القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الجمعة 10 كانون الثاني 2025

خمس سنوات عطاء من أجل العودة تُكلل مسيرة تجمع العودة الفلسطيني - واجب

خمس سنوات عطاء من أجل العودة تُكلل مسيرة تجمع العودة الفلسطيني - واجب
في خدمة قضية اللاجئين الفلسطينيين
 

الاثنين، 26 كانون الأول 2011

يختتم تجمع واجب هذه الأيام خمس سنوات من عمره التي ابتدأها بتاريخ 24 كانون أول، ديسمبر 2006م كمؤسسة شعبية تعنى بقضايا اللاجئين الفلسطينيين وحقهم بالعودة لقد حرص التجمع من خلال أنشطته على ترسيخ مفهوم (واجب) العودة في نفوس أبناء الشعب الفلسطيني، فحق العودة إلى ثرى فلسطين في نهجه هو أكثر من حق فردي بل هو واجب شرعي وقانوني ووطني على كل فلسطيني منكوب، وهذا الحق لا يجوز التنازل عنه قبل الحصول عليه، خمس سنوات وتجمع العودة الفلسطيني واجب يسعى إلى نبش الذاكرة وتسليط الضوء على هموم اللاجئين ومعاناتهم وتذكيرهم بآلامهم الناجمة عن تشريدهم وطردهم من وطنهم وكل ذلك من خلال الفعاليات والأنشطة المتنوعة وإقامة المحاضرات والندوات والمؤتمرات، التي يستضيف فيها النخب الفلسطينية ورجالات السياسة وأصحاب القرار والأكاديميين التي يطرح فيها قضايا مهمة وآخر مستجدات الساحة الفلسطينية وانعكاساتها على مصير قضية اللاجئين، فضلاً عن المعارض والمسابقات والمسيرات وفعاليات الطفولة والعروض الإعلامية والسينمائية، وندوات أدبية وأمسيات شعرية وفعاليات مفتوحة، خمس سنوات على التأسيس وتجمع واجب يسعى لتعزيز ارتباط الفلسطيني بقضيته ووطنه، ورفع مستوى وعيه، وتحصينه ضد التدجين والنسيان، وضد اليأس والإحباط، وبقاء فلسطين جذوة في قلبه لا تنطفئ، وإلى إيصال رسالة إلى العالم أجمع مفادها أن الشعب الفلسطيني الذي يعيش خارج وطنه لا يزال متمسك بحقه في العودة إلى هذا الوطن وتحديداً إلى أرضه ودياره وممتلكاته التي أخرج منها.

نشاط واجب:

شهدت السنوات الخمس الماضية نشاطات بارزة وإنجازات وجهد متواصل أصبح خلالها تجمع واجب من أبرز المؤسسات والمنظمات المدافعة عن حق العودة,‏ واليوم يدخل تجمع واجب عامه السادس وسط أجواء من الأمل والتفاؤل بأن الشعب الفلسطيني للعودة أقرب من أي وقت مضى، وقد كلل تجمع واجب مسيرة عمله بجملة من النشاطات المميزة على أكثر من صعيد:

التوثيق والتاريخ الشفوي:

الذي يعتبر مساحة لإطلاق الذاكرة الحية، وهو تاريخ حياة بالنسبة للاجئين الفلسطينيين الذين لم يتمكنوا من تقديم روايتهم بخصوص نكبة 1948، وهم جزء مهم وأساسي في أركان الرواية الفلسطينية والتي يجب أن تتقدم بقوة وبموضوعية وعلى أسس علمية ومنهج بحث واضح ومحدد، وتأتي أهمية التوثيق الشفوي من كونه قرينة مهمة من الممكن استخدام شهادات شهود النكبة وتقديمها كوثائق أمام المحاكم الدولية لإدانة ما جرى للشعب الفلسطيني من كارثة مبرمجة، حتى أن تجمع (واجب) قد كرس فريق متكامل لهذا العمل واستطاع إلى الآن إجراء أكثر من (550) لقاء مع شهود النكبة.

يوم القرية الفلسطينية:

أما النشاط الآخر هو يوم القرية الفلسطينية الذي أخذ صدى واسع ولاقى قبولاً بين أبناء اللاجئين في المخيمات الفلسطينية في سورية وخارجها، فهو نشاط مميزة الهدف منه البحث في الذاكرة الفلسطينية ومحاولة تنشيطها، والكتابة عن تلك الذاكرة وتوثيقها، حيث يتناول في كل يوم من أيامه واحدة من القرى الفلسطينية المدمرة عام 1948، وينتقل في كل مرة من مخيم لأخر ومن قرية إلى أخرى، لقد استطاع تجمع (واجب) من خلال هذا النشاط تنشيط الذاكرة الفلسطينية لدى الأجيال التي لم تر فلسطين بعينها بل عشقتها بقلبها وعقلها وعشقت معها سهولها وشوارعها وبساتينها وبياراتها وبرتقالها فأصبحت أكثر التصاقا بالأرض الفلسطينية وتوقاً للعودة إليها، راسماً بذلك طريق العودة الذي بات أقرب من أي وقت مضى، وكأن (واجب) بهذا النشاط يسوقنا إلى السؤال الذي طالما يردده اللاجئون الفلسطينيون متى سنعود، مبرزاً أفقاً جديداً لأسئلة جارحة تعري كل من يتآمر على حق الشعب الفلسطيني في العودة إلى دياره فقد بلغ عدد الأنشطة المقامة من قبل تجمع (واجب) 19 يوم قرية تضمن فيها تاريخ القرية ولقاء لشهود النكبة وتكريمهم، وعرض فيلم عن القرية قبل النكبة وبعدها ومعرض للصور يُذكر أبناء القرية بقريتهم ويرسخ في أذهانهم وقلبهم حب فلسطين.

الأبحاث والدراسات:

يعتبر أحد أهم الأقسام المعنية بتوضيح ماهية حق العودة بشكل علمي وأكاديمي، يهدف قسم الدراسات والأبحاث إلى وضع منهجية بحثية متكاملة لدراسة القرى الفلسطينية المدمرة ودراسات خاصة بالطفل الفلسطيني، وتعزيز ثقافة العودة وتعميق المعرفة بواقع المخيمات الفلسطينية بكافة الوسائل ليتمكن اللاجئ من خلالها تحديد هويته، وتسليط الضوء على القضايا المحورية والطارئة في قضية اللاجئين وحق العودة، من خلال إجراء الأبحاث النظرية والميدانية بمختلف جوانبها المتعلقة بقضايا اللاجئين الفلسطينيين ونشرها على نطاق واسع والتي بلغ عددها إلى الآن أكثر من 40 دراسة موجزة (مقالات علمية)، كما حرص قسم الدراسات في تجمع (واجب) على طباعة العديد من الكتب والإصدارات الإلكترونية التي تتناول كافة نواحي قضية اللاجئين لتكون بمثابة المرجع الأساسي للمهتمين والباحثين بهذا الجانب.

وعلى صعيد العلاقات الخارجية كان هناك مشروع "المؤاخاة بين العائلة التركية والعائلة الفلسطينية"، الذي أطلقته مؤسسة "يارديلمي" (يد المساعدة) التركية بالتعاون مع تجمع واجب بسورية، وقد تم إطلاق المشروع بصورة رسمية خلال حفل حاشد، وهو مستمر منذ أكثر من ثلاث سنوات.

ولتجمع واجب برامجه ومشروعاته الإعلامية، سواء في الحقل الإذاعي من خلال برنامج حق العودة وهو برنامج إذاعي أسبوعي حواري، يسلط الضوء على مضامين مهمة تندرج تحت عنوان واحد هو حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وممتلكاتهم، عبر استضافته الأدباء والكتاب والمهتمين بقضية اللاجئين وذلك لتحليل آخر المستجدات والأخبار على الساحة فيما يتعلق بقضية اللاجئين وحق العودة، وقد بلغ عدد ساعات بثه أكثر من 200 ساعة خلال الخمس سنوات الماضية كان لها الأثر الفاعل في توعية اللاجئين الفلسطينيين وترسيخ مفهوم حق العودة لديهم.

هذا وقد أصدر تجمع العودة الفلسطيني (واجب) أول قرص تفاعلي يضم أضخم موسوعة من صور القرى والمدن الفلسطينية بعنوان (هوية وطن) الذي امتاز بسهولة استخدامه وتلقائية العرض الصوري فيه المصاحب للأهازيج والأناشيد الوطنية، كما اشتمل على نبذة تاريخية وجغرافية عن كل مدينة رئيسية من مدن فلسطين بالإضافة إلى خارطة مفصلة لكل قضاء.

أما على صعيد تطوير المهارات فإنّ تجمّع العودة الفلسطيني يعتمد برنامجاً لزيادة الكفاءة والمهارات في عدد المجالات التقنية والإدارية والمعرفية والمهارات العامة التي تتيح آفاقاً رحبة للأجيال الجديدة.

كما عقد (واجب) مؤتمراً تقييمياً لأدائه بحضور أكثر من 150 من المتطوعين في برامجه من الشباب الناشط في مختلف المخيمات الفلسطينية، تضمن العديد من ورش العمل التي ناقشت وقيّمت العمل في الفترة السابقة، ووضعت الاقتراحات والآليات للارتقاء به في المستقبل.

أخيراً يمكن القول أن تجمع العودة الفلسطيني (واجب) ورغم حداثة عهده إلا انه استطاع أن يكون إضافة مهمة في ساحة العمل الوطني الفلسطيني من خلال نوعية البرامج المقدّمة ومن خلال الانتشار الجغرافي الواسع للجانه في كل مخيمات سورية.

المصدر: فايز أبو عيد – تجمع واجب