روبرت تيرنر:
هناك عاصفة من الأحداث ولا معلومات لدى «الأونروا» عن قرب تعرض غزة لأي هجوم
غزة – «القدس
العربي»: أعلن روبرت تيرنر مدير عمليات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين
«الأونروا» في قطاع غزة، أنه لا توجد لديهم أي معلومات تشير إلى أن القطاع سيتعرض
قريبا لأي اعتداء، لكنه في ذات الوقت أشار إلى القلق الكبير الذي يعيشه السكان،
وعبر عن خشيته من «تصاعد الأحداث»، وطالب برفع الحصار وفتح معبر رفح.
وقال في لقاء
مع عدد من الصحافيين في مكتبه بمقر «الأونروا» بمدينة غزة في رده على سؤال لـ
«القدس العربي» إن كانت هناك استعدادات للمنظمة الدولية في ظل الحديث عن إمكانية شن
إسرائيل هجوم على غزة، في أعقاب عملية خطف ثلاثة مستوطنين في الضفة الغربية «ليس
لدينا أي معلومات أن هناك أي اعتداء من أي طرف سوف يأتي على قطاع غزة».
لكن المسؤول
الأممي عاد وأكد أنه خلال الهجمات السابقة التي كانت تشنها إسرائيل ضد غزة «لم يكن
يعطى أي تحذير سابق للأونروا».
وأشار في هذا
الصدد إلى «قلق سكان قطاع غزة»، بخصوص الوضع، وقال «نتفق بأن هناك عاصفة من
الأحداث في المنطقة، تتمثل في ملف الأسرى، والخطف، وعدم دفع رواتب موظفي حكومة
الأمر الواقع، واستمرار الحصار وإغلاق معبر رفح».
وأضاف «هناك
الكثير من الأحداث السلبية تتوالي، وما نخشاه أن تستمر الأحداث، أو تتضارب مع
بعضها، لتؤدي إلى صراع»، لافتا إلى أن «الأونروا» في غزة تعمل لأن تكون طواقمها
جاهزة ومستعدة لأي طاريء.
وقال أن هذا
الأمر يأتي في سياق «إجراءات الاحتياط العادية» المتمثلة في فحص مواد الطواريء،
وأجهزة الاتصال.
وهناك تقارير
إسرائيلية تتوقع أن يتم توجيه ضربة لقطاع غزة، في ظل تصاعد الأوضاع على خلفية خطف
ثلاثة مستوطنين من الضفة الغربية.
تيرنر انتقد أي
استخدام لـ»القوة المفرطة»، في مناطق الضفة الغربية، وذلك في ظل تواصل حملات الجيش
الإسرائيلي هناك.
وتشن قوات الاحتلال
هجمات يومية ضد الضفة الغربية، تمثلت في اعتقال أكثر من 400 فلسطيني، بينهم نواب
من حركة حماس.
وخلال اللقاء
تحدث تيرنر عن الخدمات الإغاثية والأطعمة التي تقدما «الأونروا» لقطاعات اللاجئين
في القطاع، وحين سئل إن كان هناك مخطط لديهم لتسليم موظفي حكومة حماس السابقة
مساعدات غذائية لعدم تلقيهم رواتب منذ أشهر، وفي ظل معاناة أسرهم من الفقر، فقال
«لا يوجد نية لتوزيع أي مساعدات للذين تضرروا وكانوا يعملون في حكومة الأمر الواقع
(يقصد حكومة حماس)».
ورأى أن الحل
الوحيد لحل أزمتهم هم أن يتلقوا رواتبهم، لا أن يتلقوا المساعدات.
وقدم خلال
اللقاء أرقاما عن أعمال «الأونروا» في مجال تقديم مساعدات غذائية لفقراء اللاجئين،
ودافع مجددا عن مشروع «مسح الفقر» الذي يلاقي امتعاضا من اللاجئين، وهو برنامج يتم
بموجبه تحديد حالة اللاجئين المادية، وقال أن البرنامج لا يستهدف وقف المساعدات،
وأن عدد المستفيدين بعد تطبيق البرنامج زاد العام الجاري عما كان عليه العدد نهاية
العام الماضي، حيث زاد العدد من 800 ألف مستفيد، إلى 830 ألفا.
وعاد وتحدث عن
أزمة «الأونروا» المالية، وقال أن، هناك عجز مالي يقدر 69 مليون دولار، وأن هناك
حاجة لـ 15 مليون دولار، للتمكن من شراء مواد غذائية قبل شهر ايلول/ سبتمبر
القادم، لتوزيعها على اللاجئين الفقراء. وأشار تيرنر إلى أن «الأونروا» انتهت من
تسليم المرحلة الثانية من مشروع الإسكان السعودي، وأنها ستبدأ قريبا بعد اخذ
موافقة إسرائيلية على البدء في المرحلة الثالثة من المشروع، لتسليمها للفلسطينيين
الذين هدمت منازلهم في أوقات سابقة من قبل إسرائيل.
وأشار إلى أن
هناك 37 مشروع له موازنات في «الأونروا» لكنها تنتظر موافقة إسرائيلية لإدخال مواد
البناء اللازمة لها، بقيمة تبلغ 94 مليون دولار.
وتقدم
«الأونروا» إلى إسرائيل قائمة بمشاريعها واحتياجاتها، لتأخذ بعدها موافقة لإدخال
مواد بناء لها، خاصة وأن إسرائيل لا تسمح بمرور هذه المواد لقطاع غزة المحاصر.
وأكد تيرنر أن
التأخير في اخذ الموافقات كلف «الأونروا» خسائر العام الماضي بلغت 6.7 مليون
دولار، موضحا بأنهم عينوا موظف دولي، للتحقق من وصول مواد البناء للمشاريع التي
يتم تشييدها.
وفي ختام حديثه
أكد على صعوبة الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة جراء الحصار، وإغلاق معبر رفح البري،
وأكد على ضرورة إنهاء الحصار كونه «نوع من العقاب الجماعي تجاوز أطول فترة في
التاريخ».
وأوضح أن
المفوض العام لـ»الأونروا» كان قد طلب من مصر فتح معبر رفح كـ «لمحة إنسانية، وليس
انطلاقا من أي تشريع قانوني»، والسماح للمدنيين التحرك عبر المعبر».