القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

خلال مؤتمر الشباب الثاني "نحو جيل شبابي قيادي – طموحات ورؤى" باحثون يوصون بتأسيس حاضنات قيادية وبرلمان شبابي يقوده نخب فكرية وثقافية شبابية

خلال مؤتمر الشباب الثاني "نحو جيل شبابي قيادي – طموحات ورؤى"

باحثون يوصون بتأسيس حاضنات قيادية وبرلمان شبابي يقوده نخب فكرية وثقافية شبابية

/cms/assets/Gallery/929/537040_378002998980253_1237634992_n.jpg

الإثنين، 08 نيسان، 2013

أوصى باحثون ومشاركون في مجال التنمية البشرية بتأسيس حاضنات قيادية وبرلمان شبابي يقوده نخب فكرية وثقافية شبابية، وإعداد الدراسات الخاصة بالفكر السياسي للمفكرين والقادة العرب واستخلاص العوامل المؤثرة في نجاحهم، وتضمين المناهج في المدارس والجامعات لمفاهيم القيادة وطرق صقلها وتنميتها، جاء ذلك عقب نهاية أعمال مؤتمر الشباب الثاني "نحو جيل شبابي قيادي – طموحات ورؤى".

وهو المؤتمر الذي نظمته مؤسسة إبداع للأبحاث والدراسات والتدريب في مركز رشاد الشوا الثقافي في مدينة غزة، بحضور الإعلامي وضاح خنفر ضيفًا للمؤتمر ومعالي وزير الشباب والرياضة د. محمد المدهون ورئيس المؤتمر أ. سامح السراج ورئيس اللجنة التحضيرية . أدهم البعلوجي، وعددًا من الباحثين والباحثات المشاركين في المؤتمر.

ومن التوصيات التي خرجت بها اللجنة العلمية للمؤتمر: الاهتمام بالمرأة بشكل خاص لأنها من يربي القيادة، وتفعيل آليات ووسائل لحث الشباب على العمل التطوعي، وتشجيع المبادرات الفردية وتبنيها وتوفير المساعدات لها، والعمل على تطوير المسار التدريبي لبرامج الإبداع وربطها بالمسار الوظيفي للمتدربين.

تأسيس حاضنات للقيادة

ومن التوصيات أيضًا: تفعيل دور المدرسة في خدمة المجتمع عن طريق المشاركة الطلابية في تقديم الخدمات للمجتمع، وتقديم التوصيات لمؤسسات التعليم العالي لإقرار العمل التطوعي كمقرر إجباري على الطلبة، ودراسة التاريخ الإسلامي دراسة شاملة لأخذ الاستفادة.

وأخيرًا في التوصيات: ضرورة تدعيم الممارسات الديمقراطية داخل الجامعات لتنمية الوعي السياسي والمشاركة وتحمل المسؤولية، والعمل على تجديد الفقه الإسلامي من قبل المختصين ليكون العرض بطريقة تجمع بين الأصالة وحيوية الواقع، وإدراج مهارات الذكاء الاستراتيجي ضمن البرامج التدريبية.

وفي كلمة ضيف المؤتمر خلال الجلسة الافتتاحية، أكد الإعلامي خنفر أن الشباب هم المستقبل على أساس أنه كلما كان الشخص أكثر شبابًا وحيويًا أصاب كبد الحقيقة والمغامرة تصنع الجديد، منبهًا إلى أنه من خلال مقابلته للعديد من القادة سواء كانوا في ميادين السياسة أو الفكر أو الأعمال لاحظ أن أكثر ما يظهر جليًا في تفوقهم وإبداعهم هو قدرة القائد على رؤية الواقع من كل الزوايا.

السياسة عامل متغير

وقال: "إذا وجد القائد اختلافًا فإنه يبحث عن أصله ولا ينعزل عنه ولا يعمل على إدانته فورًا، بل يتعامل معه ويعمل إما على احتوائه أو تصحيح الخطأ فيه إن وجد ويستخرج ما فيه من حقيقة"، مضيفًا: "إن القائد ليس مصدرًا للحكم، فالجزيرة في بداية انطلاقتها تعاملت مع (550) شخص من مختلف الجنسيات والديانات والأعراف ولم يكن ذلك يمثل أية إشكالية لإنجاح العمل في الجزيرة".

وأكد الإعلامي خنفر أن النفس البشرية على اختلاف فكرها وديانتها تحب من يكرمها ويعاملها بحب واحترام، لافتًا النظر إلى أن العالم العربي يعيش الآن الربيع العربي والذي قام على يد الشباب ليشكل هذا الأمر قيمة جديدة تضاف إلى رصيد إنجازات الشباب.

وشدد في كلمته خلال المؤتمر على أن السياسة عامل متغير وفق المصالح المفروضة على الساحة لذا فهي ليست حقًا أو باطلًا بالمطلق، منوهًا إلى أن ممارسة السياسة تختلف عن القراءة عنها في الكتب وما يقال عنها في الفكر والأيدولوجية.

ورفض خنفر أن يعمد أي كيان سياسي مهما تعاظمت قوته إلى تمزيق بنية المجتمع خاصةً فئة الشباب، "فمن أفرز الانقسام جيل يفوق الشباب عمرًا فلا ذنب لهم ليعيشوا خلافًا لا علاقة لهم به"، متابعًا: "كل من يحقق تقسيمًا بحق المجتمع يكون قد ارتكب جرمًا حضاريًا لا يغتفر".

وهم المعرفة

وانتقل إلى الحديث عن مواقع وشبكات التواصل الاجتماعي لكونها وسيلة للتعبير تمكّن الشخص من قول ما يريد في الوقت الذي يريد مع كسر حواجز الخوف من الدكتاتورية، مشيرًا إلى تجربة قناة الجزيرة بعرض الرأي والرأي الآخر رغم الاعتراض في البداية ولكن الآن أصبح يعرض الرأي الثالث والرابع وغيره العديد من الآراء.

وأوضح أن مواقع التواصل الاجتماعي كالفيس بوك وتويتر تقدم ما يسمى بـ "وهم المعرفة"، مبينًا أن المعرفة الأصلية تأتي من الكتب والمحاضرات والأساتذة والدروس ثم ينقلها ساكنو الفيس بوك وقاطنو تويتر، "فالأصل على رواد الشبكات الاجتماعية النزول إلى الميدان وأخذ المعرفة والعلم من أصوله الحقيقية"، على حد قوله.

ودعى رئيس قناة الجزيرة سابقًا الشباب إلى أهمية السير في طريقي (التعليم والتطبيق، والعمل والتعلم) في ذات الوقت وفتح العيون والآذان على من حولهم والتواصل معهم بفعالية وحب دون التأثر بخلفياتهم الدينية أو الثقافية.

ولفت النظر إلى أهمية إدخال الشتات في القضية الفلسطينية نظرًا للخبرة والتجربة التي مر فيها أبناء الشتات الفلسطيني في مختلف بقاع الأرض، والتواصل مع مختلف أبناء الوطن العربي لا تعاطفًا فقط بل لتبادل الخبرات والنصائح ومشاركة الهم العربي.

تطبيق المؤتمرات عمليًا

ومن جهته، بين وزير الشباب والرياضة المدهون أن شباب فلسطين قادوا التغيير في محطات المقاومة والبناء وقدموا نموذجًا مشرفًا للعالم أجمع، مشيرًا إلى أن الشباب الفلسطيني أصر على تقديم معادلة جديدة للقضية الفلسطينية لقلبها من الاستضعاف إلى قضية حق محترمة.

وقال المدهون: "إننا على موعد مع الفجر القادم والذي يحتاج إلى المزيد من الجهد الشبابي والعمل المتفاني"، منوهًا إلى أن مؤتمر الشباب الثاني "نحو جيل شبابي قيادي – طموحات ورؤى" يساهم في صياغة الرؤية الشبابية الوطنية والعالمية ورؤية التحرير والتغيير.

وأكمل: "فالرسول صلى الله عليه وسلم اعتمد على الشباب في ميادين كثيرة كالعلم والجهاد والمعرفة وكل مناحي الحياة"، قائلاً في ختام كلمته إلى الاستفادة من الكم الهائل للمؤتمرات التي يشهدها قطاع غزة، "فالعبرة بالخروج بواقع تطبيقي دون الاستناد فقط إلى الكلمات والجانب النظري"، وفق قوله.

وأما في كلمة رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر د. البعلوجي، فقد أكد فيها على أهمية العناية بشريحة الشباب، مشيرًا إلى أن المؤتمر يتزامن عقده مع حلول ذكرى يوم الأرض الباقية في وجدان كل مسلم وعربي وفلسطيني كمحرك لزيادة التمسك بالأرض.

تفاصيل الجلسات

وعن تفاصيل المؤتمر، بين د. البعلوجي أن المؤتمر تضمن (19) ورقة بحثية محكمة شارك في إعدادها (24) باحثًا من نخبة المتخصصين في مجال المؤتمر وموضوعه، منوهًا إلى أن المؤتمر استقبل مشاركات من خارج قطاع غزة، ومشاركة لأسير ما زال يقبع في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

ولفت النظر إلى أن المؤتمر يعقد على مدار يوم كامل من خلال خمس جلسات تناقش محاور متعددة، وهي الجلسة الافتتاحية، والجلسة الأولى بعنوان: الشخصية القيادية، والجلسة الثانية بعنوان: القيادة والمؤسسات، وأخيرًا الجلسة الثالثة بعنوان: المجتمع والجيل القيادي، وعرض التوصيات، خاتمًا كلمته بشكر كل من ساهم في إنجاح فعاليات المؤتمر.