رسالة من حرة
داخل مخيم الزعتري

الجمعة، 13
كانونالأول، 2013
إليكم رسالة
الأخت الحائرة إلا من رحمة الله سبحانه وتعالى :
رسالة من حرة
داخل مخيم الزعتري...
ربما هي آخر
صرخة يطلقها قلمها...
تقول:
عندما يموت
الضمير.. وتنعدم النخوة.. وتتلاشى الإنسانية... فأهلاً بكم في مخيم الزعتري.. !!
أهلاً بكم في
صحراء الأردن..
في مضارب بني
يعرب..
هنا الزعتري..
أكبر وأقسى معتقل
شهده التاريخ..
حيث الموت يصول
ويجول بين الخيام والنساء والأطفال والشيوخ والجرحى..
جوعاً وبرداً
ومرضاً وقهراً..
هنا مقبرة
الزعتري.. حيث الحياة أشبه ما تكون بالموت..
هنا الزعتري :
حيث تسرق اللقمة من أفواه اليتامى والجائعين.. ويسرق الدواء من آلام المرضى
واللاجئين.. وحيث يترك الجرحى على مهلهم يموتون.. !
هنا معتقل
الزعتري.. هنا البرد القارس والصقيع والرياح.. هنا جهنم الصيف والسموم والهجير..
هنا الشعب
السوري.. عزيز قوم ذل..
ولم يرحمه أحد..
هنا سجّان وجلاد وتاجر بلغ به الجشع منتهاه..
وطبيب جزار ولص
يفترس ما تبقّى لدينا من عزة نفس وكبرياء.. وإباء.
هنا المشفى
الايطالي الأردني.. للطب معنى آخر لا علاقة له بالإنسانية او الأخلاق..
هنا رمز القسوة
والإذلال والإستغلال والإفتراء والبهتان المبين..
هنا تتحول
المسميات الطبية إلى مصطلحات تمليها مصالح ذوي النفوذ.. وضرورة التغطية والحماية..
فالسل والتهاب الكبد الوبائي أو الإنفلونزا والتهاب الأمعاء والتيفوئيد والربو.. و,,و..
أصبح إسمها (ايدز)..
ومن مات بسبب
الإهمال وسوء العلاج زناة.. ماتو من الايدز !!!
الله أكبر.. ألم
يجدوا غطاءً أخف وطأة وأقل ألماً من هذا ؟؟!!
ويل لكم من
عذاب أليم..
أيها العرب
الموتى الضمائر.. نداء بائس مؤلم من حناجر الحرائر يوقظ من في القبور.
الذئاب البشرية
تفترسنا.. لم يرحموا صغيرة ولا أرملة ولا ثكلى..
هنا الزعتري
تختطف النساء وتغتصب وتخدع.. ثم ترمى جثة هامدة خلف الخيام..
ومن يثور من
خلفها من الرجال يضربون ويرحلون إلى سوريا بحجة إثارة الشغب.. ثم تأتي الرواية
الرسمية للإعلام
عن أعمال شغب
في المخيم من أجل المعونات !!! تباً للظالمين.
أيها النشامى
الموتى الضمائر..
في مخيم
الزعتري عادت تجارة الرقيق ياأيها العبيد.. يخدعون النساء تحت أستار وساطات الزواج
و(السترة)..
يستغلون ضعف
الحرائر وقلة حيلتهن وبؤسهن.. فجزى الله هؤلاء (المسلمون) شر الجزاء..
(الشعب السوري)
مصطلح يطلق على أناس فتحوا بيوتهم ومستشفياتهم وجيوبهم وقلوبهم.. لكل الشعوب
الأخرى في السراء والضراء..
فأغلقت دونهم
الأبواب.. أسميناهم ضيوفاً وأسمونا لاجئين..!
أكرمناهم
وأهانونا.. وكانت أبوابنا مفتوحة دوماً
واليوم حتى
الزعتري..
أغلق أبوابه
على من فيه.. ووضع عليها حراس غلاظ شداد.. حتى لا يخرج منه أحد.. فماذا أقول بعد..
وباب الله وحده
مفتوح لا يغلق..
هنا الزعتري..
حيث تصدح
الحناجر ليل نهار..
حسبنا الله ونعم الوكيل...