بأسرع وقت ممكن».

واللافت للانتباه أن قيادات الحركة ما تزال ملتزمة بالموقف الذي صدر عن قيادتها في بداية الازمة السورية والذي يؤكد على «اهمية الدور الذي لعبته سوريا في دعم واحتضان المقاومة في لبنان وفلسطين مع تأكيد الالتزام بما يقرره الشعب السوري على صعيد الاصلاح والتغيير، ولذلك، هم يفضلون عدم اعلان اية مواقف جديدة على صعيد الازمة السورية باستثناء ما صدر مؤخرا من مواقف لرئيس الحكومة الفلسطينية المقالة اسماعيل هنية وأبرزها التمني بانتهاء الازمة سريعا.

وأما حول انتقال المكاتب القيادية للحركة الى خارج سوريا، فيوضح القياديون الحماسيون ان مكاتب الحركة ما تزال موجودة في دمشق وهي تستقبل المراجعات والضيوف «لكن عددا من قادة الحركة اضطروا الى مغادرة سوريا لاسباب عملية ومن اجل متابعة بعض الملفات السياسية والتنفيذية نظرا لصعوبة هذه المتابعة من العاصمة السورية في ظل الأوضاع الحالية فيها، لكن عددا منهم يتردد اليها لاجراء بعض اللقاءات والاجتماعات والتواصل مع المسؤولين السوريين مستمر».

وعن المتغيرات الحاصلة في عدد من الدول العربية بعد وصول الاسلاميين الى الحكم وموقع القضية الفلسطينية في برامجهم، فيقول القياديون في «حماس» ان هذه الدول واجهت خلال السنوات الماضية الكثير من المشاكل على صعيد التنمية والاوضاع الاقتصادية وفقدان الحريات والخلل في بناء المؤسسات السياسية والدستورية، ولذلك لم يكن غريبا ان تكون اولويات الاسلاميين في هذه الدول في المرحلة الاولى هي للاهتمام بالجانب الداخلي الاقتصادي والاجتماعي واعادة ترتيب العلاقات مع الخارج، لكن ذلك لن يكون على حساب الاهتمام بالقضية الفلسطينية واذا كانت صدرت مواقف او تصريحات تتعارض مع المواقف المبدئية من القضية الفلسطينية وعلى صعيد الموقف من الكيان الصهيوني فيتم حاليا العمل على معالجة هذه الاشكاليات مع قادة دول عربية شهدت تغييرات.

ويوضح القياديون في الحركة انه تم مؤخرا اعداد مذكرة متكاملة حول موقف القوى والحركات الاسلامية من القضية الفلسطينية وتم تعميمها على كل القوى والحركات الاسلامية التي لها صلة بتنظيم «الاخوان المسلمين» من اجل ان تكون هي الخلفية التي يتم الانطلاق منها عند الحديث عن القضية الفلسطينية ومنعا لحصول اية اشكالات خصوصا بعد المتغيرات الحاصلة في عدد من الدول العربية.

ويؤكد قياديون في الحركة «ان علاقتنا مع «حزب الله» والجمهورية الاسلامية الايرانية مستمرة وهناك تنسيق وتعاون دائمان على مستوى اعلى المواقع القيادية ولعل زيارة الدكتور اسماعيل هنية الى طهران ومشاركته في احتفالات ذكرى انتصار الثورة الاسلامية وما اعلنه من مواقف، هو اقوى رد على كل الذين يحاولون التشكيك بهذه العلاقات او القول ان الحركة تعيد ترتيب علاقاتها ضمن محاور جديدة، وان كان الاصح ان اعادة ترتيب الاولويات يرتبط بالظروف العملية(التقنية) وليس له علاقة بالمواقف السياسية الثابتة وخصوصا بشأن العمل المقاوم».

وحول الاتفاق الاخير مع رئيس السلطة الفلسطينة محمود عباس («ابو مازن») في قطر، فيوضح القياديون في الحركة ان هذا الاتفاق «اتى ثمرة اتصالات ولقاءات مستمرة منذ فترة وهو لا يعني اي تنازل بل محاولة لتعزيز دور المقاومة ولمعالجة معاناة الشعب الفلسطيني من الحصار وللمساهمة في ترتيب البيت الفلسطيني تمهيدا لاجراء انتخابات نيابية ورئاسية جديدة واعادة تنظيم وضع منظمة التحرير الفلسطينية واما اعتراض بعض القياديين في الحركة عليه، فلن يؤدي الى اية مشكلات بل سيصار لمعالجة الامور في اطار البيت الداخلي الحمساوي».

ويؤكد القياديون ما نشر مؤخرا عن رغبة رئيس المكتب السياسي في الحركة خالد مشعل («ابو الوليد») بعدم الترشح مجددا لرئاسة المكتب السياسي بعد انتهاء الدورة الحالية في اطار تجديد الكوادر القيادية، لكنهم يوضحون أنه لم يتم اتخاذ اي اجراء عملي حتى الان «وكل الخيارات مطروحة والامر يعود للمؤسسات القيادية في الحركة وليس له اي علاقة بالمتغيرات في المنطقة».

ويوضح القياديون في «حماس» ان اكبر خطر تواجهه الثورات العربية ودول المنطقة هو الفتنة «ولذا المطلوب العمل لمواجهة هذه الفتن وعدم السماح بحصول اية خلافات مذهبية او سياسية ويجب البحث عن المشروع العربي والاسلامي الذي يتناسب مع ظروف الدول العربية بدون استيراد نماذج اخرى من الخارج مع الاستفادة من كل التجارب العربية والإسلامية التاريخية».

في الخلاصة، يردد القياديون في الحركة «اننا امام مرحلة متغيرة وهي قد تمتد لسنوات عدة ويجب متابعة ما يجري بعناية ودقة لان الولايات المتحدة والغرب وضعا عدة خطط لمنع الثورات او تعطيلها او استيعابها وعلى القوى العربية والإسلامية ادراك كل المخاطر ومواجهتها من خلال خطط مشتركة حماية للمصالح العربية ولدور المقاومة ولقضية فلسطين».

المصدر: قاسم قصير - السفير