حنان الحروب من
مخيم الدهيشة الى نوبل
الثلاثاء، 15 آذار، 2016
غمر الفرح والفخر
سكان مخيم الدهيشة للاجئين بعد فوز "ابنة المخيم" حنان الحروب بجائزة نوبل
لأفضل معلم في العالم لعام 2016 التي نظمتها مؤسسة "فاركي فاونديشن" البريطانية.
والمعلمة حنان
حامد عبدالله الحروب، لاجئة تقيم في مخيم الدهيشة في بيت لحم، بعد ان هجرت عائلتها
من قرية القبو (غرب بيت لحم).
في مدرسة بنات
الدهيشة التابعة لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين "الانروا"، تلقت الحروب تعليمها
الاساسي والاعدادي، وعرفت بتفوقها وتميزها ومشاركتها الدائمة في مختلف فعاليات المدرسية.
ويشعر المعلمون
والمعلمات وعموم سكان مخيم الدهيشة والفلسطينيين في انحاء العالم بالفخر بفوز الحروب،
لا سيما وانها استطاعت انتزاع هذا الفوز انطلاقا من مدارس الوكالة التي ارتبطت بحالة
البؤس والفقر التي يعيشها اللاجئون الفلسطينيون حيث ان الصفوف في هذه المدارس غالبا
ما تكون مكتظة وفقيرة التجهيزات لكن الحروب واخرين من ابناء المخيمات الفلسطينية على
ان تضع اسمها بين قائمة المبدعين والمتفوقين.
وخلال زيارة مدرسة
بنات الدهيشة تبين لنا ان جميع المعلمات اللواتي درسن حنان الحروب قد توفين، ولكن حسب
السجلات الدراسية فإن حنان التحقت بمدرسة الوكالة عام 1978 وبقيت فيها حتى الصف التاسع
حيث انتقلت الى مدرسة بنات بيت لحم الثانوية التي حصلت فيها على شهادة الثانوية العامة
بمعدل (89.9) عن الفرع العلمي.
وقال المربي يوسف
خليل عدوي "حنان خلال مراحل تعليمها الاساسية والاعدادية والثانوية كانت متفوقة
وناجحة وكانت دائما تلفت انتباه المعلمين والمعلمات بذكائها وحبها للمشاركة".
واضاف عدوي
"عرفت حنان وهي طالبة في مدرسة الوكالة بالدهيشة عام 1986.. كانت طالبة مجتهدة
واجتماعية وتحب مساعدة الناس والمحتاجين وسباقة للعمل التطوعي والابتكار، واليوم اثبتت
انها معلمة رائدة على مستوى العالم وهذا مدعاة للفخر والاعتزاز لانها خرجت من رحم المعاناة
واستطاعت ان تتحدى ظلمة الاحتلال".
وتزوجت حنان الحروب
من الاسير المحرر عمر حروب بعد ان استكملت الثانوية العامة، وانتقلت الى مدينة رام
الله حيث بدأت رحلة جديدة من العمل والعطاء بعد ان حصلت على شهادة البكالوريوس من جامعة
القدس المفتوحة.
واوضحت ام باسل
ابو لبن، وهي من جيران المعلمة حنان، بان "حب العطاء وتحمل المسؤولية لدى حنان
لم يكن طارئا، فحنان كانت تتولى معظم شؤون منزل اسرتها بعد ان توفيت والدتها".
واشارت الى ان
حنان الحروب وبعد ان تنقلت بين عدة مدارس استقرت في مدرسة سميحة خليل في رام الله،
وهناك تمكنت من ابتكار وتطوير اسلوب للتعلم من خلال اللعب لطلبة المدارس ما ساهم بشكل
كبير في مساعدة الطلبة على حل الكثير من المسائل المدرسية وحفظها وتطوير ثقتهم بانفسهم
وكسر حالة الجمود بين الطالب والاستاذ.
وقال مدير مؤسسة
ابداع خالد الصيفي، "نحن في مخيم الدهيشة بصورة خاصة وشعبنا الفلسطيني بصورة عامة
ننظر إلى ما حققته حنان كانجاز وطني ومفخرة وهو مساهمة في وضع القضية تحت انظار العالم
من جديد، وتاكيد على ان الشعب الفلسطيني شعب مثقف يسعى إلى تحقيق ذاته بالعلم والإرادة".