"داخلية" غزة
تفتح باب التوبة من جديد وتدعو العملاء الى تسليم أنفسهم

الأربعاء، 13 آذار 2013
فتحت حكومة "غزة"
باب التوبة من جديد أمام من تبقى من العملاء والمتخابرين مع الاحتلال الإسرائيلي، داعيةً
إياهم للعودة إلى "أحضان الوطن للتخلص من وحل العمالة الذي سقط فيه، وذلك عبر
تسليم انفسهم قبل انتهاء المهلة حتى يوم الخميس 11/4/2013، واعدةً بسرية الإجراءات
الأمنية".
وقال الناطق باسم وزارة
الداخلية والأمن الوطني، في حكومة غزة المقالة، اسلام شهوان، خلال مؤتمر صحافي
"إن غزة اليوم باتت مجالاً ضيقاً أمام أدوات الاحتلال الاستخباراتية، وكثير من
المتخابرين طُلب منهم تغيير أماكن الالتقاء بهم خارج القطاع... ولن يكونوا في مأمن،
مهما حاولوا التهرب من شدة مراقبة وملاحظة أجهزتنا الأمنية".
وحذر شهوان "جميع
العملاء والمتخابرين من خطورة التمادي في التعاون مع الاحتلال باعتبار أن العديد منهم
تحت المراقبة"، مؤكدًا أنه "إذا لم يسلموا أنفسهم، سيتم القبض عليهم".
ودعا شهوان، "جميع
أطياف وفئات شعبنا الفلسطيني والمؤسسات الأهلية والمجتمعية وفصائلنا الوطنية والإسلامية
والمثقفين والكتاب ووسائل الإعلام، للتفاعل بقوة مع الحملة للمساهمة في حماية أبنائنا
وبناتنا من براثن الإسقاط والابتزاز الصهيوني".
وأكد، أن "حملة مكافحة
التخابر مع العدو، تأتي في الدرجة الأولى استكمالاً وتتويجاً لانتصار المقاومة في حرب
حجارة السجيل، ومن أجل تحصين المجتمع الفلسطيني وتثقيفه بأساليب ووسائل الإسقاط التي
يمارسها الاحتلال وحفاظاً على ترابط المجتمع وتضحيات مقاومتنا الباسلة".
واعتبر شهوان "الحملة
التي حملت عنوان "انتصر للوطن" بمثابة دعوة لأبناء شعبنا بأن يكونوا على
يقظة، وأن يشكلوا درعاً واقياً للمجتمع"، مشيرًا إلى أن "المعركة مع العدو
طويلة، وهذه حلقة من حلقاتها، وكل مواطن هو على ثغر من الثغور يجب أن يحافظ عليه".
وأوضح أن "الحملة
تؤكد على فشل العدو أمنيًا واستخباراتيًا، وأن مصادر معلوماته الأمنية عن شعبنا ومقاومتنا
في طريقها إلى التلاشي".
وفي سياق متصل، كشف شاب
فلسطيني في العشرينات من العمر، كان يعملُ في أجهزة أمن السلطة، عن عمالته للاستخبارات
الإسرائيلية، بعدما كان قد سقط جراء الإفراط في استخدام المنتديات الالكترونية.
ففي ذات يومٍ من العام
2009، دخل على أحد مواقع الإنترنت الغنائية والتي كانت في حينها تضع إعلاناً لمسابقةٍ
غنائية، فشارك فيها تاركاً رقم جواله الخاص.
وما أن مرت الأيام وإذ
برقم "أورانج" يتصل به ليبدأ مسلسل الانحدار نحو غيابات الجُب .. فتاةٌ أطلقت
على نفسها هيفاء من مدينة حيفا، أصابه التوتر في البداية، لكنها كانت له بالمرصاد،
مُوهمةً إياهُ بأنها تَهيمُ فِيهِ حباً.
استمرت المدعوة هيفاء ببث
سمومها العاطفية بكلماتها المعسولة وسخائها اللامحدود مُستَخدمةً المَالَ طُعماً لَذِيذاً
لبلوغِ غايتها .
فقد أرسلت له خلال شهرٍ
واحد من تلك العلاقة أكثرَ من تسعة عشرَ رصيد جوال من فئة 50 شيكل ومبلغا ماليا، لتقنعه
فيما بعد أنها ستعمل جاهدةً على مساعدته للخروج من وضعه الاقتصادي الصعب عبر أحد رجال
الأعمال.
وحل العمالة
يتحدث المدعو (م. ب) حسرةً
وندامة قائلاً: "اتصل بي شخص يُدعى أبو عادل وعرَّفني على نفسه بأنه من طرف هيفاء
ويريد مساعدتي، وعرفتُ فيما بعد أنه الضابط المختص في تجنيد العملاء".
وأضاف: "أبلغتني هيفاء
بعد مكالمتي الأولى مع أبو عادل، أنها تعمل لمصلحة الاستخبارات الإسرائيلية وأن أبو
عادل ضابط، ولا بد لي من التعامل معه، لأن جميع مكالماتي مسجلة، وفعلاً بدأتُ بتزويده
ببعض المعلومات البسيطة مثل أرقام السيارات وبعض المعلومات، وثم لاحقاً تحركات بعض
المجاهِدينَ، وأماكِن تَواجُدِهِم".
ولفت (م. ب) إلى أنه استلم
عدة مبالغ مالية على فتراتٍ متباعدة من نقاطٍ كان يحددها له ضابط الاستخبارات أبو عادل،
مضيفاً أن "الاستخبارات (الإسرائيلية) جعلتني أشعر وكأنني من أكثر المخلصين لها".
وبصوت متقطع تابع حديثه
أنه في الحرب على غزة في العام الماضي، "طلب مني أبو عادل توصيف أحد بنايات قادة
المقاومة في مكان سكني، وقد أعطيته كل المعلومات المطلوبة وحينها توقعت بأن يقوم الاحتلال
بقصف البناية لكن بفضل الله تعالى لم يتم قصفها".
وأوضح أنه قرر تسليم نفسه
بعد معركة "حجارة السجيل" حينما أبلغه ضابط الاستخبارات أن الأمن الداخلي
يراقب كل تحركاته".
واستطرد: "كنتُ أعلم
أني سأقع في قبضة الأمن الداخلي، لذلك قمتُ بتسليم نفسي، وقد تعاملوا معي بسريةٍ تامة
من دون أي مضايقات، وأنا الآن مرتاح، فقد أرضيتُ ضميري وتركتُ خلفَ ظهري تلكَ الجريمة
بحق أبناء شعبي".
المصدر: المستقبل