الأربعاء، 21
حزيران، 2023
اعتبر الخبير والأكاديمي
الفلسطيني حسام الدجني (الثلاثاء) أن الأجدر بالولايات المتحدة الأمريكية حل قضية اللاجئين
الفلسطينيين وفقا للقرار الأممي 194 وليس وقف مساهمتها المالية لوكالة الأمم المتحدة
لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).
وسبق أن قام عدد
من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي منتصف فبراير الماضي بتقديم مشروع قانون لوقف مساهمة
الولايات المتحدة الأمريكية في الوكالة الأممية، في خطوة اعتبرها مسئولون فلسطينيون
بأنها تهدف لتصفية قضية اللاجئين.
وقال الدجني المحاضر
في جامعة ((الأمة)) بغزة إن الأجدر من توقف الولايات المتحدة مساهماتها للوكالة الأممية
العمل على حل قضية اللاجئين الفلسطينيين وفقا للقرار الأممي 194.
وأضاف أن الخطوة
الأقل تكلفة إذا كانت الإدارة الأمريكية بكل قوتها لا تستطيع تلبية احتياجات الوكالة
الأممية هي حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي عبر تطبيق قرارات الشرعية الدولية وألا
تترك معاناة اللاجئين الفلسطينيين عرضة لكل هذا الانتهاك بحق حقوقهم الإنسانية والإغاثة.
وأكد ضرورة إيجاد
حل سياسي للقضية الفلسطينية باعتباره جذر المشكلة والمتمثل بوجود الاحتلال الإسرائيلي
وفي حال تم إنهائه، تستطيع الولايات المتحدة أن تتخلص أصلا من وجود الأونروا كمؤسسة
موجودة لهدف وهو عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيهم.
وتأسست "الأونروا"
كوكالة تابعة للأمم المتحدة بقرار من الجمعية العامة في العام 1949، وتم تفويضها بتقديم
المساعدة والحماية للاجئي فلسطين المسجلين لديها في أقاليم عمليات الوكالة، وهي الضفة
الغربية، التي تشمل القدس الشرقية وغزة والأردن ولبنان وسوريا وذلك إلى أن يتم التوصل
لحل عادل ودائم لمحنتهم.
وتساعد "الأونروا"
اللاجئين على تحقيق كامل إمكاناتهم في التنمية البشرية من خلال الخدمات النوعية التي
تقدمها في مجالات التعليم والرعاية الصحية والإغاثة والخدمات الاجتماعية والحماية والبنية
التحتية للمخيمات وتحسينها والتمويل الصغير والمساعدات الطارئة.
ويتم تمويل "الأونروا"
بالكامل تقريبا من خلال التبرعات الطوعية.
وحذر الدجني من
أن عدم إيفاء الولايات المتحدة الأمريكية بالتزاماتها سيكون له انعكاسات على واقع اللاجئين
الفلسطينيين كونهم بأمس الحاجة لهذه المساعدات الإنسانية لحين عودتهم إلى ديارهم.
واعتبر أن تكلفة
الحروب هي مزيد من وجود لاجئين في العالم، مشددا على ضرورة عمل معالجات سياسية وإنسانية
ووقف الحروب في منطقة الشرق الأوسط باعتباره المدخل الأساسي ليعيش المواطن العربي في
بيئة آمنة ومستقرة يتحقق فيها الأمن الغذائي وفرص العمل وإنهاء معاناة الفقراء.
إلى ذلك، اعتبر
الدجني ازدواجية المعايير الأمريكية في التعاطي مع الملفات في الشرق الأوسط من أخطر
السياسات الأمريكية في المنطقة، مطالبا الولايات المتحدة بأن تكون موضوعية في تعاطيها
مع الأزمات في الشرق الأوسط لاسيما الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وقال إن الموقف
الأمريكي من إسرائيل هو أساس المشكلة والموقف من وجود نظم شمولية في المنطقة ودعمها
يغيب الديمقراطية وفرص النهضة وهذا له انعكاسات سلبية على الاقتصاد وكافة الحياة في
منطقة الشرق الأوسط.
ورأى الدجني أن
شركات السلاح الأمريكية تؤثر بشكل كبير في السياسة الأمريكية وفي صناعة القرار الأمريكي،
لافتا إلى أن هذه الشركات تريد بيع أسلحتها وطائراتها وصواريخها دون الاهتمام بكل المعاناة
الإنسانية التي يتسبب بها ذلك.
ودعا الخبير الفلسطيني
الولايات المتحدة إلى مراجعة إنسانية منسجمة مع الدستور الأمريكي ومبادئ وقيم الشعب
الأمريكي، والذهاب إلى توفير فرص تتعلق بجودة التعليم والصحة وزيادة التنمية والنهضة
في كل مناطق العالم من أجل إحداث سلام واستقرار على المستوى الإقليمي والعالمي.