دراسة فلسطينية عن أسرار تسمية الأمكنة بفلسطين
وديع
عواودة: كشفت دراسة فلسطينية جديدة أن التسميات العربية للمواقع في فلسطين مردها
الروايات الشفوية على ألسنة الناس الذين سجلوها دون أي دوافع أو حسابات
أيديولوجية، بخلاف التسميات العبرية التي تكشف في معظمها عن دوافع صهيونية.
ففي
دراسة جديدة بعنوان "التسميات الفلسطينية وعلاقتها بالحيز المكاني- منطقة
اللجون مثالا" يؤكد المؤرخ البروفيسور مصطفى كبها أنه في الغالب تم منح
الأسماء في المجال الجغرافي للمواقع وفق مظهرها وموقعها الطوبوغرافي على مسطح
الحيّز.
وردا
على سؤال الجزيرة نت، يوضح كبها أن دراسته تتعدى أهميتها الجانب العلمي البحثي،
ويشير لحيوية تعزيز الوعي الطوبوغرافي/المكاني لدى فلسطينيي الداخل الذين تسللت
التسميات العبرية إلى وعي شبابهم. ويستدل كبها على ذلك بالإشارة إلى أن الأسماء
العبرية باتت تنافس التسميات العربية الأصلية، حتى صار نهر العوجا يعرف
بـ"اليركون" وجبل فقوعة أصبحت تسميته العبرية هي "الجلبوع"
ومفرق اللجون يدعى "مفرق مجيدو" ومفرق مسكنة صار يعرف بـ"مفرق
جولاني".. إلخ.
الدراسة
-وهي مرحلة أولى من بحث شامل سيتعرض لكافة جوانب التسميات الفلسطينية- توضح أن
الفلسطينيين على سبيل المثال أطلقوا على ظهر الجبل المنحدر انحدارا خفيفا اسم
"ظهرة" لوجه الشبه مع انحدار الظهر البشري. كما توضح الدراسة -الصادرة
عن مجمع اللغة العربية بحيفا- أن أسماء المواقع أطلقت أحيانا وفق كثرة نبتة أو شجرة،
أو أي منتوج كثر وجوده أو استعماله بتلك المنطقة. وقد تم التعبير عن الكثرة
بلفظتيْ "أم" (مثل: أم الفحم، أم التوت، وأم الريحان، وغيرها)
و"أبو" (مثل: أبو زريق، أبو شوشة).
الجزيرة نت، الدوحة، 13/5/2013