القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

حمدان: الاحتلال يحاول تسخين خطوط التماس مع المقاومة

حمدان: الاحتلال يحاول تسخين خطوط التماس مع المقاومة

أكد مسئول العلاقات الخارجية في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" د. أسامة حمدان، أن الاحتلال الإسرائيلي يحاول تسخين خطوط التماس مع المقاومة في قطاع غزة، تحقيقًا لبعض الأهداف التي تسعى إليها قيادته في الوقت الراهن، فيما أشار إلى وجود اتصالات مع حركة "فتح" لإتمام المصالحة الوطنية.

وقال حمدان في حديث خاص بـ"فلسطين":"الكيان الإسرائيلي يعيش حالة قلق كبيرة، نتيجة التحولات الجارية في المنطقة، الأمر الذي يدفعه إلى اللجوء إلى تسخين جبهاته مع المقاومة، بعيدًا عن خوض حرب واسعة وعلى جبهات مختلفة، لأنه يعرف تداعيات ذلك عليه".

وتوقع أن تلجأ قيادة الاحتلال إلى تنفيذ عمليات نوعية بحق المقاومة كاغتيال بعض قياداتها، أو استهداف مواقع حيوية،لكنه شدد في الوقت ذاته على أن الاحتلال لن يخطو أبعد من ذلك طالما الرؤية لا تزال غير واضحة لدية فيما ستؤول إليه الأوضاع.

وأضاف: "إن ما حدث في معركة حجارة السجيل، يمنع الاحتلال من التقدم باتجاه تنفيذ حرب واسعة مع المقاومة، إضافة إلى أن البيئة الفلسطينية وبيئة المقاومة لا تبشره بأي خير"، مشيرًا إلى أن خوض حرب ربما تكون له تداعيات سلبية على الاحتلال وإيجابية لصالح المقاومة.

أرض فلسطينية

وفيما يتعلق بموضوع تبادل الأراضي مع الاحتلال، قال حمدان: "إن موقف حركة حماس من أي خطوة تتعلق بتبادل الأراضي واضح وصريح، وهو الرفض التام"، عازيًا ذلك لسببين أساسيين يتعلقان بمبدأ أن هذه الأرض كلها فلسطينية.

وبين حمدان أن حركته لا تقبل بالتنازل عن أي حق من حقوق الشعب الفلسطيني أوبجزء بسيط من الأراضي الفلسطينية للاحتلال، حتى تقبل بعد ذلك بأن يتم تبادل للأراضي بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مؤكدًا أن ذلك يأتي من المبدأ الأصيل الذي تؤمن وتقاتل من أجله "حماس".

وأضاف: "إن البعد الآخر الذي ترفض "حماس" من أجله تبادل الأراضي هو بعد سياسي، حيث إن الأرض الفلسطينية ومنذ توقيع اتفاق أوسلو تشهد استشراء كبيرا للاستيطان، والذي يعد وفقا للقانون الدولي والقانون الإنساني واتفاقية جنيف الرابعة جريمة حرب".

وتابع بالقول:"يجب أن يتم التعامل مع الاستيطان على أنه جريمة حرب وأن نذهب إلى محكمة الجنايات الدولية للمطالبة بإنهاء الاستيطان وتجريم قادة الاحتلال لا أن نقدم مبادرة تضفي شرعية عليه"، منوها إلى أن تبادل الأراضي يعني ضم أراض فلسطينية مقام عليه مستوطنات لـ(إسرائيل).

وأوضح حمدان أن هذه الخطوة تتضمن تهديدًا ليس للأراضي الفلسطينية فقط، بل إنها تتعدى ذلك لتصل إلى السكان، حيث يحل المستوطنين، ويضم سكانا فلسطينيين من الداخل المحتل، صمدوا في أرضهم، طيلة السنوات الماضية، تخلصًا من دورهم في حماية الأرض والمقدسات.

وشدد القيادي في "حماس" على أن مبدأ تبادل الأراضي لا يندرج على مساحة محدودة في الضفة الغربية، إذ إنه يشكل 45% من المساحة الإجمالية، مبينًا أن الأزمة في مسار التسوية وإن كانت موجودة فإن سببها هو الاحتلال الإسرائيلي وليس العرب.

واستطرد بالقول:"إذا كان هناك انسداد في عملية التسوية فالحل لا يكون بتقديم المزيد في التنازلات، ولكن من خلال إعادة النظر في هذا المسار وتقييمه، واختيار مسارات وبدائل أخرى تكرس حقنا وتدافع عنه، وتنجز هدفنا بتحرير الأرض الفلسطينية".

رهان على السراب!!

وأكد حمدان أن محاولة تقديم المبادرات لإحياء عملية التسوية "رهان على السراب"، إذ إن هذه العملية لا أفق لها، ولا يمكن أن تعيد أي حق مغتصب، وآن الأوان لأن تعيد القمة العربية النظر في المبادرة العربية من حيث المبدأ، وأن يكون للقمة دور في انجاز المصالحة".

ونفى حمدان وجود أي خشية لدى حركة "حماس" على علاقتها مع دولة قطر، أو أي دولة أخرى، بعد رفض هذه المبادرة، مبينًا أن علاقة حركته مع قطر "مميزة وجيدة"، و"يمكن أن تكون نموذجًا لعلاقات تتمناها "حماس" مع دول وأقطار عربية وإسلامية أخرى".

ولفت النظر إلى وضوح حركته وصراحتها فيما يهم القضية الفلسطينية ومصلحة الوطن، عبر الحفاظ على الحقوق والثوابت، قائلا: "لا نجد في نفس الوقت غضاضة ولا تناقضا بين ذلك وبين أن تكون العلاقة جيدة، مع قطر وغيرها من البلدان العربية".

أما بخصوص المصالحة بين حركتي فتح وحماس؛ فقد أشار حمدان إلى وجود اتصالات بين حركته وحركة "فتح" للقيام بخطوات عملية لإتمام المصالحة وإنهاء حالة الانقسام، مبينًا أن الكثير من الملفات تم إنجازها لتكون المصالحة أمرا واقعا وملموسا للجميع.

وقال: "إن "حماس" تقف الآن أمام مسألتين هامتين لتحقيق المصالحة، الأولى تتعلق بالمسألة الأمنية، وتتمثل في التنسيق بين الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة مع الاحتلال، وملاحقة أبناء "حماس"، والثانية التقدم في تشكيل الحكومة التي تم التوافق عليها، بالتزامن مع الملفات الأخرى".

وأضاف: "إن رئيس السلطة محمود عباس، أمام فرصة للتخلص من الضغوط الأمريكية والأوروبية، وذلك بعد استقالة رئيس حكومته سلام فياض، والذهاب لتشكيل حكومة وفقا للآلية والكيفية التي جرى الاتفاق عليها في القاهرة".

وشدد مسئول العلاقات الخارجية في حركة "حماس"، على أن اتخاذ أي خطوة في اتجاه آخر من شأنه أن يرسم علامة استفهام جديدة على جدية عباس ومصداقيته في انهاء حالة الانقسام الداخلي وتحقيق المصالحة الوطنية بين أبناء الشعب الواحد.

فلسطين أون لاين،7/5/2013