رأي اليوم: تقرير أوروبيّ يُحذّر من الأوضاع المأساوية بقطاع غزة ويحمل
الاحتلال المسؤولية
الناصرة - زهير أندراوس: نشر الاتحاد الأوروبيّ مؤخرًا تقريرًا جاء فيه أنّ
الوضع الحاليّ الذي يعيشه سكان قطاع غزة مأساوي ويضع خطوطًا حمراء على الحكومة في
غزة، ما قد يؤدي إلى انهياره، الأمر الذي سيؤثر بشكل سلبي كبير على استقرار منطقة
الشرق الأوسط.
وأضاف التقرير إذا ما تُرك الوضع هكذا دون معالجة، يمكن أن يكون هناك
انعكاسات وخيمة على الاستقرار في غزة، وعلى الأمن في المنطقة بشكل واسع، وعلى عملية
السلام بشكلٍ خاصٍ. وتابع التقرير قائلاً إنّ الظروف المعيشية اليائسة التي يعاني
منها أهالي قطاع غزة تعطي مشهدًا خطيرًا أمام العالم بأسره، والذي يمكن أن يؤدي
إلى سيطرة جماعات راديكاليّة دينيّة على مقاليد الحكم والإطاحة بحماس، أوْ أنْ
تتحوّل حماس ذاتها إلى منظمة أكثر عنفًا من ذاتها، على حد تعبيره.
ويضيف التقرير أنّه من الواضح في حال شعرت حركة حماس بقوة ضغط الحصار على
القطاع أن تذهب إلى تصعيد غير مسبوق مع إسرائيل سواء في قطاع غزة أو مناطق الضفة
الغربية.
ويشهد قطاع غزة عزلة سياسية مشددة منذ تشرين الأوّل (أكتوبر) الماضي عندما
منعت إسرائيل دخول الاسمنت إلى القطاعات المتعددة في غزة، الأمر الذي أدى إلى شلل
العاملين في كافة القطاعات الخاصة، كما أنّ إغلاق معظم الأنفاق على الحدود مع مصر
بعد عزل الرئيس المنتخب محمد مرسي عن الحكم، والاستمرار في إغلاق معبر رفح.
ويقول التقرير أيضًا إنّه يُسمع في هذه الأيام سفر نحو 200 شخص فقط مقارنة
بنحو 26 ألف شخص في الأيام العادية، كما يدخل نحو 10 شاحنات يوميًا من مواد بناء
ومستلزمات طبية ومواد غذائية وبعض السلع التي تدخل عبر الأنفاق، مقارنة مع 200
شاحنة في عهد الرئيس محمد مرسي، على حدّ قول التقرير الأوروبيّ.
علاوة على ذلك، أشار التقرير إلى أنّ الحالة الإنسانيّة والاقتصاديّة في
قطاع غزة خطيرة جدًا، ويتحدث التقرير عن أن 57 بالمائة من الفلسطينيين في قطاع غزة
يعيشون أوْ يعتمدون بالدرجة الأولى على الطرود الغذائية للأمم المتحدة، ويعيش
السكان تحت انقطاع التيار الكهربائي يصل إلى نحو 16 ساعة يوميًا، وكثيرًا من الأسر
تحصل على المياه العذبة مرة واحدة كل أربعة أيام.
في الوقت نفسه أوضح التقرير أنّ نصف السكان هم من فئة الشباب تتراوح
أعمارهم ما بين 15-29 عاماً والذين يشكلون الجزء الأكبر من السكان هم عاطلين عن
العمل. وحمّل التقرير الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الرئيسية باعتباره سلطة
احتلال.
راي اليوم، لندن، 9/6/2014