زيارة مشعل لغزة تثير غضب الصهاينة
الإثنين، 21 كانون الثاني، 2013
أثارت زيارة رئيس المكتب السياسي لحركة (حماس) خالد مشعل ووفد قيادي من الحركة إلى غزة، مواقف صهيونية تظهر مدى الخسارة التي تكبّدها العدو الصهيوني في معركة حجارة السجيل على قطاع غزة، ومدى تورط بنيامين نتنياهو أمام معارضيه سياسياً وأمام الرأي العام الصهيوني.
إحدى مظاهر الخلاف الإسرائيلي الداخلي برزت حين تبادل اليمين الإسرائيلي بقيادة بنيامين نتانياهو والمعارضة الاتهامات بالمساهمة في تعزيز موقف حماس، بمناسبة الزيارة الأولى لرئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل إلى غزة، وذلك في محاولة لوضع نتانياهو في حرج مع اقتراب الانتخابات البرلمانية المقررة في 22 كانون الثاني/يناير المقبل.
واعتبرت تسيبي ليفني؛ زعيمة حزب الوسط المعارض الجديد «الحركة»، أن حماس «احتفلت بهزيمة الحكومة الإسرائيلية، فكل يوم يمر في ظل هذه الحكومة، تقوي حماس صفوفها وتضعف إسرائيل».
وتابعت ليفني في بيان أن «هذه الحكومة تفاوضت مع حماس والاسوأ من ذلك سمحت لها بالحصول على شرعية دولية».
ونددت ليفني أيضاً بسياسة حكومة نتانياهو التي تقوم على «التفاوض مع حماس والتي تؤكد بعد ذلك أن أبو مازن (الرئيس الفلسطيني محمود عباس) ضعيف وترفض إجراء مفاوضات حقيقية معه».
وكان زعيم آخر من المعارضة الوسطية، وهو النائب شاوول موفاز، عبر عن أسفه لأن (إسرائيل) لم تقتل خالد مشعل. وأضاف «إذا واصلت إسرائيل إضعاف أبو مازن بدون التعامل مع حماس بيد من حديد فسوف نرى قريباً مشعل في يهودا والسامرة (الضفة الغربية)».
أما نتنياهو نفسه، فقد استند على خطاب مشعل، الذي أطلقه في زيارته الأولى إلى القطاع وسخر فيه من نتنياهو علناً، ليبرّر مشاريعه الاستيطانية بالقول إن «توعّد حماس بسحق إسرائيل بعد إعلانها النصر في القتال الذي دار في قطاع غزة ، يثبت صحة ممانعة إسرائيل التنازل عن الضفة الغربية المحتلة».
وهكذا حاول نتنياهو الرد على الانتقادات الدولية التي طالته في الفترة الأخيرة، معتبراً أن وجود مشعل في غزة يؤكد وجود «استراتيجية حذر في ظلّ العداء الشديد لحركة حماس، وعدم إبداء الرئيس الفلسطيني محمود عباس المدعوم من الولايات المتحدة معارضة علنية لموقف حماس».
وقال نتنياهو إن «عباس يقاوم نداءات باستئناف محادثات السلام.. والمثير للاهتمام هو أن أبو مازن من بين كل الناس لم يندد بكلمات حماس الداعية لتدمير إسرائيل». وهو ما شدّد عليه نائب نتنياهو موشيه يعلون، في تصريحات أدلى بها لـ«صوت إسرائيل»، قائلاً «لا فرق بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ومشعل».
بدوره، انتقد الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز رئيس المكتب السياسي لحماس، معتبراً أن الأخير كشف عن الطبيعة الحقيقية لحماس وهي «أن تقتل.. أن تتغلّب وألا تتوصّل لحل وسط».
غير أن وزير التربية الإسرائيلي جدعون ساعر الذي ينتمي إلى حزب «الليكود» الذي يرأسه نتانياهو، قال إن «كل الأحزاب التي تدعو إلى انسحاب جديد في يهودا والسامرة (الضفة الغربية) ستحمل حماس إلى السلطة» في هذه المنطقة.
وأضاف أن «وحدها حكومة حازمة بقيادة بنيامين نتانياهو يمكنها مواجهة إيران ومبعوثها حماس»، حسب تعبيره.
ومن ناحيته قال نافتالي بينيت رئيس الحزب القومي المتشدد «الوطن اليهودي» حليف إن حزبه سيمارس ضغوطاً في الحكومة المقبلة لمنع زيارة مثل تلك التي قام بها خالد مشعل إلى غزة.
ومضى يقول «لا أفهم لماذا سمحنا له بدخول غزة، ولماذا عندما أصبح هناك لا نقوم بتصفيته لأنه يستحق الموت».
أما نظرة الصحافة الإسرائيلية المهزومة لزيارة مشعل لقطاع غزة، فنستطيع أن تستقرأها من تعليقات صحيفة «يديعوت أحرونوت» على الزيارة، حين أظهرت المفارقة بين زيارة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات لقطاع غزة عام 1994م بعد سنوات طويلة من منعه الدخول للقطاع، والذي كما تصف الصحيفة استقبل آنذاك استقبال الأبطال بعد التوقيع على اتفاقية أوسلو، والذي اعتبرته السلطة الفلسطينية انتصاراً كبيراً للفلسطينيين، في حين استقبل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، والذي زار قطاع غزة بعد 18 عاماً من زيارة عرفات، وبعد 37 عاماً من منعه دخول الأراضي الفلسطينية، كما أنه جاء بعد انتصار كبير حققته المقاومة الفلسطينية في معركة «حجارة السجيل».
ووفقاً للصحيفة، فإن زيارة مشعل جاءت كأحد عروض القوة الأكبر في تاريخ حركة حماس، التي اعتبرت على لسان القيادي فيها صالح العاروري أن زيارة رئيس مكتبها السياسي لقطاع غزة جاءت بإرادة فلسطينية خالصة، مشيراً إلى أن زيارة مشعل كانت رغم أنف (إسرائيل). وأضاف العاروري «إن دخول مشعل قطاع غزة لم يكن كالدخول الأول بعد اتفاقيات السلام التي اعترفت بإسرائيل»، في إشارة منه لزيارة عرفات عام 1994م، كما أنها إشارة واضحة للتغيرات التي مرت على قطاع غزة في تلك الفترة.
المصدر: فلسطين المسلمة