حماس والأردن: صفحة جديدة بنتائج بعيدة
الثلاثاء، 31 كانون الثاني، 2012
أثارت الزيارة التي قام بها رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل الى عمّان، أمس الأول، برفقة ولي العهد القطري الشيخ تميم بن حمد آل ثاني جملة من التساؤلات حول جدواها في ظل ما لوحظ من فتور الاستقبال.
وبرغم استقبال الملك الأردني عبد الله الثاني لمشعل إلا أن وكالة الأنباء الأردنية الرسمية "بترا" ذكرت في خبر الزيارة أن رئيس المكتب السياسي لحماس التحق باللقاء، ما يعني بروتوكولياً أن الزيارة هي لولي العهد القطري، وأن وفد حماس مرافق له فقط.
وتراهن حماس على الزيارة كثيراً في ظل حديث متصاعد عن بحثها عن بديل لمقرها المركزي في سوريا، لكن الانطباعات بعد اللقاء لم تعط أي مؤشر على قبول أو استحسان الأردن للأمر.
ويقول المتحدث الرسمي باسم حماس سامي أبو زهري إن حركته تنظر إلى الزيارة ونتائجها بإيجابية، مشيراً إلى أن الزيارة فتحت صفحة جديدة في العلاقات بين الطرفين وسيكون لها نتائج تخدم الطرفين والقضية والشعب الفلسطيني.
وأضاف أبو زهري لـ"السفير" إن الزيارة ستشكل نقلة مهمة لخدمة حماس وإن القيمة الحقيقية لها أنها فتحت صفحة جديدة وأعادت ترتيب العلاقات بين الطرفين على أسس جديدة تحتاج إلى متابعة منهما، مفضلاً عدم الحديث عن التفاصيل، ومن بينها قضية فتح مكتب لحماس في الأردن.
ويعتقد أبو زهري أن الزيارة مرتبطة بالتغيرات والتطورات في المنطقة العربية، والضغوط التي يتعرض لها الأردن كوطن بديل، وهو ما ترفضه حماس، وأعلنه مشعل في مؤتمره الصحافي، معتبراً أن الأردن طرف له صلة مباشرة وأساسية بالقضية الفلسطينية.
وأشار المتحدث باسم حماس إلى أن الزيارة ستحتاج في المستقبل إلى مزيد من الزيارات واللقاءات على مختلف المستويات بما يخدم مصلحة الشعب الفلسطيني وكلا الطرفين.
من جهته، يقرأ الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم المدهون الزيارة على أنها جزء من تطوّر علاقة حماس بالأردن، بعد أكثر من عقد من الجفاء وحالة القطيعة، وتعتبر ايجابية بالنسبة لحركة حماس التي تحاول طرح نفسها في النظام العربي الجديد الذي يتبلور عبر ما سُمّي بالربيع العربي.
وقال المدهون لـ"السفير" إن حركة حماس تتبنى الآن مشروع تطوير القضية الفلسطينية بشكل جديد، بحيث يكون عنوانها الرئيسي حماس بصفتها القوة الأكثر تأثيراً على الساحة الفلسطينية، مستثمرة انتخابات العام 2006، وسيطرتها على قطاع غزة، وصفقة تبادل الأسرى، بالإضافة لما أفرزه الربيع العربي من أنظمة تحتضنها، كما هي الحال مع تونس ومصر.
وأضاف المدهون أن النظام الأردني اليوم يحاول القيام بدور النظام المصري السابق، أي أن يكون عراب عملية السلام، ولذلك فآثار الزيارة محدودة، فالإرادة الأردنية تريد حصر الزيارة وآثارها، وألا تأخذ أكبر من حجمها، مستبعداً حدوث انفتاح أوسع بين الأردن كنظام وبين حركة حماس.
ويعتقد المدهون أن دور قطر، ووساطتها في الزيارة، يأتيان من باب إيجاد مساحة لحركة حماس في مستقبل النظام العربي الذي يتبلور بشكل جديد مع ثورات الربيع العربي، مشيراً إلى أن حماس تأمل في أن ترتبط بعلاقات رسمية مع كل الأنظمة العربية.
المصدر: جريدة السفير