القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الخميس 9 كانون الثاني 2025

دعوات فلسطينية للوحدة والعمليات الجهادية من أجل القدس

دعوات فلسطينية للوحدة والعمليات الجهادية من أجل القدس

الإثنين، 05 كانون الأول، 2011

"ارض أكثر وعرب أقل" الهدف الإسرائيلي الواضح لما تتعرض له المدينة المقدسة في فلسطين من تهويد، إذ أن سياسة الأحزاب الإسرائيلية لم تتغير على مدار التاريخ في السيطرة على الأرض الفلسطينية وطمس المعالم التاريخية وطرد الفلسطينيين، بيد أن وحدة الفلسطينيين والدعوة للعمليات الجهادية لأجل مواجهة المخاطر والمؤامرات التي تتعرض لها القدس يبقى الأهم، من أجل تعزيز صمود المقدسيين في مواجهة المخططات الإسرائيلية الرامية إلى تهويدها.

دعوات ورسائل

باحثون وأكاديميون وسياسيون فلسطينيون دعوا خلال مؤتمر القدس الخامس الذي نظمته مؤسسة القدس الدولية بغزة تحت عنوان "فلنتوحد من أجل القدس والأقصى والمقدسات" إلى توحيد الصف الوطني الفلسطيني وإنهاء الانقسام بين شطري الوطن، من أجل مواجهة المخططات الإسرائيلية الهادفة إلى تهويد القدس وطرد سكانها منها.

توجيه العيون صوب المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية، هي الرسالة التي حملها المؤتمر للشعب الفلسطيني وللأمة العربية والإسلامية. وفي هذا السياق، شدّد الدكتور محمد الكحلوت رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر في حديث لـ"النشرة" على هامش المؤتمر، على وجوب الانتباه إلى خطر المؤامرة التي تحاك ضد المسجد الأقصى ومدينة القدس وأهلنا المقدسيين هناك. وحث الكحلوت الفلسطينيين على مواجهة هذه السياسات القمعية وما يتعرض له المقدسيون من عمليات دهم وتجريف واغتصاب لأراضيهم، داعياً العرب والمسلمين إلى الوقوف إلى جانب المقدسيين وتعزيز صمودهم في أراضيهم، في ظل استمرار هذه السياسات.

فضح الممارسات

ومن خلال تنظيم المؤتمرات والندوات والفعاليات المختلفة، قال الكحلوت أن مؤسسة القدس تقوم بفضح الممارسات الإسرائيلية بشتى الوسائل وترصد الأخبار والانتهاكات اليومية حول المسجد الأقصى، كي يعلم العالم حجم المخاطر التي تتعرض لها المدينة المقدسة.

من جانبه أكد محمد أبو حبل رئيس لجنة القدس في المجلس التشريعي لـ"النشرة" على عدم التفريط بحقوقنا وثوابتنا وعلينا أن نحافظ على مقدساتنا وفي مقدمتها القدس، وأضاف "إننا أصحاب حق ولن نفرط بهذه الحقوق".

ودعا أبو حبل إلى تنفيذ "العمليات الجهادية" في العمق الإسرائيلي مجدداً، انتصارا للقدس وللأقصى وللمقدسات وللأرض الفلسطينية والإنسان الفلسطيني، المنتهكة حقوقه، داعياً إلى تفعيل البعد الإعلامي والقانوني في قضية القدس والمقدسات.

حلم العاصمة

ولم يتغير الموقف السياسي الإسرائيلي من الاستيطان، الذي سيطر على الأرض الفلسطينية، على مدار التاريخ الطويل، الباحث الجامعي وائل المبحوح اعتبر أن هناك عبارات تاريخية مركزية، كانت ولا زالت تحدد فلسفة وسياسة الأحزاب الحاكمة في إسرائيل، إذ قال "غولدا مئير قالت في لحظة من اللحظات أن الحدود حيث يسكن اليهود". ويرى المبحوح أن هذه العبارات تعبر عن مخطط إسرائيلي كبير في تحديد حدود ما وصفها بــ" دولة إسرائيل" بعديد المستوطنات القائمة على أراضي الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة، التي تستمد حدودها إلى أبعد مدى من الأراضي الفلسطينية.

وعلى مدار سنين طويلة يعتقد الإسرائيليون أن القدس هي العاصمة الأبدية لهم، بيد أن الهدف الإسرائيلي بات واضحاً من خلال ما تتعرض له المدينة المقدسة من تهويد، وقمع لحقوق الفلسطينيين، ويضيف أن هناك إشارة واضحة في برنامج حزب الليكود الإسرائيلي الذي يتزعمه نتانياهو "بأن وحدة إسرائيل تنبع من وحدة القدس، ويجب أن تكون القدس عاصمة إسرائيلية موحدة". بيد أن المخطط الكبير هو امتداد حركة المستوطنات والسيطرة على الأرض وطرد الفلسطينيين إلى أماكن أخرى.

طمس الهوية

ولا تزال المحاولات الإسرائيلية في طمس الهوية الفلسطينية مستمرة في المدينة المقدسة، إذ يعتبر الهدف الإستراتيجي لإسرائيل في هذا المدد الديموغرافي الاستيطاني، إذ يؤكد خليل حماد المختص في قضية القدس أن ما تقوم به إسرائيل من ممارسات يومية من حفريات وهدم للبيوت وسرقة لكل الأراضي الفلسطينية وحفر الأنفاق وهدم الجسور ووضع الحواجز باستمرار، " هي مشاهد أصبحت يومية هدفها الواضح والجلي السيطرة على المدينة ومحي أثارها الإسلامية والمسيحية" لتوكيد الحلم الإسرائيلي وهو أن القدس عاصمة لهم.

وقال أن الاستيطان مهما كثر وتعاظم فالقدس للفلسطينيين شاءوا أم أبوا، معربا عن أمله في أن تتوفر المزيد الظروف والإمكانات والقدرات لتحرير القدس ويضيف: "نحن في بداية الطريق وقطعنا شوطاً كبيراً فيه". ودعا إلى بناء جيل فلسطيني قادر على استرداد كافة الحقوق الفلسطينية المسلوبة.

وأوصى المشاركون في ختام فعاليات المؤتمر بضرورة الوحدة الوطنية الفلسطينية بين القيادتين في الضفة الغربية وقطاع غزة، وتكثيف المؤتمرات والندوات لمعرفة تاريخ الاستيطان في القدس، والتنسيق بوضع آليات لمواجهة تهويد القدس وجدار التوسع والفصل حول القدس والمدن الفلسطينية، إلى جانب العمل مع المؤسسات الدولية من أجل إزالة الجدار. وأكدوا على أهمية المقاومة الشعبية في القدس لتعزيز الهوية العربية والإسلامية للمدنية.
 
المصدر: محمد فروانة - خاص "النشرة" من غزة